• الرئيسية
  • منوعات
  • آفاق دعوية
  • ما معنى قول الله تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ"؟ وكيف تنزل أخيك المسلم منزلة نفسك؟.. داعية إسلامي يجيب

ما معنى قول الله تعالى "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ"؟ وكيف تنزل أخيك المسلم منزلة نفسك؟.. داعية إسلامي يجيب

  • 15
الفتح - سورة البقرة

بيَّن المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي، معنى قول الله عز وجل في سورة البقرة: "وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84)"، قائلًا إن هذه الآية التي خاطب الله عز وجل بها بني إسرائيل قد يظن البعض أن الخطاب هنا للنفس، بمعنى أنكم تقتلون أنفسكم ولا تخرجون ذواتكم من دياركم، مؤكدًا أن هذا فهم خاطئ، مضيفًا: "يقول الإمام ابن جرير الطبري في تفسيره فإن قال قائل أو كان القوم يقتلون أنفسهم ويخرجونها من ديارهم فنهوا عن ذلك، قيل ليس الأمر في ذلك على ما ظننت ولكنهم نهوا عن أن يقتل بعضهم بعضا، فكان في قتل الرجل منهم الرجل قتله لنفسه".

وأوضح بسيوني في تصريح لـ"الفتح"، أن الآية هنا معناها ألَّا يقتل بعضكم بعضا ولا يخرجه من منزله ولا يظاهر عليه، مضيفًا: "ففي هذه الآية بيان أن أهل الملة الواحدة بمنزلة النفس الواحدة، وأن المسلم منزلته عند أخيه كمنزلة نفسه تمامًا بتمام، وهذه الآية فيها إشارة واضحة أن المسلم أخو المسلم بل هو في منزلة نفسه تمامًا بتمام، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (مثلُ المؤمنين في تَوادِّهم، وتَرَاحُمِهِم، وتعاطُفِهِمْ. مثلُ الجسَدِ إذا اشتكَى منْهُ عضوٌ تدَاعَى لَهُ سائِرُ الجسَدِ بالسَّهَرِ والْحُمَّى) فسبحان الله جعل عز وجل منزلة المؤمن مع أخيه كالنفس الواحدة يحزنه ما أحزنه ويفرحه ما أفرحه".

وتساءل الكاتب: "فهل نستشعر هذا المعنى في أنفسنا؟، وهل نهتم بأحوال إخواننا من حولنا كما نهتم بحال أنفسنا؟، وهل نحرص على مصالح إخواننا كما نحرص على مصالح أنفسنا؟". 

وأكد بسيوني أنه أن تُنزل أخوك المسلم منزلة نفسك هذه درجة عظيمة من الإخاء ومن المحبة ومن الرابطة الإيمانية التي تربط المؤمنين بعضهم ببعض، وأن الإنسان يجب ألَّا يهتم بنفسه فقط بل يجب أن يهتم بحال إخوانه أيضًا لأنهم في منزلة النفس، مضيفًا: "فنسأل أنفسنا الآن هل نهتم مع هذه الظروف أن نهتم بأحوال إخواننا أم نهتم بمصالحنا الخاصة؟".

ونبّه بسيوني إلى ضرورة أن نسعى في أن نتفقد من حولنا من إخواننا المسلمين ونتفقد احتياجاتهم، مضيفًا أنه من رحمة ربنا عز وجل بعباده أن الجزاء الأوفى والكرم العظيم من الله والإعانة التامة من الله تكون لمن سعى في إعانة اخيه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "مَن ستَر أخاه المسلمَ ستَره اللهُ في الدُّنيا والآخرةِ ومَن فرَّج عن مسلمٍ كُربةً فرَّج اللهُ عنه كُربةً مِن كُرَبِ يومِ القيامةِ واللهُ في عونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه" رواه أبو هريرة وأخرجه مسلم في صحيحه. 

وتابع: "ففرق كبير بين إعانة الرب للعبد وبين إعانة العبد للعبد، وأن من سعى في إعانة إخوانه جزاه ربه بالإعانة له في كل متطلبات حياته، فننشغل نحن بإخواننا ويعيننا الله عز وجل، يجب ألَّا ننشغل بأنفسنا فقط بل نجعل على الأقل لإخواننا نصيب من دعائنا، يجب أن نبذل ما نستطيع لإخواننا، فإن لم يكن عندك ما تبذله لهم فلا أقل من الدعاء لهم والحرص على هدايتهم".

ووجه بسيوني رسالة إلى كل مؤمن قائلًا: " انظر إلى أحوال إخوانك في فلسطين هؤلاء الذين هم بمنزلة النفس منك وكيف تسلط عليهم يهود، نسأل الله أن يخزي اليهود وأن يهلكهم، ندعوا لإخواننا المسلمين في فلسطين وفي السودان وفي سائر بلاد المسلمين، ونستشعر معاناتهم ونستشعر ما يفعله اليهود معهم من قصف وقتل وتجويع، ونخلص لهم في الدعاء اليومي في أوقات الاجابة لاسيما في هذا الأيام في رمضان بين الأذان والإقامة وأنت صائم قبل الإفطار وفي أوقات السحر وفي دبر الصلوات، فهذه أوقات إجابة لا يكن هم أحدنا فيها نفسه فقط، بل ينظر إلى حال إخوانه أيضًا ويدعو لهم بتضرع وبخشوع فهم بمنزلة النفس كما تدعو لنفسك".

وشدد بسيوني على أن الدعاء سلاح المؤمن، وهو سلاح لا يستهان به، وأنه لا يرد القدر إلَّا الدعاء، مضيفًا: "أعجز الناس من عجز عن الدعاء، نسأل الله أن يحفظ إخواننا وأن يطعم جائعهم وأن يكسوا عاريهم وأن يؤمن خائفهم وأن ينصرهم على عدوك وعدوهم.. اللهم عليك باليهود المجرمين الغاصبين اللهم دمرهم تدميرا والعنهم لعنًا كبيرا وشردهم في البلاد وأرنا فيهم عجائب قدرتك عاجلًا.. اللهم احفظ علينا ديننا وأوطاننا وأمننا وإيماننا وأبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك ويهدى فيه أهل معصيتك واجعلنا اللهم من الراشدين".