• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • محذرًا من الغلو في الصالحين والربا.. "برهامي": من أراد أن ينصره الله على عدوه لابد أن يتخلص من أسباب الهزيمة وأخطرها الشرك

محذرًا من الغلو في الصالحين والربا.. "برهامي": من أراد أن ينصره الله على عدوه لابد أن يتخلص من أسباب الهزيمة وأخطرها الشرك

إذا كنتم تريدون أن تنتصروا في معركتكم مع الأعداء فلابد أن تكونوا محاربين مع الله والرسول لا أن يكون عندكم أسباب الهزيمة ثم ترجون النصر

  • 113
الفتح - الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية

قال الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية: إن قضية الولاء والبراء، وقضية الحكم بما أنزل الله قضية عظيمة الأهمية؛ والبعض يسميها رقائق وهذا موجود، ففي صحيح الإمام البخاري مثلًا قال "كتاب الرقاق"، لكن هذه الرقائق وهذه الأعمال الصالحة هي في الحقيقة الوقود الذي يسير به أهل الإسلام ينطلقون فعلًا لمسارعتهم في طاعة الله -عز وجل- التي هي سبب لنصرهم.

وأضاف "برهامي" -خلال كلمته في الندوة التي نظمتها الدعوة السلفية تحت عنوان "فاستبقوا الخيرات"- : الآيات التي في سورة "آل عمران" ما جاء في سياق غزوة أُحد من أول قوله -سبحانه وتعالى-: {وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [آل عمران: 121] ثم ذكر -سبحانه وتعالى- ما وقع في غزوة بدر تذكيرًا لهم بسبب نصرهم، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ ۖ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [آل عمران: 123]، فذكر سبحانه أن الأمر كله له -عز وجل-، وليس للرسول ﷺ منه شيء؛ لأن ذلك يُحقق التوحيد في قلوب المؤمنين في تعلق القلوب بالله، وأن الأمر بيده، وعندما دعى الرسول على أقوام من المشركين وعينهم بأسمائهم، وقنت عليهم شهرًا يدعو عليهم أنزل الله في خاتمة الشهر قوله تعالى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ} [آل عمران: 128].

وتابع: ففي قضية التعلق بالله والتوحيد بصرف العبادة له وحده، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- ليس له من الأمر شيء، سماهم بأسمائهم، ولم ينهاه الله، ولكن بيّن له أنه ليس له من الأمر شيء حتى لا يحدث غلو، ولذلك الآيات بعد ذلك، قال تعالى: {وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ ۚ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ ۚ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا ۗ وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ} [آل عمران: 144]، فهؤلاء الذين دعى عليهم النبي ﷺ بأسمائهم لم يموتوا كفارًا، تاب الله عليهم، ولم يُلْعنوا في نهاية الأمر وأصبحوا مسلمين، وجاهدوا في سبيل الله.

واستطرد "برهامي": وعندما نأتي نقارن بين ما يريد الأعداء نشره في المسلمين من الطرق المنحرفة التي تغالي في الصالحين وفي الأنبياء، حتى يقول بعض هؤلاء أن الله يجعل بعض صفات الربوبية في الأنبياء والأولياء -هذا الشرك الصريح- وأنهم يعلمون علم اللوح والقلم، وأنهم يعلمون الغيب -نعوذ بالله من ذلك- هذا هو الفكر الذي هزم المسلمين، ولذلك الآيات نتعجب من كونها تُذكر في هذا السياق، طريق النصر بيُبين في هذه الآيات، ونجد هذا السياق الذي من ضمنه ترك الربا.

وأشار نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أنه يتعجب الناس ويقولون "لماذ الآيات من أول {وإذ غدوت من أهلك تبؤ المؤمنين مقاعد للقتال} في ذكر غزوة أحد، والتي من ضمنها لماذا نصر الله المسلمين في غزوة بدر وكيف نصرهم، ثم دعاء النبي ﷺ، ثم قوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُّضَاعَفَةً ۖ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 130]، البعض يقول: لماذا ورد في سياق القتال وغزوتين، أكبر غزوتين غزوة بدر ثم غزوة أحد، جاء ذكر الربا؟"، نقول: لأن الربا حربٌ لله ولرسوله ﷺ، وإذا كنتم تريدون أن تنتصروا في معركتكم مع الأعداء فلابد أن تكونوا محاربين مع الله والرسول، لا أن يكون عندكم أسباب الهزيمة ثم ترجون النصر، ثم تطلبون أن تغلبوا عدوكم، وعدوكم قد تسلط عليكم بأعمالكم.