علق الله الفطر بدخول الليل الذي يبدأ بغروب الشمس، فيجب التثبت والتحري وعدم التهاون في الإفطار قبل موعده فإن التهاون في الإفطار بغير عذر كبيرة من الكبائر وسبب للعقاب الشديد كما في حديث الرؤية الطويل وفيه: "فإذا أنا بقوم معلقين بعراقيبهم، مشققة أشداقهم، تسيل أشداقهم دما. قال: قلت من هؤلاء؟ قيل: الذين يفطرون قبل تحلة صومهم". [رواه النسائي في الكبرى (3273) وابن خزيمة (1986) وصححه الألباني].
ولكن إذا غلب على ظن الإنسان أن الوقت قد دخل، فله حكم آخر، وقد ورد سؤال:
شربتُ كوب عصير فجرًا وأنا أنوي الصيام في أحد أيام عشر ذي الحجة، لكن كنت أظن وأننا في شهر 9 أن فرق التوقيت قبل دخول وقت الفجر الصادق هو 23 دقيقة فشربت العصير على هذا الأساس، ثم تبين لي أنه الآن في شهر 9 أن فرق التوقيت نحو حوالي 13 دقيقة فقط، فما حكم صيام هذا اليوم؟
وأجاب عن هذا السؤال، الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية -في فتوى له عبر موقع "صوت السلف"- قائلًا: فالظاهر صحة الصيام لمن ظن عدم طلوع الفجر فتبيَّن له أنه قد طلع.
وعن حكم من أفطر قبل أذان المغرب جهلاً بتوقيت الأذان، سأل سائل:
سيدة كبيرة السن أفطرت قبل الأذان بدقيقة فى صيام النفل ظنا منها حلول أذان المغرب فهل صيامها صحيح؟ أم تعيد هذا اليوم؟
وأجاب "برهامي": الصحيح أن صومها صحيح ولا إعادة عليها، لا في فرض ولا في نفل، لحديث أسماء -رضي الله عنها- (أَفْطَرْنَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ غَيْمٍ ثُمَّ طَلَعَتْ الشَّمْسُ. قَالَ مَعْمَرٌ سَمِعْتُ هِشَامًا يقول لا أَدْرِي أَقَضَوْا أَمْ لا) [رواه البخاري]، مضيفاً: ولو كان الصوم باطلاً لأُمروا بالقضاء، وهذا لم ينقل، والقضاء لابد له من أمر جديد وقول هشام " لا أَدْرِي أَقَضَوْا أَمْ لا" هو من قوله ورأيه لا من روايته.
وعما إذا أفطر في رمضان قبل الأذان بدقائق لإدراك صلاة المغرب، فسأل سائل:
كنت أفطر في رمضان الماضي قبل أذان المغرب بوقت يسير لا أتذكر تحديدًا مقداره أظنه 3 دقائق تقريبًا وربما 5 دقائق وربما أكثر أو أقل، وسبب ذلك أن المسجد الذي بجانب منزلي كان يؤذن ثم يقيم الصلاة بعد دقيقة أو أكثر تقريبًا فأفعل ذلك حتى أدرك الصلاة, فهل صيامي صحيح؟
وأجاب "برهامي": فإذا كنت تعلم أن الوقت لم يدخل فأفطرت لتدرك الصلاة، فعليك القضاء.
قالت له زوجته: "قم صلِّ" فسمعها: "تسحَّر" فشرب، فما حكم صومه؟
والسؤال:
أيقظتني زوجتي مِن الليل على الساعة 4 فجرًا وقالت لي: "قم صلِّ" فسمعتها تقول: "قم تسحر"؛ فقمتُ فشربت الماء مِن جانبي ثم رأيت أن الساعة 4 فجرًا، فما حكم صيام هذا اليوم؟
وأجاب "برهامي": فالراجح صحة الصوم؛ لأنه شرِب ظانـًّا عدم طلوع الفجر، أشبه ما لو أفطر ظانـًّا غروب الشمس.