داعية إسلامي: نحتاج أن نُفسح الطريق للقرآن ليسكن في قلوبنا ونزيل الحواجز والعوائق التي تحول بين قلوبنا والقرآن

  • 31
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

أشار الداعية الإسلامي سعيد السواح إلى أهمية مصاحبة القرآن وملازمته، قائلًا: وصية النبي -صلى الله عليه وسلم- لصاحب القرآن: "اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ، اقْرَؤُوا الزَّهْراوَيْنِ البَقَرَةَ، وسُورَةَ آلِ عِمْرانَ، فإنَّهُما تَأْتِيانِ يَومَ القِيامَةِ كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ كَأنَّهُما غَيايَتانِ، أوْ كَأنَّهُما فِرْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن أصْحابِهِما، اقْرَؤُوا سُورَةَ البَقَرَةِ، فإنَّ أخْذَها بَرَكَةٌ، وتَرْكَها حَسْرَةٌ، ولا تَسْتَطِيعُها البَطَلَةُ. قالَ مُعاوِيَةُ: بَلَغَنِي أنَّ البَطَلَةَ: السَّحَرَةُ." [مسلم/804].

وأضاف "السواح" -في مقال له من سلسلة مقالات له بعنوان "المدارسة.. الدراسات القرآنية لآي السور المكية والمدنية.. الطريق إلى الربانية-: أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، قال -صلى الله عليه وسلم-: "يُؤْتَى بالقُرْآنِ يَومَ القِيامَةِ وأَهْلِهِ الَّذِينَ كانُوا يَعْمَلُونَ به، تَقْدُمُهُ سُورَةُ البَقَرَةِ وآلُ عِمْرانَ، وضَرَبَ لهما رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَةَ أمْثالٍ ما نَسِيتُهُنَّ بَعْدُ؛ قالَ: كَأنَّهُما غَمامَتانِ، أوْ ظُلَّتانِ سَوْداوانِ، بيْنَهُما شَرْقٌ، أوْ كَأنَّهُما حِزْقانِ مِن طَيْرٍ صَوافَّ، تُحاجَّانِ عن صاحِبِهِما" [مسلم/805].

وأكد أن أهل القرآن وصاحب القرآن هو من يعمل بما في كتاب ربه، فمن حفظ القرآن وإن كان عن ظهر قلب، ولكنه لا يعمل بما فيه فهذا ليس من أهل القرآن وليس بصاحب القرآن، متساءلًا "كيف يكون صاحباً للقرآن وقد ضيع حدوده؟!".

وتابع "السواح": فيوم القيامة يوم عسير وعصيب فالكل قد انشغل بنفسه يقول نفسي نفسي والكل يفر من أحب الناس إلى قلبه من شدة ما يرى من أهوال في ذلك اليوم فكل قد جاءه ما يشغله، قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيه} [عبس: 34-37]، ولكن صاحبك القرآن لا يفر منك ولا يخذلك ولا يخزيك في ذلك اليوم يقف مدافعًا عنك يشفع لك عند ربك، أرأيت وفاءً كهذا الوفاء؟!.

واستطرد: منح القرآن وعطاياه لأهل مجالسته ومدارسته، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "وَما اجْتَمع قَوْمٌ في بَيْتٍ مِن بُيُوتِ اللهِ، يَتْلُونَ كِتَابَ اللهِ، وَيَتَدَارَسُونَهُ بيْنَهُمْ، إِلَّا نَزَلَتْ عليهمِ السَّكِينَةُ، وَغَشِيَتْهُمُ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمُ المَلَائِكَةُ، وَذَكَرَهُمُ اللَّهُ فِيمَن عِنْدَهُ" [ رواه مسلم]، موضحًا: فلا تقف عند القراءة الحلقية بإقامة الحروف وإضاعة الحدود، ولكن نقرأ القرآن قراءة المتعقل الرشيد نقف مع معانيه ومدلولاته؛ لنتدبر آياته ونستوعب حكمه وأحكامه لنعمل من فورنا من خلال ما تعلمناه.

وأرشد الداعية الإسلامي إلى حاجتنا لطهارة النفوس والقلوب قبل قراءة النصوص "لو طهرت قلوبكم ما شبعتم من كلام ربكم" و"خيركم من تعلم القرآن وعلمه" فنحتاج أن نُفسح الطريق للقرآن ليسكن في قلوبنا ونزيل الحواجز والعوائق التي تحول بين قلوبنا والقرآن، وقد قال النبي -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: "ألا وإنَّ في الجسدَ مُضغةً، إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسدُ كلُّه ، وإذا فسدت فسد الجسدُ كلُّه ، ألا وهي القلبُ" [رواه البخاري].