• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • محذرًا من الخطاب الصادم لقواعد الشرع ونشر الفتن بالمجتمع.. أبو الحسن: الصوفية الخرافية خطر على الأمن القومي

محذرًا من الخطاب الصادم لقواعد الشرع ونشر الفتن بالمجتمع.. أبو الحسن: الصوفية الخرافية خطر على الأمن القومي

  • 57
الفتح - غريب أبو الحسن الكاتب والمفكر الإسلامي

أكد غريب أبو الحسن الكاتب والمفكر الإسلامي، أن الصوفية الخرافية أو الصوفية القبورية تحرص على أن تقدم نفسها على أنها لا تمثل أي خطورة على المجتمع وأنها تمثل السماحة الدينية، وأنها رمز للتعايش بين الجميع؛ -طبعًا باستثناء العداء الواضح والصريح لأهل السنة في كل وقت وحين، ورمي أهل السنة أنهم أهل التطرف والغلو، وأنهم يمثلون خطرًا على المجتمع، وأن أهل السنة أصحاب فهم خاطئ للإسلام!، وعندما يريد أن يتقعر أحدهم في السباب يصف أهل السنة بأنهم: نابتة، أو حشوية، أو وهابية، أو أي صفة تخوف عموم المسلمين من أهل السنة- متسائلًا: فهل فعلًا الصوفية الخرافية لا تمثل خطرًا على المجتمعات؟، وهل المنهج الصوفي الخرافي وما يترتب عليه من سلوكيات يصب في صالح استقرار المجتمعات؟

وفي سياق الإجابة عن هذه الأسئلة، أوضح أبو الحسن في مقال له نشرته بوابة الفتح بعنوان: "‏الصوفية الخرافية وخلخلة الأمن القومي"، أنه تصاعد أخيرًا برنامج لأحد رموز الصوفية الخرافية، وهو برنامج مسبق التسجيل، مسبق الإعداد، يدور فيه حوار بين ذلك الرمز وبين العديد من الفتية والفتيات؛ مشيرًا إلى ما أثاره البرنامج من الجدل؛ لأن هذا رمز يصدم المجتمع بالعديد من الآراء التي تناقض الفطرة السليمة، وتناقض القواعد التي استقر عليها المجتمع، والتي هي في الحقيقة منبعها قواعد الشرع الشريف التي انتقلت من جيل إلى جيل.

وبيّن أبو الحسن أن ذلك الرمز الصوفي خرج علينا ليقول: إن الله قد يلغي النار، وأن له تصريح سابق ذكر فيه أن العذاب إنما اشتق من العذوبة! وحقيقة الأمر: أنه يريد أن يمارس مزيدًا من التحسين على صورة الصوفية القبورية بأنها تمثل المحبة وتنشر المحبة، وأن الإسلام دين المحبة؛ حتى إن الله سوف يلغي النار في يوم من الأيام!، مؤكدًا أنه بذلك كالدب الذي قتل صاحبه؛ حين أراد أن يدافع عنه ويدفع عنه الخطر، وحاصل هذا الرأي وخطورته: أنه حين يُنشر بين شرائح المجتمع، فإنما هو رسالة تقول للجميع: إنه لا عقاب ولا عذاب، وأن الجنة تنتظر الجميع! فهو يقول للسرقة واللصوص: دعكم من الخوف من عذاب الله فإنه من العذوبة! ويقول للفاسدين في المؤسسات: إن فسادكم سوف يمر دون ردع، ما عليكم هو أن تنشغلوا كيف تفلتون من العقاب في الدنيا؛ أما الآخرة فإن الله رحمن رحيم، بل هو يقول للطغاة والمجرمين وقتلة الأطفال والنساء في غزة من الصهاينة -عليهم لعنة الله-: لا عليكم؛ فإنما تنتظركم جنة الخلد. 

ونبَّه المفكر الإسلامي غريب أبو الحسن، إلى أن مبدأ الخوف من الآخرة والخوف من عقاب الله، هو من الأصول العظيمة التي أصَّلها الإسلام، والتي تساهم في استقرار المجتمع المسلم منذ عشرات القرون، وأن مراقبة الله وتقواه، وجعل المسلم بينه وبين عذاب الله وقاية، ركيزة من ركائز الاستقرار في المجتمع، محذرًا من أنه عندما يغيب الرقيب ويضعف منفذ القانون؛ فإن المسلم تبقى في قلبه مراقبة الله، والخوف من مآله في الآخرة، وأنه لا أدري لمصلحة من محاولة قتل هذا الخوف في قلوب الناس، وتطمينهم أن الله سوف يلغي النار؛ فلماذا تخافون من الآخرة؟!

وشدد أبو الحسن على أن تصريحات ذلك الشخص الصوفي، هي دعوة صريحة للناس أن يكون شغلهم الشاغل الدنيا، وتحصيل شهواتها من حلال أو حرام طالما أن مآل الجميع واحد؛ متسائلًا: "فهل هناك أخطر من أن تزيل الحاجز بين الناس وبين التجرؤ على كل الموبقات تحت دعوى أن الله سوف يلغي النار، ويلغي ما يخوف الله به عباده؟!، وهل هناك أخطر من ذلك على المجتمع؟، بل ما الفرق بين ما يصنعه الملحد الذي يقول: إنه لا إله ليفتح أمام نفسه وأتباعه باب الشهوات على مصراعيه فلا يوجد أصلًا إله ليحاسب ويعاقب، وبين الصوفي الخرافي الذي يؤمِّن الناس من عقاب الإله، وأن الله سوف يلغي النار؟!.. ثم يخرج علينا بأمر آخر لا يقل خطورة عن سابقه: بأن الجميع سوف يدخل الجنة؛ من كل الأديان حتى الصابئة!..ويقول في لمحة محبة زائفة: "ومَن قال: إن الجنة للمسلمين فقط؟!"، ها قد فتحنا الأوكازيون فليدخل الجميع الجنة!".

وقال أبو الحسن إن هذا من العبث بعقائد الناس والاستهانة بها، معقبًا بعدة تساؤلات: "لو أن الجميع من أهل الجنة؛ فلماذا أرسل الله الرسل؟ ولماذا أنزل الكتب؟ ولماذا كانت الدعوة؟ ولماذا هاجر النبي -صلى الله عليه وسلم- للمدينة؟ ولماذا قاتل كفار قريش؟ ولماذا خرج الصحابة يجوبون العالم شرقًا وغربًا للدعوة إلى دين الإسلام وإزالة سلطان الكفر والعناد؟!".

وتابع: "وكأننا لم نتعلم من عشرات السنين من خطاب خاطئ دفعنا ثمنه فتنًا ومفاسد داخل المجتمع! 

وعدد أبو الحسن تساؤلات تشير بوضوح إلى كارثية هذا الخطاب الخاطئ الذي أثاره هذا الرمز الصوفي كالآتي:

-ألم نتعلم بعد أن لا مجال للمداهنة فيما يتعلق بالعقائد؟! 

-ألم نتعلم بعد أن هناك اختلافًا جذريًّا بين العقائد، وأن محاولات التلفيق لا تأتي إلا بنتائج عكسية؟! 

-ردد غيره العشرات أنه لا يوجد كفار، ولا يصح أن نطلق كلمة الكفر على المخالف لنا في العقيدة، ألم يطلق الله -سبحانه وتعالى- ذلك في كتابه؟! 

-أليس من الصواب أن نعلِّم النشء أن هناك خلافًا في العقيدة ثم نعلمه المعاملة السليمة، وأن التسامح هو في باب المعاملات وليس في باب العقائد، بتلك البساطة التي تعامل بها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مع اليهود في المدينة؟! 

-أليس هذا أفضل أن نعلم النشء أن الله -تعالى- قال: (لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ‌ثَالِثُ ‌ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ) (المائدة: 73)، ثم نعلمه: (‌لَا ‌يَنْهَاكُمُ ‌اللَّهُ ‌عَنِ ‌الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة: 8)؟! 

-أليس بتلك الآيات عاش المجتمع على مدار مئات السنين في تماسك وتراحم؟!

- أليس أولى بنا أن نعلِّم أبناءنا صحيح الدين كما جاء في كتاب الله العليم الخبير، وفي صحيح السنة ثم نعلمهم كيف يتعايش المجتمع مع هذا الاختلاف العقدي؟! وكيف نكون مجتمعًا صلبًا متماسكًا تتضح فيه الحقوق والواجبات، ونعلم كل أبناءنا كيف يحافظون على مجتمعهم، وكيف نكون مجتمعًا متعاونًا، وكيف يعملون على رفعة بلادهم صفًّا واحدًا في مواجهة الخصوم؟!.

-أليس من الأولى أن نعلم أبناءنا أن هناك خلافًا في العقيدة، وأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- حذَّر مِن ظلم مَن يعيش معنا ممَّن نختلف معه في العقيدة، وأن الله قد حرم دماءهم وأعراضهم وأموالهم، وأن هذا الخلاف العقدي لم يمنع مجتمعنا أن يظل متماسكًا لمئات السنين؟!.