بدأ في عهد "عثمان بن عفان".. كيف وصل الإسلام إلى جزيرة قبرص وأعداد المسلمين بها؟

  • 39
الفتح - جزيرة قبرص أرشيفية

تعد قبرص الجزيرة الثالثة من جزر البحر المتوسط من حيث المساحة، وتقع في الجزء الشمالي الشرقي من هذا البحر وعاصمتها نيقوسيا.
وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.

نبذة عن قبرص ومتى فتحها المسلمون؟

فتح المسلمون قبرص عام 649 م، واستمر حكمهم لها حتى عام 745 م، ثم أصبحت منطلقًا للحروب الصليبية، وقد حكمها العثمانيون من عام (1570 إلى 1878 م)؛ إذ تخلوا عنها لبريطانيا التي استمرت مسيطرة عليها حتى الحرب العالمية الأولى.
وفي عام 1925 م أصبحت قبرص مستعمرة بريطانية مرة أخرى، وقد استقلت قبرص عام 1960 م، وبعد ذلك بفترة قصيرة وتحديدًا عام 1963 م بدأ النزاع بين القبارصة الأتراك واليونانيين بسبب إبعاد القبارصة الأتراك عن مواقع الحكم.
وقد أطاح انقلاب 15 يوليو 1974 م بنظام "مكاريوس" وجاء "نيكوش سامبسون" المتحمس للوحدة مع اليونان، وقد تدخلت القوات التركية بعد الإطاحة بالنظام الحاكم في اليونان وفرض الأتراك سيطرتهم على شمالي الجزيرة، أي على حوالي 38% من أراضيها، وأقاموا حكومة اتحادية مع تركيا عام 1975 م برئاسة "رؤوفف دكنتاش"، وما زالت المشكلة بين القبارصة الأتراك واليونان لم تحل بعد.

الموقع الجغرافي:
ثالث جزر البحر المتوسط مساحة، توجد في شرقه، وتبعد عن ساحل تركيا 65 كم، وعن ساحل سوريا 90 كم، وعن أقرب أرض يونانية بحوالي 350 كم، وعن ساحل مصر 400 كم، ومساحتها 9251 كم2، وأكبر طول لها يصل إلى 235 كم، وأقصى عرضها يصل إلى 90 كم، وتقدر مساحة الدولة القبرصية التركية 3700 كم2.


التعداد السكاني وعدد المسلمين في قبرص:
بلغ عدد سكانها في الآونة الأخيرة حوالي 688,000 نسمة، منهم 551,000 من اليونانيين، 137,000 من الأتراك، وهؤلاء يشكلون الأقلية المسلمة بقبرص، والباقي من اليونانيين وجنسيات أخرى، ومنذ استقلالها تسودها الاضطرابات "اليونانية - التركية"؛ مما أدى إلى تقسيم الجزيرة، ففي القسم الشمالي شكل الأتراك القبارصة حكومة منذ سنة 1395هـ - 1975م، وفي القسم الجنوبي والأوسط حكومة القبارصة اليونانيين منذ الاستقلال، وعاصمتها "نيقوسيا"، وسكانها 125,060 نسمة.
ويعد الإسلام في قبرص هو ثاني أكبر ديانة في الجزيرة بعد النصرانية، وهو أيضًا الديانة السائدة لطائفة القبارصة الأتراك التي تعيش في شمال قبرص.
وقبل الغزو التركي لقبرص عام 1974 م، كانت الطائفة القبرصية التركية تشكل 18% من سكان الجزيرة وتعيش في جميع أنحاء الجزيرة. أما اليوم فيتمركز معظم المسلمين الذين يقدر عددهم بـ 264.172 مسلمًا في شمال الجزيرة.

كيف وصل الإسلام إلى قبرص؟
كانت جزيرة قبرص محل صراع للدول القوية التي عاشت في شرقي البحر المتوسط، فتعاقب عليها الفاتحون منذ منتصف الألف الثانية قبل الميلاد، وكان الرومان آخر الغزاة قبل الإسلام فاحتلوا الجزيرة في النصف الثاني من القرن الأول قبل الميلاد، ثم آلت الجزيرة إلى الروم البيزنطيين بعد ذلك.
وكانت فتوح الشام جبهة صدام بين الإسلام والروم، وبعد أن فتح المسلمون بلاد الشام، اتخذ الروم من المناطق المجاورة قواعد للإغارة على البلاد الإسلامية، وكانت قبرص إحدى هذه القواعد، ولذا عندما تم بناء الأسطول الإسلامي في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان -رضي الله عنه- كان غزو قبرص أحد أهدافه، ففي سنة 28 هـ، أرسلت الحملات الإسلامية البحرية إليها من شواطئ مصر والشام، واشترك فيها عدد من الصحابة -عليهم رضوان الله- كان منهم أبو ذر الغفاري، وأبو الدرداء، وشداد بن أوس، وعبادة بن الصامت، وكانت هذه أولى الغزوات الإسلامية البحرية، وتكللت بالنصر بعد أن اختلطت دماء المسلمين بثرى الجزيرة.
وفي سنة 34 هـ أرسل معاوية بن أبي سفيان حملة ثانية للجزيرة بعد أن تمرد أهلها فأعاد فتحها، وأسكن فيها 12,000 من جند المسلمين، فبنوا المساجد بها. وفي سنة 109هـ أغار الأسطول الإسلامي على جزيرة قبرص مرة أخرى، وذلك على إثر هجمات الروم على البلاد الإسلامية، واستمر الصراع بين المسلمين والروم في شرقي البحر المتوسط طيلة العصر الأموي.