داعية: علاج الكسل والخمول بعد الطاعة يحتاج إلى جهد وعمل واستعانة بالله

  • 20
الفتح - رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي

قال رجب أبو بسيسة الكاتب والداعية الإسلامي، إن كثير منا بعد سماع محاضرة أو موعظة يتحمس وينشط من يوم إلى يومين ويقرر عمل كذا وكذا ثم يعود إلى الكسل والخمول مرة أخرى.

وأوضح أبو بسيسة في منشور له عبر فيس بوك، أن هذه العقبة يشكو منها كثير من الناس وخصوصًا الشباب، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوا مَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا (66)" سورة النساء.

وأكد الداعية أنه لعلاج هذه العقبة ليس المهم أن نقرر لكن المهم أن نستمر -وهذا يحتاج إلى دعاء واستعانة بالله وبذل المزيد من الجهد والعمل-، كما يحتاج أيضًا إلى تغيير واقعنا وصحبتنا ونمط حياتنا لكن نعود إلى نفس الاهتمامات والشخصيات.

وأكد أبو بسيسة أن من كان يريد التغيير فعلًا فعليه أن يقترب من أسباب نشاطه وحماسه وأن يُقبل على الطاعة والعمل الصالح ويبتعد عن أسباب ضعفه ووقوعه في المعصية.

وتابع: "واعلم أن التغيير قرار مع الاستمرار لكن الأماني لا تغير واقعًا ولا تهدي إلى طريق مستقيم"، مؤكدًا أن أفضل قرار في حياة الإنسان هو قرار التوبة ومواجهة نفسه.

واستطرد: "فهل غيرت صحبتك واهتماماتك وحذفت مواطن ضعفك من حياتك وتركت التردد إلى مواجهة نفسك؟".

وشدد أبو بسيسة على أن أي إنسان منا يعرف من أين يأتيه الخلل، لافتًا إلى قوله تعالى: "بَلِ الْإِنسَانُ عَلَىٰ نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ * وَلَوْ أَلْقَىٰ مَعَاذِيرَهُ" سورة القيامة، مؤكدًا أن العاقل من حاسب نفسه وجاهدها في ذات الله، والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، وأن العاجز من اتبع نفسه وهواها وتمنى على الله.

ونبَّه إلى أن أصل التقصير، هو التقصير في محاسبة النفس، وأن كون الإنسان يتأثر عندما يسمع موعظة أو محاضرة فهذا معناه أنه لازل بخير وفيه خير لكن لا ينبغي أن يُهمل نفسه فيندم، مشددًاعلى ضرورة أن يغتنم المرء ما عنده من خير قبل فقده وأن يتوكل على الله، ويرفع شعار أن البداية من عنده، مشيرًا إلى قول الله تعالى: "إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ".