عاجل

هجوم موسكو يعيد "داعش" لواجهة الأوضاع العالمية

روسيا تُحمّل أوكرانيا المسؤولية.. وخبراء: التنظيم "ورقة" لتهديد مصالح الدول

  • 22
الفتح - أرشيفية

شن تنظيم "داعش" الإرهابي هجومًا، يوم الجمعة الماضي، على قاعة للحفلات الموسيقية في موسكو؛ نتج عنه مقتل 152 شخصًا على الأقل، علاوة على عشرات المصابين؛ أعلن التنظيم المتطرف مسؤوليته عن الحادث تحت مسمى "داعش خراسان"؛ مما جعل الأنظار تتوجه إليه باهتمام.

من جهتها، أعلنت هيئة الأمن الفيدرالية الروسية، عن اعتقال 11 شخصًا، بينهم 4 إرهابيين شاركوا مباشرة في الهجوم. وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في كلمة تلفزيونية: "أن المعلومات الأولية تشير إلى أن الجانب الأوكراني كان يعد "نافذة" لمنفذي الهجوم لعبور الحدود، ووعد بتحديد ومعاقبة كل من يقف وراءه، متسائلًا عن السبب الذي دفع المهاجمين لمحاولة الفرار إلى أوكرانيا، لكن الجانب الأوكراني نفى تمامًا أي ضلوع لهم في هذا الأمر.

وظهر تنظيم "داعش - ولاية خراسان" في شرق أفغانستان أواخر عام 2014م، وذاع صيته بسبب وحشيته، وحدث انخفاض في عدد أعضائه خلال عام 2018م، وتعرض لضربات قوية وخسارة العديد من مصادر تمويله في عام 2020م، وقد ألحقت حركة "طالبان" والقوات المسلحة الأمريكية خسائر فادحة بالتنظيم. 

واستهدف هذا التنظيم هجمات على مساجد داخل أفغانستان وخارجها. وفي وقت سابق من العام الجاري اعترضت أمريكا اتصالات تؤكد أن التنظيم نفذ تفجيرين في إيران أسفرا عن مقتل نحو 100 شخص. وخلال شهر سبتمبر 2022م أعلن مسلحو التنظيم مسؤوليتهم عن تفجير تسبب في سقوط قتلى بالسفارة الروسية بكابل. وكان التنظيم مسؤولًا أيضًا عن الهجوم على مطار كابل الدولي في 2021م؛ الذي نتج عنه مقتل 13 جنديًّا أمريكيًّا وعشرات المدنيين خلال عملية الإجلاء الأمريكية الفوضوية من أفغانستان. وقد حذر منه الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفي وقت سابق من الشهر الجاري حذر أكبر جنرال أمريكي بالشرق الأوسط من أن هذا التنظيم يمكنه مهاجمة مصالح أمريكية وغربية خارج أفغانستان خلال أقل من ستة أشهر ودون سابق إنذار.

في هذا الصدد، قال الدكتور أيمن سمير، الخبير في الشأن السياسي الدولي: إن هذا الهجوم يعد تصعيدًا كبيرًا، والتنظيم عارض بوتين خلال الأعوام القليلة الماضية ووجه انتقادات كبيرة له؛ بسبب رؤيته أن موسكو ضالعة دومًا في اضطهاد المسلمين، علاوة على أن هذا التنظيم يضم عددًا من المسلحين القادمين من آسيا الوسطى، وهؤلاء لهم مظالمهم الخاصة تجاه روسيا.

وأضاف "سمير" -في تصريحات نشرتها جريدة "الفتح" الورقية- أن الوقت الحالي يعد مرحلة فوضى يعيش فيها العالم أجمع، بما فيها التصعيد بين روسيا وأوكرانيا، و"حماس" وغزة، والحرب السودانية، والأزمة السورية، وغير ذلك الكثير من مناطق التهاب الصراعات. وهذا التنظيم مجرد ورقة تُستخدم لتحقيق مصالح دول ضد أخرى، وهذا الهجوم ليس الأول ولن يكون الأخير طالما وُجد هذا التنظيم.

في حين يرى الدكتور عمرو عبد المنعم، الباحث والخبير في ملف الحركات الإرهابية، أن "داعش" منذ عدة أشهر -وتحديدًا بعد مقتل الزعيم الثالث له أبي الحسن القرشي في أكتوبر من العام 2022م- يعمل على إعادة هيكلة داخلية، وقد تولى أبو سارة العراقي مسؤولية الولايات البعيدة الواقعة خارج نطاق الأفرع المركزية كسوريا والعراق في عهد "القرشي" وأعاد هيكلتها، وشكل "المكاتب الإدارية" التي تشرف على أفرع التنظيم، لكل مكتب من تلك المكاتب أمير يمثل حلقة الوصل الإدارية بين مركز التنظيم وفروعه، ويتم التواصل بين المركز وأمراء المكاتب مرتين كل شهر.

وأضاف "عبد المنعم": هذا الهجوم الأخير له دلالات على أنه عملية انتقامية ونوع من محاولة إثبات الوجود، وأن "داعش" يستغل الوضع العالمي والفوضى السائدة فيه. علاوة على أن التنظيم يسعى لتوحيد هدفه، خاصة أن روسيا كانت ولا تزال هدفًا له؛ فقد وصف أبوبكر البغدادي روسيا وأمريكا عام 2014م بأنهما العدو الأساسي.

وأشار إلى أن الهجوم كان متوقعًا خصوصًا في ظل الظروف السياسية والوضع الحالي؛ ففرع "داعش" داخل وسط آسيا يكاد يكون التنظيم المتطرف الوحيد الآن الذي لديه القدرة التنظيمية والقتالية على تنفيذ هجمات خارجية.

  • كلمات دليلية
  • هجوم
  • داعش
  • موسكو