• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • محذرًا من نشر خرافاتهم عبر التلفاز.. أبو الحسن: الصوفية الخرافية تستهدف الجيل الناشئ وتضرب أمن واستقرار المجتمع

محذرًا من نشر خرافاتهم عبر التلفاز.. أبو الحسن: الصوفية الخرافية تستهدف الجيل الناشئ وتضرب أمن واستقرار المجتمع

  • 26
الفتح - غريب أبو الحسن الكاتب والمفكر الإسلامي

قال غريب أبو الحسن الكاتب والمفكر الإسلامي، أن الصوفية الخرافية أو الصوفية القبورية تحرص على أن تقدم نفسها على أنها لا تمثل أي خطورة على المجتمع وأنها تمثل السماحة الدينية، وأنها رمز للتعايش بين الجميع؛ -طبعًا باستثناء العداء الواضح والصريح لأهل السنة في كل وقت وحين، ورمي أهل السنة أنهم أهل التطرف والغلو، وأنهم يمثلون خطرًا على المجتمع، وأن أهل السنة أصحاب فهم خاطئ للإسلام!، وعندما يريد أن يتقعر أحدهم في السباب يصف أهل السنة بأنهم: نابتة، أو حشوية، أو وهابية، أو أي صفة تخوف عموم المسلمين من أهل السنة- متسائلًا: فهل فعلًا الصوفية الخرافية لا تمثل خطرًا على المجتمعات؟، وهل المنهج الصوفي الخرافي وما يترتب عليه من سلوكيات يصب في صالح استقرار المجتمعات؟

وأوضح أبو الحسن في مقال له نشرته بوابة الفتح بعنوان: "‏الصوفية الخرافية وخلخلة الأمن القومي"، أن تصاعد أحد رموز الصوفية الخرافية في برنامج مسبق التسجيل والإعداد، يدور فيه حوار بين ذلك الرمز وبين العديد من الفتية والفتيات؛ أثار الجدل؛ لأن هذا رمز يصدم المجتمع بالعديد من الآراء التي تناقض الفطرة السليمة، وتناقض القواعد التي استقر عليها المجتمع، والتي هي في الحقيقة منبعها قواعد الشرع الشريف التي انتقلت من جيل إلى جيل.

وأكد أبو الحسن أن تعليم النشء أنه لا يوجد خلاف في العقيدة، وأن الجميع سوف يدخلون الجنة خطر كبير؛ موضحًا أن ذلك النشء سيقرأ القرآن وسيجد فيه خلاف ما يحاول ذلك الرمز تلبيسه عليه، مضيفًا: "والنشء بين يديه هاتفه الذي يتواصل به مع العَالَم من خلاله، وسيجد من  يخاطبه عبر هاتفه، وعلى مواقع السوشيال ميديا، ويقول له: إن كل هؤلاء قد خدعوك، وسوف يأتي له بالآيات والأحاديث التي تثبت تلك المخالفات، ولكن ذلك الصوت الذي يأتيه من خلال الهاتف لن يتوقف عند ذلك الحد، بل سيضيف عليها من الشبهات ما يحوِّل ذلك الشاب إلى حرب على مجتمعه بعد أن يقنعه أن ذلك المجتمع يحارب الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، وأن المجتمع هو مجتمع جاهلي؛ لأنه لا يطبق القرآن، ثم يتحول ذلك الشاب ويصب جام غضبه على المجتمع بعد أن ينعزل شعوريًّا عنه، وذلك كله بسبب تلك الرموز الصوفية التي تريد أن تظهر سماحة الإسلام أو سماحة أنفسها بتحريف الدين وتمييع العقيدة؛ لإخفاء خلاف عقدي لن يحل حتى آخر الزمان".

وتعجب أبو الحسن من رد ذلك الرمز الصوفي أيضًا على سؤال إحدى الشابات: "هل يجوز أن تخرج في رحلات مختلطة بين الشباب والشابات للعب والمرح؟ فيسألها بعمق: وهل في نيتكم شيء فاسد؟..فتجيب: لا. فيقول: ومَن حرم هذا؟!"، معقبًا: "صراحة يعجز الإنسان أن يفهم مغزى هذه الإجابة!".

وتابع الداعية: "وما دخل النية في العمل إذا كان العمل فاسدًا؟ هل تُصلِح النية العمل الفاسد؟ وهل خروج شباب وفتيات للمرح واللعب أجازه الشرع؟، وهل للسؤال عن النية له محل في هذا الموضوع؟، وكيف يعرف ولي الأمر حسن النية من هؤلاء الشباب من فاسدها؟!".

فعندما تريد ابنة أحدهم أن تذهب في رحلة للعب واللهو مع الشباب؛ هل يحضر ولي الأمر الشباب ويسألهم عن نيتهم؟ وهل يكتفي بأن يقولوا له: إن نيتنا سليمة؟! وهل يمكن أن يصرح له الشباب أن نيتهم فاسدة، وأنهم إنما يريدون أن يخرجوا مع ابنته ليعبثوا معها؟!

وتساءل.. هل الموظف الفاسد إذا أراد أن يبني مسجدًا -وهي نية حسنة-؛ هل هي رسالة له أن يرتشي، وأن يسرق من المال العام طالما أن نيته نية حسنة؟!، وهل يدرك ذلك الرمز أنه يعبث بالأمن القومي للبلاد حينما يمهد الطريق أمام أهل المعاصي والفساد أن يفعلوا ما يشاءون طالما أن النية سليمة؟!، وهل عندما يلقي رجال الرقابة الإدارية القبض على الفسدة والمرتشين سوف يدافعون عن أنفسهم أنهم كانوا أصحاب نيات حسنة؟. 

وندد أبو الحسن برد ذلك الرمز الصوفي في البرنامج على سؤال شاب آخر حول أنه يريد أن يقول لزميلته: إنه يحبها، وأنها وحشاه! فيسأله ذلك الرمز: وهل أبوها يعرف؟ فيقول الشاب له: نعم. فيقول ذلك الرمز: طالما أبوها عارف ماشي!، متسائلًا: "ولا أدري كيف سيكون الحوار بين الشاب وبين والد الفتاة!، وهل سيدخل الشاب بيت الفتاة حين يريد الزواج ومن قبله حين يريد الخطبة؟، وماذا نسمي الأمر عندما يذهب الشاب ليعلم الأب أنه سوف يقول لابنته إنه يحبها وإنها توحشه، وماذا سيكون رد فعل الأب؟ هل سيقول له: على الرحب والسعة، تفضل بالهنا والشفا!؟.

وشدد على أن الخطبة نفسها مجرد حجز للزواج لا تعطي للخاطب أي حق، بل يظل الرجل غريبًا عن المرأة حتى يعقد عليها، محذرًا: "وماذا لو سرى لا قدر الله فكر الرجل في الأمة وصارت أحاديث الحب والهيام بين الطلبة والطالبات بتحليل الشيخ، وبموافقة الأب؟! ما الذي نتوقعه على مجتمعنا؟! أليس لنا عبرة بمجتمعات الغرب الذين ساروا في نفس الطريق من قبل حتى عزف شبابهم عن الزواج وصاروا يوصفون بأنهم مجتمعات تعاني من الشيخوخة ومن نمو سكاني بالسالب، وأنهم يستوردون كل عام الأيدي العاملة حتى لا تتوقف مصانعهم ومزارعهم عن العمل؟!".

ونوه أبو الحسن إلى أن الصوفية الخرافية بفكرها العقيم كانت تدور حول القبور تطلب منها المدد، ويمجد الرمز الحي الرمز الميت أمام أتباعه حتى إذا مات هو مجده الأحياء؛ ويدَّعون أن الأموات ينفعون ويضرون ويطوفون بالمشاهد والقبور ويوأصلون في أتباعهم تلك البدع، مضيفًا: "حتى إذا هلكوا أقيمت لهم المشاهد، وصاروا أصحاب الطرق والأوراد، وليسير أتباعهم على ذات الطريق فينسجون لهم القصص الخرافية من الكرامات والادعاءات، وليقف الحمقى عند قبورهم ذات يوم يطلبون منهم المدد ويسألونهم الذرية والولد!".

وتابع: صرنا اليوم نسمع تلك الخرافات على شاشات التلفاز في برامج تستهدف الجيل الناشئ ليتشرب تلك الخرافات التي تضرب قواعد طالما استقر عليها المجتمع، وتهدد أمنه الداخلي؛ فالذي يقول لأتباعه أن: "أهم حلع سقك يصو" هو ذكر ينتفع به صاحبه، وهو قربة لله حتى لو لم نفهم معناه هي نفس العقلية التي ستخرج للناس لتقول لهم: "وارد أن الله يلغي النار!"، وهو لا يدرك أثر تلك الكلمات على اندفاع الناس نحو المحارم، وكسر كل قواعد القِيَم التي بُنِي عليها المجتمع، فلم يعد هناك نار يخاف منها أرباب المعاصي!