مخاوف "تقسيم السودان" تتصاعد بإعلان ميليشيا الدعم السريع إدارة مدنية لولاية الجزيرة

الانهيار الاقتصادي مستمر وشبح المجاعة يطارد جميع السكان.. والمفاوضات تبتعد

  • 9
الفتح - السودان

تزامنًا مع التقدم العسكري للجيش السوداني في أم درمان وبعض الولايات في مواجهة ميليشيا الدعم السريع وتصريحات قادته باستحالة التفاوض لإنهاء الاشتباكات المستمرة رغم التصريحات الإفريقية والأمريكية عن مفاوضات مباشرة وقريبة، أعلنت الميليشيا تأسيس إدارة مدنية لولاية الجزيرة وسط السودان، ووضع أسس للحكم الفيدرالي، وهو يعزز المخاوف من انحدار السودان نحو مخطط التقسيم وانفراط عقد ولاياته واحدة تلو الأخرى.

ومع إطالة أمد الحرب، يتواصل الانهيار الاقتصادي في السودان وتراجعت الإيرادات لأكثر من 80%، نتيجة لتوقف أكثر من 70% من الإنتاج الصناعي بعد أضرار كلية وجزئية بأكثر من 600 مصنع في الخرطوم ومدن أخرى، بجانب التراجع الكبير في الإنتاج الزراعي، وتآكل مدخرات البنوك إلى النصف بعد أن فقدت العملة الوطنية أكثر من 50% من قيمتها، ووصل سعر الدولار إلى 1400 جنيه، بجانب التوقف الجزئي في تصدير النفط بعد توقف خطوط الإنتاج وتأثر الموانئ على البحر الأحمر.

وبجانب الانهيار الاقتصادي، يشهد السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية متمثلة في انهيار القطاع الصحي وانتشار الأوبئة وشبح المجاعة الذي يحاصر الولايات السودانية بعد نحو عام من الحرب، وباتت العاصمة الخرطوم ملاذًا غذائيًا للنسور وبيئة خصبة لتكاثر الكلاب، بسبب انتشار آلاف الجثث المتحللة في الشوارع والطرقات بجانب مخلفات المعامل ومراكز الأبحاث الطبية والبيولوجية التي تعرضت لدمار كبير، وتزداد المخاوف من اختلاط الفيروسات بشبكات مياه الشرب والصرف الصحي.

وقالت الأمم المتّحدة، إن حجم الحاجات الإنسانية وعدد النازحين والمهددين بالجوع، يجعل السودان واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة، مشددة على أن حجم اليأس يتزايد لدى جموع السودانيين بسبب الجوع، وأنه يجب التحرك العاجل قبل مايو المقبل، الذي يتزامن مع موسم الجفاف والارتفاع الشديد في درجة الحرارة.

وتخشى الأمم المتحدة ومنظمات دولية من موت 730 ألف طفل في أنحاء السودان بسبب الجوع، وحاجة 48 مليون سوداني من بينهم 18 مليون طفل إلى مساعدات إنسانية عاجلة بعد نزوح أكثر من 10 ملايين ومقتل الآلاف 32% منهم من الأطفال.

وعن تصريحات المبعوث الأمريكي إلى السودان بوجود مفاوضات قريبة بعد شهر رمضان برعاية أمريكية بناءً على محادثات جدة، أكد مساعد القائد العام للجيش السوداني الفريق ركن ياسر العطا، عدم التفاوض مع من أسماهم بـ "الجنجويد"، مشددًا على أن الجيش لا يتشرف بميليشيا الدعم السريع لأنها تخرب عقيدة القوات المسلحة، قائلًا: "هؤلاء عقيدتهم السلب والنهب والاغتصاب وهذه هي تربيتهم وسلوكهم والجيش سيواصل الحرب عليهم حتى النصر".

وجددت مصر مطالبتها بضرورة وقف إطلاق النار والحفاظ على تماسك الدولة السودانية ومؤسساتها ونسيجها الاجتماعي أمر ضروري، وكذا أهمية التعامل مع النزاع في السودان باعتباره شأنًا سودانيًا خالصًا وضرورة عدم تدخل أي أطراف خارجية في الأزمة بشكل يعوق جهود احتوائها.

كما أكدت ضرورة أن تشمل أي عملية سياسية مستقبلية جميع الأطراف الوطنية الفاعلة على الساحة الداخلية السودانية، في إطار مبادئ احترام سيادة السودان ووحدة وسلامة أراضيه، والحفاظ على الدولة ومؤسساتها من التفكك.