مدارس المتفوقين تبحث عن التطوير بعد تغيير اسمها إلى "STEAM"

  • 43
الفتح - مدارس المتفوقين أرشيفية

محمود تركي: لابد من استثمار العقول المصرية في تعميق الصناعة الوطنية 

خبراء يطالبون بالتعاون بين التعليم الفني والمصانع والشركات الكبرى لتشغيل الخريجين 

في إطار سعي وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني لتطوير التعليم قبل الجامعي وتأهيل الخريجين وربطهم بسوق العمل، عقدت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، مؤتمرًا لنظام التعليم بمدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا (STEM)، تحت عنوان "الواقع والطموحات"، وذلك بالتعاون مع الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID)، وتحت رعاية الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء.

وخلص المؤتمر إلى عدد من التوصيات من بينها، إقامة مدرسة في كل محافظة من دون إقامة من أجل توفير تكلفة إقامة الطلاب، مع ضرورة أن يكون المعلم على مستوى كبير من الكفاءة والمهرة للتعمل مع الطلاب، كذلك وجود شراكات مع المجتمع المدني ورجال الأعمال،و توفير منح للطلاب مع وزارة التعليم العالي؛ ونقل التجربة إلى التعليم العام ، وتحويل مدارس إلى ((STEM إلى (STEAM)؛ بغرض إدخال الجوانب الفنية.

وأكد المهندس محمود تركي، عضو مجلس الشيوخ عن حزب النور، وأحد المشاركين في المؤتمر، أن التعاون بين الوزارة والمصانع والشركات الكبرى لتدريب طلاب هذه المدارس سيكسبهم مزيدًا من الخبرات بجانب الدراسة النظرية، موضحًا أن هذا الأمر يحتاج إلى عقد شراكات مع القطاع الخاص وعمل بروتوكولات تعاون لفتح مجال تطبيقي؛ لتنفيذ المشروعات العملية للطلاب، والمساهمة في خلق فرص عمل حقيقية في المستقبل، وأيضا استثمار العقول المصرية في تعميق الصناعة الوطنية وتصديرها إلى الخارج، ويضاف إلى ذلك ما تقوم به الوزارات المختلفة من فتح مجال التعاون مع طلاب المدارس سواء كانت كلية التربية بما فيها من تخصصات نوعية وأيضا وزارة الري؛ لتوفير معامل الوزارة للتطبيق العملي لأفكار المشروعات وغيرها من الوزارات التي تحقق دائرة التكامل بين الجهات المعنية؛ لتعظيم الاستفادة والوصول لأقصى درجات الاستثمار في هذا المجال. 

وأشار "تركي" -في تصريحات خاصة لـ "الفتح"- إلى أن هذه المدارس تعد نموذجًا للتطبيق العملي والاستثمار في عقول الشباب وهو من أهم النقاط المضيئة في التعليم المصري، وذلك لعدة أسباب، منها: أن معايير قبول الطلاب تعتبر الأصعب في تحديد من سيقبل ويظهر ذلك من خلال عدد المتقدمين الذي بلغ قرابة 30 ألفًا في حين لم يقبل منهم بعد اجتياز الاختبارات سوى 2000 طالب، كما أن خريجي تلك المدارس لهم الحق في الحصول على منح بالدول المتقدمة ومنهم من حصل على أعلى مناصب في كبرى الشركات العالمية بالخارج، وهذا يعود على أن هناك عوامل مهمة في الوصول لهذا المستوى، ومنها أن مناهج هذه المدارس تعد مناهج متكاملة، وتعتمد على نواتج التعلم، لذلك فهي تحتاج إلى معلم متميز.

وبسؤاله عن رأيه في بروتوكول التعاون الذي عقدته وزارة التربية والتعليم مع وزارة التعليم العالي لرعاية الطلاب النابغين والمبتكرين، أوضح عضو مجلس الشيوخ، أن عقد هذا البروتوكول ستكون له انعكاسات إيجابية في استثمار مواهب طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والتكنولوجيا بمصر، وتوفير الموارد اللازمة لبناء قدراتهم وضمان الجودة والتعليم الفعال والمستدام بهذه المدارس، كما سيساهم في دعم الشراكات بين المدارس من جهة والجامعات والمراكز البحثية والتكنولوجية ودعم الأفكار المتميزة ورعايتها، وهذا يرسخ ويعمل على تحقيق تكامل فعّال بين المعرفة النظرية والتجربة العملية؛ مما يعزز فرص الطلاب للاندماج في سوق العمل. 

وقال الدكتور تامر شوقي، أستاذ علم النفس التربوي بجامعة عين شمس، إن طبيعة هذه المدارس هي التركيز على علوم المستقبل من العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات وكل الأمم تنهض على هذه العلوم ومن ثم خصصت لها الدولة المصرية مدارس مستقلة بها وهي تعتمد على طريقة دراسة التخصصات البينية بمعنى أن مناهج هذه المدارس تختلف عن مناهج التعليم الثانوي العام؛ إذ تدور المناهج حول التحديثات والقضايا القومية الكبرى التي تواجهها مصر، مثل: التصحر ونقص المياه ونقص الطاقة؛ إذ تتناول كل مادة في هذه المدارس مثل هذه المشاكل من زاويتها الخاصة، مؤكدًا أهمية هذه المدارس وحاجة الدولة المصرية إليها.

وبسؤاله عن رأيه في التوسع في إنشاء هذه المدارس في مختلف المحافظات، أكد "شوقي" -في تصريحات خاصة لـ "الفتح"- أن الأهم من التوسع في إنشاء مدارس جديدة هو الاهتمام بالمدارس القائمة وزيادة قدراتها؛ نظرًا للتكلفة الكبيرة التي يتطلبها إنشاء هذه المدارس؛ لأنها مدارس ذات طبيعة خاصة وتحتاج معامل خاصة، وتكنولوجيا متقدمة وأجهزة كمبيوتر، وشبكات إنترنت فائقة السرعة، وحاليًا لا تتوفر إمكانيات للدولة لإنشاء هذه المدارس في ظل الظروف الاقتصادية التي تمر بها، كما أن التوسع في المدارس سيحولها إلى مدارس خارجية وهو ما سيحد من تحقيق أهدافها؛ إذ نظام الداخلي يكسب الطلاب مهارات وقيم الاعتماد على النفس، والتعاون مع زملائهم من خلال إعداد مشروعات بحثية "الكابستون"، ولذلك لابد أن يتاح للطلاب جهاز كمبيوتر وشبكة إنترنت قوية طوال الوقت وهو ما لا يتوفر لكل الطلاب في منازلهم.

وطالب أستاذ علم النفس التربوي بعقد بروتوكولات تعاون بين وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني والمصانع والشركات الكبرى في مصر؛ بهدف تدريب طلاب مدارس المتفوقين بحيث لا تقتصر الدراسة على الجانب النظري ويتاح لهم التطبيق العملي في الواقع.