رئيس تحرير "الوطن" السودانية لـ"الفتح": السيطرة على الإذاعة مهمة وتعني أن الجيش أمَّن ظهره في المنطقة

تعزِّز الخطة الكلية لتحرير أم درمان.. وهي مدخل لتحرير الخرطوم

  • 39
الفتح - أشرف إبراهيم رئيس تحرير جريدة "الوطن" السودانية

قال أشرف إبراهيم، رئيس تحرير صحيفة "الوطن السودانية": إن سيطرة الجيش السوداني على مقر هيئة الإذاعة والتلفزيون مهمة جدًّا ولها مدلولات عديدة؛ أولاها رمزية الهيئة في وجدان السودانيين؛ فقد كانت ولا تزال الهيئة ذاكرة الشعب الحية، إضافة إلى أن هيئة الإذاعة والتلفزيون تعد رمزية الانقلابات، ودائمًا تقاس بها نجاحات وفشل الانقلابات حسب التجربة السودانية المتكررة في هذا الإطار.

وأضاف إبراهيم في تصريح خاص لـ"الفتح": بيد أن مليشيا "الدعم السريع" احتلت مقر الهيئة دون الاستفادة من هذه الميزة المتعلقة بنجاح الانقلاب العسكري وإذاعة البيان الأول؛ بسبب عدم تكامل المطلوبات الأخرى، ولعدم وجود كادر قادر على تشغيل الهيئة يتبع الميليشا. 

وبسؤاله عن أهمية هذه الحدث من الناحية العسكرية، قال: تعتبر المنطقة حاكمةً وكانت عازلة بين منطقتين عسكريتين تتبعان للجيش هما (منطقة سلاح المهندسين، ومنطقة كرري العسكرية)؛ وبناء عليه فالجيش الآن أمَّن ظهرَه في المنطقة. منوهًا بأن هذه الخطوة تعزِّز الخطة الكلية لتحرير أم درمان؛ وذلك بعد القضاء على القوات الموجودة في مقر الهيئة. 

وأشار إلى أنه وبحسب المعلومات التي تكشفت كانت مليشيا "الدعم السريع" تتعامل مع الإذاعة على أنها منطقة عسكرية مهمة ومحصنة وبها عشرات السيارات العسكرية والسلاح والذخيرة والعتاد الحربي المتنوع. وكانت المليشيا تراهن على عدم قصف الجيش لمقر الهيئة؛ لكيلا يحدث تخريب للأجهزة والاستديوهات، لكن الحصار الذي ضرب على محيط المنطقة وتكتيك الجيش الحربي أدى إلى هذه النتيجة، من  خلال محاولة هروب ثم دعم وإسناد من قوى أخرى ليتمكن الجيش من القضاء على قوات المليشيا. 

وأردف المحل السياسي السوداني أن الأوضاع في 80٪ من أحياء أم درمان باتت خالية من "الدعم السريع"، وسيتم تحرير الجيوب المتبقية. لافتًا إلى أن معركة أم درمان نفسها مدخل مهم لتحرير الخرطوم والقضاء على ما تبقى من المليشيا التي كانت تتلقى الإمداد عبر أم درمان وصولاً من دول الجوار عبر غرب السودان. 

وختم تصريحه بأن القوات المسلحة قدمت درسًا للمليشيا في معركة مقر الإذاعة والتلفزيون، واستطاعت تكبيدها خسائر فادحة تعد ثاني أكبر خسارة بعد الخسارة في اليوم الأول للحرب عبر الطيران الحربي الذي دمر معسكرات وعربات وقضى على أعداد ضخمة من مقاتلي المليشيا.