أوكرانيا.. قتلى ومصابون وقطع الكهرباء في هجوم روسي بطائرات مسيرة على خاركيف

  • 6
الفتح - أرشيفية

قُتل خمسة أشخاص في الأقل وأُصيب 10 آخرون بجروح ليل أمس الأربعاء واليوم الخميس في ضربات روسية جديدة استهدفت خاركيف، ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا ومنطقة سومي شمال شرقي البلاد، وتسببت في قطع الكهرباء عن 350 ألف شخص، بحسب ما أعلنت السلطات.

يأتي ذلك فيما قُتل ثلاثة أشخاص في المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية بغارة أوكرانية وضربة بطائرة من دون طيار، وفقاً للسلطات المعينة.

وفي خاركيف القريبة من الحدود مع روسيا، قُتل ثلاثة من عناصر الإنقاذ في "ضربة ثانية" استهدفت موقعاً تعرّض لضربة سابقة "في منطقة مكتظة بالسكان"، وفقاً لرئيس البلدية إيغور تيريخوف. وقال إنه في المجموع أُصيب 12 شخصاً بجروح "بدرجات متفاوتة".

من جهته، ندّد وزير الداخلية الأوكراني إيغور كليمينكو عبر "تليجرام" بهذه الضربة. وهذا النوع من الهجمات الذي يسمّى "الضربة المزدوجة"، يشير إلى قصف مكان وإعادة قصفه عند وصول خدمات الطوارئ إلى الموقع.

وأشار تيريخوف إلى أن شخصاً آخر قُتل في غارة على مبنى سكني في حي آخر، وأفادت الشرطة الإقليمية بأن الضحية امرأة تبلغ 68 سنة.

وذكر مكتب الادعاء العام في خاركيف على "تليجرام" أن بنايات سكنية ومتاجر ومنشأة طبية وسيارات لحقت بها أضرار في الهجوم. وقال حاكم المنطقة أوليه سينيهوبوف إن روسيا استخدمت 15 طائرة مسيّرة في الأقل أثناء الهجمات على خاركيف.

انقطاع الكهرباء 

وأضاف سينيهوبوف أن طائرات مسيّرة استهدفت أيضاً محطة للكهرباء في المنطقة؛ كنوع من مواصلة الضغوط على شبكة الطاقة التي تعرضت لهجمات متكررة وضربات جوية خلال الأسابيع الماضية.

وذكرت "يوكرينيرجو" المشغلة للشبكات في بيان: "في خاركيف وأماكن في المنطقة هناك نحو 350 ألفاً من دون كهرباء".

وفي منطقة سومي المجاورة قُتل موظف يعمل في شبكة لتوزيع الغاز في قصف روسي آخر، بحسب وزارة الداخلية.

بدورها، أفادت القوات الجوية الأوكرانية بهجوم روسي شنّته "20 طائرة من دون طيار (متفجرة) من طراز شاهد" على منطقة خاركيف، "دمرت" الدفاعات الجوية 11 منها.

وتتعرض المدن الأوكرانية لضربات روسية بصورة منتظمة، وتعدّ خاركيف من المدن الأكثر استهدافاً.

وقالت وزارة الطاقة إن القوات الروسية استهدفت أيضاً محطة للطاقة الشمسية في منطقة دنيبروبيتروفسك؛ مما تسبب في نشوب حريق لكن تم إخماده. وذكر حاكم المنطقة أن ضربات طاولت منشأة تعليمية ومركزاً ثقافياً ومسكناً خاصاً خلال الليل من دون ورود تقارير عن سقوط قتلى أو جرحى.

وحض المسؤولون الأوكرانيون حلفاء بلادهم على مدهم بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي، لا سيما أنظمة باتريوت الحديثة المصنوعة في الولايات المتحدة.

وبدأت المساعدات العسكرية الأميركية لأوكرانيا بالنضوب؛ إذ إن حزمة تمويل بقيمة 60 مليار دولار لا تزال عالقة حالياً في الكونجرس.

وفي جنوب أوكرانيا المحتل، قتلت طائرة من دون طيار أوكرانية مدنيَين كانا في شاحنة في قرية بابيني على ضفاف نهر دنيبر، بحسب رئيس السلطات الإقليمية التي عينتها موسكو أندريه أليكسينكو.

كذلك، قُتل رجل في غارة أوكرانية على دونيتسك شرقاً قرب الجبهة، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية "تاس" نقلاً عن السلطات الإقليمية.

محطة زابوريجيا النووية

في غضون ذلك، قالت إدارة محطة زابوريجيا للطاقة النووية اليوم إن خط كهرباء احتياطياً يغذي المحطة التي تحتلها روسيا في أوكرانيا تعطل.

وذكرت شركة الطاقة النووية الأوكرانية الحكومية (إنرجو أتوم) أن خط الكهرباء الرئيس بقدرة 750 كيلو فولت الذي أصلحه مهندسون أوكرانيون أخيراً، لا يزال يعمل.

والمفاعلات الستة في محطة زابوريجيا التي تسيطر عليها روسيا وتقع قرب خط المواجهة في الحرب في أوكراني اليست قيد التشغيل لكنها تعتمد على الطاقة الخارجية؛ للحفاظ على برودة موادها النووية ومنع وقوع حادثة كارثية.

وقالت إدارة المحطة الخاضعة لموسكو على "تليجرام" إنه يجري التحقيق في أسباب الانقطاع الذي لم يسفر عن أي تغيير في مستوى الإشعاع.

وأضافت أن المشكلة كانت في خط كهرباء "فيروسبلافنايا" الذي تبلغ قدرته 330 كيلو فولت، وهو خط احتياط أُصلح -بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية- في منتصف الشهر الماضي بعد انقطاع دام لأكثر من ثلاثة أسابيع.

وانقطع خط الكهرباء الرئيس "دنيبروفسكا"، وهو بقدرة 750 كيلو فولت لمدة خمس ساعات تقريباً في الـ22 من مارس الماضي؛ مما يسلط الضوء على ما قالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إنها "أخطار موجودة دائماً على السلامة والأمن النوويين" جراء الحرب الروسية- الأوكرانية.

وتبادلت موسكو وكييف الاتهامات في أوقات مختلفة بقصف منشأة زابوريجيا النووية، وهي الأكبر في أوروبا.

فنلندا توقع اتفاقًا أمنيًّا مع أوكرانيا

وأمس الأربعاء، وقع الرئيس الفنلندي اتفاقاً أمنياً مدته 10 سنوات مع أوكرانيا في كييف؛ إذ قال زيلينسكي إنه يعتقد أن روسيا تخطط لتعبئة 300 ألف جندي جديد للحرب بحلول يونيو.

لكن وكالات أنباء روسية نقلت عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف قوله إن زعم الرئيس الأوكراني عن التعبئة الروسية الجديدة غير صحيح.

ويجعل الاتفاق الذي وقعه الرئيس ألكسندر ستوب وزيلينسكي من فنلندا ثامن بلد عضو بحلف شمال الأطلسي هذا العام يلتزم التعاون الأمني ​​طويل الأجل والدعم الدفاعي لكييف في معاركها للتصدي للقوات الروسية.

وانضمت فنلندا التي تشترك في حدود طولها 1340 كيلومتراً مع روسيا إلى حلف شمال الأطلسي العام الماضي.

مساعدات عسكرية

وقال ستوب إن فنلندا سترسل أيضاً مساعدات عسكرية إضافية بقيمة 188 مليون يورو (203 ملايين دولار) تتضمن دفاعات جوية وذخيرة من العيار الثقيل؛ وبذلك يصل إجمالي مساهمة فنلندا الدفاعية إلى نحو ملياري يورو خلال الحرب.

ولم يقدم زيلينسكي أي دليل يدعم زعمه عن التعبئة الروسية الجديدة، لكنه قال في المؤتمر الصحفي مع الرئيس الفنلندي في كييف "بوسعي القول إن روسيا تستعد لتعبئة 300 ألف عسكري بحلول الأول من يونيو".

ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ديسمبر أن تكون هناك حاجة لأن تقوم موسكو بحملة تعبئة أخرى؛ وهو أمر سيكون حساساً من الناحية السياسية.

وقالت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس الأربعاء: إن أكثر من 100 ألف شخص وقعوا عقوداً مع الجيش منذ بداية العام بينهم نحو 16 ألفاً في الأيام الـ10 الماضية بعد الهجوم على قاعة حفلات قرب موسكو أسفر عن سقوط عدد كبير من المدنيين.

  • كلمات دليلية
  • هجوم روسي
  • خاركيف