ينبغي على المسلم اغتنام الأوقات الفاضلة.. "داعية" يوضح أسباب إكثار النبي ﷺ من العبادة في شعبان

  • 74
الفتح - أرشيفية

قال المهندس صلاح عبد المعبود، الداعية الإسلامي: الحمد لله الذي مَدّ في أعمارنا وأنعم علينا حتى أظلنا شهر شعبان، ذلك الشهر الكريم الذي أحاطه الله تبارك وتعالى بشهرين كريمين عظيمين، هما شهر الله الحرام رجب وشهر رمضان المبارك.

وأكد "عبد المعبود" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أنه ينبغي على المسلم أن يغتنم تلك الأيام الفاضلة والأوقات الشريفة بالأعمال الصالحة، مخلصًا لله تعالى ومتأسيًا فيها برسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأعماله، ولا يدع عمره يضيع بين يديه هدرًا، لقول النبي الله -صلى الله عليه-: "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ" [رواه البخاري].

وأضاف: وأن يضع في ميزان أعماله اليوم ما يسره أن يراه غدًا، وأن يتعلم كيف يعبد الله -عز وجل- ثم يبادر بتلك العبادات، خاصة في هذا الزمان، زمان الفتن، قال رسول الله -صلى الله عليه- "بادروا بالأعمال الصالحة فتنًا كقطع الليل المظلم يصبح الرجل مؤمنًا ويمسي كافرًا ويمسي مؤمنًا ويصبح كافرًا يبيع دينه بعرض من الدنيا" [رواه مسلم].

وتابع "عبد المعبود": وقد جاءتنا الفرصة الكبيرة والمنحة الجليلة وأنعم الله علينا بمجيء شهر شعبان الذي كان يهتم به النبي -صلى الله عليه وسلم- اهتمامًا واضحًا بالأعمال الصالحة، لاسيما الصيام، فعن أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، قالت "ما رأيت النبي -صلى الله عليه وسلم- استكمل صيام شهر قط إلا شهر رمضان وما رأيته في شهر أكثر صيامًا منه في شعبان" [متفق عليه]، وعن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، قال: "ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يُرفع عملي وأنا صائم" [رواه النسائي وصححه الألباني].

ولفت الداعية الإسلامي، إلى أن هذا الحديث المتقدم يدل على أن اجتهاد النبي -صلى الله عليه وسلم- في هذا الشهر كان لأمور منها:

1- أنه شهر يغفل عنه الناس، فأحب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يحييه بالطاعة ويملأه بالعبادة، مع قلة من ينشط لها فيه.

مع الإشارة إلى:

- الحرص على الاجتهاد في العبادة وقت غفلة الناس؛ لأن العبادة وقت الغفلة يحبها الله ويثيب عليها أكثر من غيرها.

- كما أن العابد عند غفلة الناس، قد يتأسَّى به غيره، فيكون له مثل أجر من اقتدى به؛ لأن الدال على الخير كفاعله كما صح ذلك عن رسول الله -صلى الله عليه-.

2- أنه شهر تُرفع فيه الأعمال، وهذا الرفع السنوي لأعمال العام، فيجتهد في الصيام فيه.

3- أنه كالتمرين على الصيام؛ استعدادًا لرمضان الذي يحتاج إلى تهيئة لتلك النفوس التي اعتادت على الكسل والانهماك في المباحات، بتهذيب تلك النفوس وتنفية القلوب وتعويدها وتمرينها على فعل الطاعات، مثل: قراءة القرآن وقيام الليل وكثرة الذكر والاستغفار والإكثار من الصدقات والدعوة إلى الله والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وغير ذلك من الطاعات التي يحبها الله -سبحانه وتعالى- عسى أن يتقبلها  منا ويتوفانا على عمل صالح نلقاه به.