عمال وطلاب ومهاجرون وفرنسيون أصليون.. توزيع المسلمين وتصنيفهم في فرنسا

  • 28
الفتح - الأقليات المسلمة في فرنسا

تقع فرنسا في الجنوب الغربي من أوروبا وهي تطل على خليج بسكي والمحيط الأطلسي من الغرب وعلى بحر المانش من الشمال وعلى البحر المتوسط من الجنوب، وهي محاطة بست دول أوروبية هي: بلجيكا ولوكسمبورج من الشمال، وألمانيا وسويسرا من الشرق، وإيطاليا من الجنوب الشرقي، وأسبانيا من الجنوب الغربي، وتعد جزيرة كورسيكا جزءًا من فرنسا.

وتواجه الأجيال المسلمة الجديدة الموجودة في قارة أوروبا خطرًا داهمًا جراء تعرضها لمسخ الهوية الإسلامية والانسلاخ من الدين.


توزيع المسلمين وتركيبهم في فرنسا:
يقدر عدد المسلمين في فرنسا بحوالي خمسة ملايين نسمة، ينتمي معظمهم إلى أصول عربية شمال أفريقية، أتت من الجزائر والمغرب وتونس، هذا بالإضافة إلى بعض الأتراك وبعض الأقليات الأخرى التي أتت من دول فرانكفونية، مثل: السنغال.

تصنيف المسلمين في فرنسا:

ويمكن تصنيف المسلمين الفرنسيين إلى أربع فئات:
1- العمال: وهم الغالبية حيث يتوزعون على المصانع والشركات المنتشرة في فرنسا، بخاصة في المدن الكبري والصناعية، ويملك بعضهم متاجر صغيرة وهم جميعًا من ذوي الدخل المحدود ويرسل الكثير منهم جزءًا من دخولهم إلى أسرهم في البلاد التي جاءوا منها، والذين أتوا بأسرهم لا تكاد تكفي دخولهم مصاريفهم اليومية، بل يعتمد بعضهم على ما تقدمه الحكومة الفرنسية من مساعدات اجتماعية.
2- الطلاب: يشكل الطلاب الذين أتوا للدراسة في فرنسا من بعض البلدان الإسلامية شريحة صغيرة من المسلمين في فرنسا، وهؤلاء يأتون بمنح دراسية من بلادهم في الغالب وبالتالي لا يكادون يشعرون بالحاجة الاقتصادية التي يعاني منها المسلمون الآخرون، وحتى الطلاب الذين لا يحصلون على منح دراسية من بلادهم فإن وضع فرنسا يساعدهم؛ إذ إن الدراسة تكاد تكون بغير رسوم، وهناك فرص للعمل إما أيام العطلات أو فترات الصيف.
3- المهاجرون أثناء وبعد حرب الجزائر: هاجر إلى فرنسا حوالي تسعمائة ألف نسمة أثناء الحرب الجزائرية وبعدها، وقد منحتهم فرنسا الجنسية، ومع ذلك فإن أوضاعهم الاقتصادية سيئة وكذلك الأوضاع الاجتماعية لجيلهم الثاني.
4- الفرنسيون الأصليون: دخل الكثير من الفرنسيين في الإسلام منذ بداية الاتصال بين فرنسا والعالم الإسلامي، ورغم أنه ليس هناك إحصاءات دقيقة عن عدد من أسلم، فإنه من الواضح أن أعدادهم كبيرة وفيها شخصيات مهمة فكريًا واجتماعيًا وعلميًا، ويخطر بالبال من المعاصرين الذين ما زالوا على قيد الحياة، الدكتور موريس بوكاي، الطبيب الفرنسي مؤلف كتاب (الإسلام والنصرانية)، وكذلك روجيه جارودي، الفيلسوف المشهور وغيرهم، ويتعرض المسلمون الفرنسيون الجدد لكثير من الضغوط الاجتماعية.

وحيث إن العمال يشكلون الغالبية العظمى بين المسلمين في فرنسا، فإن المسلمين يتمركزون في المدن الكبيرة والمدن الصناعية ويوجد أكثر من 50% منهم في المدن الفرنسية الكبيرة، مثل: باريس وليون وغيرها، وذكرنا أن غالبية المسلمين في فرنسا من دول الشمال الإفريقي العربي وذلك بحكم العلاقة التاريخية بين فرنسا وشمال أفريقيا.
وغني عن القول، إن فرنسا يهاجر إليها الكثير من أبناء الشعوب الأخرى بحثًا عن الفرص المعيشية، ورغم الانطباع السائد بأن أكثر من يهاجر إلى فرنسا هم أهل شمالي أفريقيا بصفة عامة والجزائريون بصفة خاصة فإن إحصاءات 1995م تشير إلى أن المهاجرين الجزائريين لم يكونوا أكثر المهاجرين في ذلك العام، بل إن أكثر المهاجرين أتوا في ذلك العام من البرتغال؛ إذ بلغ عددهم 846,838 نسمة، ثم أتى بعد ذلك الجزائريون 724,960، وبعدهم المغاربة 558,741، ثم احتل المرتبة الرابعة الإيطاليون والخامسة الإسبان والسادسة التونسيون وعددهم 225,680، وأتى بعدهم في الترتيب الأتراك؛ إذ إن عددهم 154267 (اتحاد المنظمات الإسلامية - 1997م - 4).
ورغم أن هذه الأرقام تمثل أعداد المهاجرين لعام واحد فقط، فإنها تشير إلى غالبية المسلمين الموجودين في فرنسا؛ إذ يأتي الجزائريون في الدرجة الأولى وتتجاوز أعدادهم المليون، ثم يأتي بعد ذلك التونسيون والمغاربة والباكستانيون والأتراك. وفي السنوات الأخيرة، ازدادت أعداد المهاجرين من الصومال وبعض الدول الإفريقية الأخرى ودول البلقان.