حول قوله تعالى "يمددكم ربكم".. بسيوني: الصبر والتقوى أصل أسباب المدد والعون من الله

  • 14
الفتح - سورة أل عمران

أوضح المهندس سامح بسيوني الكاتب والداعية الإسلامي أن قول الله عز وجل في سياق ما كان في غزوة بدر في سورة أل عمران: "بَلَىٰ ۚ إِن تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَٰذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125)"، قد يفهم منه البعض أن معنى فورهم أي من لحظتهم ووقتهم، مؤكدًا أن هذا غير المراد من المعنى، وأن الصواب أن معناها من غضبهم أو من وجهتهم ومخرجهم الذي خرجوا منه.

وأشار الداعية في تصريح لـ"الفتح"، إلى أن هذه الآية فيها بيان بإمداد الله عز وجل لعباده المؤمنين المحققين لشرطي الصبر والتقوى وإن تكالب عليهم الأعداء، وإن خرجوا عليهم من وجهتهم وهم في قمة غضبهم وقمة حنقهم على أهل الاسلام فإن الله تكفل بإمداد المؤمنين المحققين للصبر والتقوى بالمدد منه سبحانه وتعالى والعون منه سبحانه وتعالى.

ونبَّه بسيوني إلى أن هذين الشرطين -الصبر والتقوى- هم أصل في إعانة الله عز وجل لعباده المؤمنين في كل مكان وفي كل زمان.

ونوه إلى أن التقوى كما ذكرها العلماء هي أن تجعل بينك وبين ما حرم الله حاجبًا حاجزًا وهي امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وأن المتقون هم الذين يراهم الله حيث أمرهم ولا يأتون بفعل شيء نهاهم الله عز وجل عنه، موضحًا أن التقوى كما عُرَّفت هي الخوف من الجليل والعمل بالتنزيل والقناعة بالقليل والاستعداد ليوم الرحيل وأن يجعل المسلم بينه وبين ما يخشاه من ربه من غضبه وسخطه وعقابه وقاية تقيه من ذلك الغضب وذلك بفعل الطاعة واجتناب المعصية.

وتابع: "وقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه أُبي بن كعب فقال له ما التقوى؟ فقال أُبي يا أمير المؤمنين أما سلكت طريقا فيه شوك؟ قال نعم، قال ما فعلت؟ قال أشمر عن ساقي وأنظر إلى مواضع قدمي وأقدم قدمًا وأؤخر أخرى مخافة أن تصيبني شوكة، فقال أبي بن كعب تلك التقوى".

وأكد بسيوني أن التقوى هي الشمير للطاعة ونظر في الحلال والحرام وورع من الزلل ومخافة وخشية من الكبير المتعال سبحانه وتعالى، وهي أساس الدين وبها يرتقي العبد إلى مراتب اليقين وهي زاد القلوب والأرواح وبها تقتات وتتقوى وعليها تستند في الوصول والنجاة، موضحًا أن شرط التقوى أصل في إمداد الله عز وجل لعباده ومخافة الوقوع في الحرام والحرص على الحلال هو الأصل في الإعانة من الله عز وجل مع الصبر على أوامر الله والصبر على ترك ما حرم الله والصبر على أقدار الله المؤلمة التي تصيب الإنسان في هذا الطريق في حياته والتي يقدرها الله عليه لحكمة منه سبحانه وتعالى.

وبيَّن الداعية أن أصل الإمداد والإعانة يحتاج منا إلى صبر وتقوى، مضيفًا أنه إن تخلينا عن هذين الشرطين فان هذا سبب في تخلف إعانة الله عز وجل لنا، ناصحًا الناس بالحرص على أكل الحلال والبعد عما حرم الله حتى يؤتيهم الله ويمدهم من عنده بمدد وينجيهم من السوء ومن مكر اعدائهم بهم.