ما حكم اعتقاد تأثير الوحم على المولود؟ وما حكم إزالة الوحمة بالجراحة؟.. تعرف على الحكم الشرعي

  • 62
الفتح - فتاوى

شاع وانتشر في مجتمعنا ما يعرف بالوحم، وهو اشتهاء المرأة الحامل لمأكولات معينة، وشاع أيضاً أن المرأة الحامل إن لم تتناول ما تشتهيه من المأكولات، فستظهر في مولودها، مثل إذا اشتهت أكل الزيتون ولم تأكله، فسيولد الطفل وفي وجهه أو جسمه تشوه معين يشبه حبة الزيتون. فهل ورد في هذا الأمر شيء في ديننا؟ وهل ورد في هذا شيء في العلم والطب؟

وإذا كان الجواب على هذين السؤالين بالسلب، فهل معنى هذا أن من يعتقد ذلك فقد وقع في الشرك الأصغر؛ إذ أنه جعل ما ليس بسبب سببًا؟ وكيف نفسر ما يحدث فعلًا للمواليد الذين بهم تشوهات تشبه بعض المأكولات؟

ومن الشائع كذلك أن المرأة الحامل إذا توحمت واشتهت النظر إلى شخص ما، ولو لم يكن يشبهها أو يشبه زوجها، فإن المولود سيولد يشبهه، مثلًا إذا كانت الزوجة بيضاء البشرة وكذلك الزوج فنظرت الزوجة نظرة الوحم إلى صبي أعجبها، وكان هذا الصبي أسمر اللون، فسيولد جنينها أسمر اللون، بل ويشبه ذلك الصبي المنظور إليه، فهل هذا صحيح؟

أجاب الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية -في فتوى له عبر موقع "صوت السلف"- قائلًا: هذه خرافات وضلالات طبيًا وشرعًا. وهي فعلًا نوع من الشرك الأصغر، وهذه التشويهات المسماة عند الناس بـ"الوحمة" عبارة عن أوعية دموية تشكلت بطريقة غير طبيعية - كسائر الأمراض التي يولد بها الإنسان - لتشكل أعضائه أثناء الحمل بطريقة غير معتادة. 

وأضاف: وأما مسألة الشبه فأيضًا هباء منثور شرعًا وطبيًا. ففي الشرع أن السبب في الشبه هو سبق ماء الرجل ماء المرأة أو العكس، فيشبه أقارب الأب أو الأم، وهذا يوافق للطب من جهة معلومة، وهي أن اجتماع الجينات من الأب والأم هي التي يترتب عليها صفات الجنين وشبهه، وأما الأمر المجهول فكيفية اجتماع هذه الجينات مما يؤدى إلى حصول الشبه سبق للمائين في تحديد هذا الشبه فهذا مجهول في الطب إلى الآن.


وعن إزالة الوحمة بالجراحة، سأل سائل:

أنا عندي وحمة كبيرة في وجهي تشوه منظر وجهي، وأنا متضرر منها، فهل يجوز لي أن أعمل جراحة لكي أخفيها؟

وأجاب "برهامي": فالوحمة نوع من أمراض الأوعية الدموية، والأكثر على جواز الجراحة لمعالجتها.