على غرار الإيجور.. حملة ممنهجة جديدة تستهدف مسلمي "الهو" في الصين

الإجبار على تغيير الأسماء.. محو القباب والمآذن.. تدمير الطراز المعماري العربي

محمد علاء الدين

  • 45
مسلمو الهو في الصين أرشيفية

منذ شهور ويبدي مسلمو االهوي في مقاطعة يونان رفضًا لمحاولات محو الآثار الإسلامية والعربية وموجات التغيير لكل ما هو عربي، إذ بدأت السلطات الصينية في إحضار عمال ومعاول لهدم مآذن المساجد، في المنطقة التي يقيم بها عدد كبير من أبناء قومية "الهوي" ذات الغالبية المسلمة.  

ولم تقتصر الحملة على القباب والمساجد وإنما شملت الممارسات الدينية والثقافية التي يتبعها العديد من مسلمي الهوي، مثل الحفاظ على ارتداء الجلباب وتعلم اللغة العربية وحمل الأسماء العربية.

بدأت هذه الحملة عام 2021، حين كشفت تقارير إعلامية إقدام سلطات مدينة شينينغ عاصمة مدينة مقاطعة تشنغهاي شمال غرب الصين، على إزالة قباب مسجد تونغوان التاريخي الذي يعود إلى سبعة قرون، والتي استمرت لثلاث سنوات متتالية بهدف إزالة الطابع المعماري العربي والإسلامي ليصل عدد المساجد المعدلة إلى ألف مسجد، وأكثر من مائتي مسجد في مقاطعة يونان وحدها.

ومؤخرًا نجحت السلطات الصينية في تغيير هوية مسجدي "ناجيانيغ" و"شاديان" في مقاطعة يونان والذي يعود تاريخ بنائهما إلى القرن الرابع عشر، حيث استبدلت أسطحهما لتصبح شبيهة بالمعابد البوذية والكونفوشيوسية.

ويُعد المسلمون من قومية "الهوي" هم رابع أكبر مجموعة عرقية في الصين، وتعود أصولهم إلى هجرة المسلمين من آسيا الوسطى في القرن الثامن ويبلغ عددهم حوالي 11 مليون نسمة، ويتحدثون لغة "الماندرين" الصينية.

وجات تسمية "الهوي" من عبارة "هوي جيا تو"، بالصينية التي تعني "أتباع دين شعب هوي"، ويشار بها إلى المسلمين الذين يتحدثون باللغة الصينية، سواء في الصين أم سنغافورة وماليزيا.

وعاش هؤلاء المسلمين في الصين منذ أكثر من ألف عام، حيث بدأت المجتمعات الإسلامية بالظهور في المدن الكبرى والمراكز التجارية خاصة بعد عام 750.

ويقول أحمد سلام، باحث متخصص في الشأن الآسيوي، إن الصين دولة متعددة القوميات تضم 56 قومية أكبرها قومية هان وهم الصينيون الأصليون، والـ 55 قومية الباقية تمثل أقليات قومية تتوزع في مناطق الصين المختلفة.

ويشير "سلام" في تصريحات خاصة لـ "الفتح" إلى أن المسلمين يمثلون 10 قوميات، أقدمها وأكبرها قومية هوي، وأصل كلمة هوي تعني العودة أو العائدين، وتنطق بالصينية خوي لكنها تكتب بالهاء في العربية وبحرف H في الإنجليزية.

ويضيف الباحث في الشأن الآسيوي أن أصول القومية تعود للعرب والفرس الذين وصلوا الصين في فترات مبكرة، وعاشوا واستقروا في الصين، فأصبحوا صينيين تمامًا، لا تستطيع أن تفرقهم من الصينيين الأصليين.

وبحسب "سلام" فإنهم ينتشرون في عموم الصين في تجمعات سكنية حول المساجد، لكنهم يتركزون في شمال غرب الصين وجنوبها الغربي وبعض المدن الساحلية في جنوب شرق.

ويؤكد أن قومية هوي الأكبر عددًا والأقدم بين القوميات المسلمة فهم الأكثر تأثيرًا ومعظم الشخصيات الإسلامية البارزة في الصين تنتمي إليها.