الحكومة تواصل مساعي توطين إنتاج الحرير محليًا

توصيات بالتوسع في زراعة أشجار التوت.. و"السلالات" أبرز التحديات

  • 21
الفتح - صناعة الحرير أرشيفية

وضعت الحكومة برئاسة الدكتور مصطفى مدبولي، خطة طموح لتوطين وإنتاج صناعة الحرير في مصر من دودة القز، بالتعاون مع الجهات المسؤولة بوزارات الزراعة، والتنمية المحلية، وقطاع الأعمال العام، والتجارة والصناعة، وجهاز تنمية المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بهدف زيادة الصادرات، وتوفير مزيد من فرص العمل للأسرة وقطاع الشباب.

ووجه "مدبولي" بضرورة إعداد خطة متكاملة لتطوير خطط تربية دودة القز محليًا، مع إمكانية النظر في التركيز على محافظات الوادي الجديد وقنا وسوهاج، كما كلف وزير التنمية المحلية بالعمل على وضع خطة لإنتاج 100 طن من الحرير سنوياً، بما يُسهم في توفير احتياجات هذه الصناعة، بالتعاون مع الوزارات المعنية، وجهاز المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، بحيث تكون لدينا خطة بتكلفة محددة، وتواريخ زمنية.

تهتم خطة الحكومة ببعض الأساليب والمقترحات لزراعة وإكثار أشجار التوت وتربية دودة الحرير، وهو ما يحتاج إلى سلالات ذات مواصفات معينة تتوافق مع طبيعة وتغير المناخ بالمناطق الجغرافية في المحافظات المختلفة.

من جهته، لفت السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي،  إلى زراعة 100 فدان من شجر التوت في الوادي الجديد و 50 فدانًا بغرب قنا، مشيرًا إلى أن لدى الوزارة سلالات منتقاة، ويعملون على تحديد المناطق المطلوب الزراعة بها للبدء على الفور، وذلك بالتعاون بين الوزارات المعنية وقسم بحوث الحرير التابع لمعهد بحوث وقاية النبات بمركز البحوث الزراعية، بعقد دورات تدريبية بهدف التوسع فى مشروعات إنتاج الحرير.

أما اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، فأشار إلى تجهيز 17 مشروعًا بمراكز الخارجة، والداخلة، وبلاط، والفرافرة، تضمنت زراعة 322 فدانًا، و9 صوب زراعية، إلى جانب تجهيز 19 معملاً متخصصًا، بالإضافة إلى جهود وزارة التربية والتعليم من خلال المدارس الثانوية الزراعية بالمحافظة، التي ساهمت في زراعة 12.5 فدانًا، و5 صوب زراعية، وتجهيز 7 معامل، إلى جانب جهود وزارة التضامن الاجتماعي في زراعة 10.5 أفدنة وتجهيز 6 معامل.

ومن جهته، أشاد الدكتور أحمد الصفاني، عضو هيئة التدريس بكلية الزراعة جامعة الأزهر، والمتخصص في إنتاج الحرير من دودة القز، بهذه الخطوة، لافتًا إلى أن الحكومة عرضت مشروع استخراج الحرير من دودة القز، ومن المنتظر تجهيز المعامل والماكينات الخاصة باستخراج خيوط الحرير.

وأوضح أن المشكلة الأهم في عملية التربية هي إنتاج وتطوير أصناف أشجار التوت وكذلك السلالات الجيدة من ديدان الحرير، إضافة إلى عملية التسويق الخاص بالشرانق بحيث تكون بسعر عادل للمنتج أو المربي والمصنع.

وحول المعوقات، أكد "الصفاني" أن الدودة تظل 3 أيام لعمل الشرنقة، مع ملاحظة مراعاة عدم الاهتزاز أو النقل من مكان لآخر لتفادي الخيط المتقطع، مما يساعد في إنتاج خيط بطول يصل من 1500 إلى 1600 متر لبعض الأصناف الجيدة مع الاختلاف من سلالة لأخرى، ثم تؤخذ الشرانق وتوضع في فرن مجفف تحت درجة 30 إلى 35 درجة أو في حرارة الشمس أثناء  فصل الصيف ويتم تغطيتها بقماش أسود أو مشمع لامتصاص الحرارة، مع مراعاة عدم التأخر خشية أن تتحول العذراء إلى حشرة كاملة.

وفيما يتعلق بمرحلة التغذية، قال "الصفاني": "تتغذى الدودة عشرة أيام على ورقة التوت، ثم تتوقف عن التغذية وتعمل الشرنقة، وتعملها اليرقة لتتعذر داخلها من طور ساكن إلى يرقة، وتوضع في ماء ساخن ثم توضع على الماكينات لاستخراج خيط الحريرحسب المنتج وجودته كل على حسب نوعه وهناك أبحاث علمية جاري دراستها لاستخراج مكونات أخرى مثل بروتين الحرير يدخل في منتجات طبية وتجميلية".

ولفت إلى أن الصين والهند، لهما باع كبير في هذا المجال، إضافة إلى أوزباكستان،والتي  أصبحت الثالث على العالم، وسوريا الشقيقة كذلك لها خبرة إنتاج، مضيفًا أن مواعيد تربية دودة الحرير تبدأ منذ خروج البراعم في الربيع –مارس- وتستمر حتى تتساقط الأوراق في أواخر أكتوبر، وخلال هذه الفترة من مارس حتى أكتوبر يمكن تربية ديدان الحرير 2-3 مرات وبذلك يتضاعف الإنتاج و يتضاعف دخل المربيّ، وتعتبر الأوراق الطازجة أكثر ملاءمة لتغذية الديدان.

وأضاف "الصفاني" يعتبر إنتاج الحرير الطبيعي من دودة القز واحدًا من الأنشطة الزراعية والصناعية والاقتصادية، ويمكن التوسع فيه لإيجاد فرص عمل للأسر الأكثر احتياجًا في الريف والقرى بمساهمة الحكومة ومشاركة القطاع الخاص لإتاحة فرص عمل لتشغيل الشباب ليصبحوا منتجين في مجال السجاد أو المنسوجات خاصة وأن فترة النمو تستغرق ما بين 35 إلى 40 يومًا.

وبحسب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة السابق بمجلس النواب، فإنه يمكن الاستفادة من حرم الطرق الزراعية والصحراوية وأماكن طرح النهر وجسور ونهايات الترع والمصارف وأمام المنازل لزراعة وإكثار أشجارالتوت والتي تجود زراعتها في أنواع الأراضي مثل التربة الطينية الخفيفة والتربة الرملية، وتقوم تقوم عليها بعض الصناعات من بينها تغذية دودة القز لإنتاج خيوط الحرير الطبيعي، بالإضافة إلى إنتاج ثمرة التوت، والتي يمكن تناولها أو إدخالها في بعض الصناعات الأخرى كعسل أو مربى التوت أو مشروب التوت البري، فضلاً عن الاستفادة من أخشابها في عمليات البناء أو التدفئة أو غيرها من المنتجات.

وطالب "تمراز" بالإكثار وزارعة أشجار التوت، لعوائدها الاقتصادية والاستثمارية، وأنها يمكن أن تفتح مجالات عمل مثل المشروعات المتوسطة ومتناهية الصغر، كما يمكن إقامة مصانع لإنتاج خيوط الحريرالطبيعي أو غذائية وهو ما يعود بالنفع على الأسرة ويدر عائدًا دولاريًا للتصدير إسوة بالدول التي حققت نجاحات في مثل هذا الأمر.

  • كلمات دليلية
  • الحكومة