"داعية" يحذر: الخسارة الحقيقية هي أن تخسر رمضان وتدركه دون أن يُغفر ذنبك

  • 22
الفتح - شهر رمضان أرشيفية

قال المهندس علاء حامد، الداعية الإسلامي: تجد أي طالب عندما يقترب موسم الامتحانات يتوتر، ويريد أن يجتهد ويزيد في اجتهاده في المذاكرة، لسببين: السبب الأول: أن الامتحانات اقتربت وهو يعرف موعدها، والسبب الثاني: أنه يخشى أن يرسب.

وأضاف "حامد" -في مقطع فيديو له عبر "فيسبوك"-: على الرغم أن الإنسان لو فكر في أمر رسوبه "ماذا سيخسر وحجم الخسارة؟!"، نعم هو سيخسر نجاحه، لكن ليست خسارة فادحة، غيره رسب وسوف يدخل دور ثان وينجح، المقصد أن هناك فرصة أخرى، وهناك من لم يتعلم أو يكمل تعليمه، وأكرمه الله في حياته من طريق آخر، المراد أنها ليست نهاية الدنيا، ولكن على رغم ذلك، هو يعطي لهذا الأمر أهمية كبيرة جدًا.

وتابع: ننتقل إلى الموضوع الأهم، متسائلًا "لماذا نستقبل رمضان بأريحية؟ لماذا لا نكون حريصين على رمضان، ولا نخشى ضياع الوقت منا، وتضيع كثير من الأوقات؟"، مستطردًا: هذا الأمر يعود لسبيين، الأول: أننا غير مدركين أولًا قيمة رمضان، والثاني: أننا مطمئنين وكأن رمضان سيأتي علينا ثاني وثالث ورابع وكأننا متوقعين أننا سنكمل لآخر رمضان.

وأوضح "حامد" أنه حتى نعالج هذا الأمر ونخرج من هذه الأريحية وهذا الشعور، لابد أن نعالج هذه المشكلة بأمرين:

- الأول: أن ندرك أن الخسارة الحقيقية ليست الرسوب في الامتحان، وإنما الخسارة الحقيقية هي أن تخسر رمضان، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "رغِمَ أَنفُ (خاب وخسِر) رجلٍ ذُكِرتُ عندَهُ فلم يصلِّ عليَّ، ورَغِمَ أنفُ رجلٍ دخل عليه رمضانُ ثمَّ انسلخَ قبل أن يُغفَرَ له، ورغمَ أنفُ رجلٍ أدرَكَ عندَه أبواهُ الكِبَر فلم يُدْخِلاهُ الجنة" [رواه الترمذي، وحسنه الألباني]، مؤكدًا أنه هذه كارثة كبيرة أن يأتِ إليك رمضان وينتهي وأنت لم يغفر لك، فلا بد من التعامل بجدية مع رمضان.

- والثاني: حتى تعالج شعور عدم الحرص على رمضان، أن ترفع شعار من بداية رمضان هذا آخر رمضان لي، وتحيا فعلا شعور هذا الأمر، وحتى تحيا على هذا الأمر، ذكر نفسك كم من قريب لك أو صديق أو شخص تعرفه قد مات ولم يبلغ هذا الشهر، بل كان شاب وكان عنده أمل أن يدرك رمضان الذي أنت فيه هذا العام.

وشدد الداعية الإسلامي على ضرورة إدراك قيمة رمضان، وأن تعيش وتموت على أن هذا آخر رمضان لك، عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه-: "أذكرِ الموتَ في صلاتكَ، فإن الرجلَ إذا ذكرَ الموتَ في صلاتهِ لحرِيّ أن يحسنَ صلاتهُ" [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني]، ونحن نؤكد على أنه إذا ذكر الإنسان الموت في صيامه وفي أيام رمضان، فإنه حري أن يحسن الصيام بشكل جيد، بإذن الله تعالى.