عاجل

بالتوحيد وأداء الفرائض والإكثار من النوافل.. "أحمد فريد" يوضح مناهج التزكية عند أهل السنة والجماعة

  • 8
الفتح - الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية

قال الدكتور أحمد فريد مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية: من المهمات التي بعث بها النبي الكريم  ﷺ تزكية نفوس العباد، كما قال عز وجل: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [الجمعة:2]، وكان النبي  ﷺ يسأل الله عز وجل هذه الزكاة لنفسه فيقول: "اللهم آت نفسي تقواها، زكها أنت خير من زكاها، أنت وليها ومولاها".


أضاف"فريد" في محاضرة له بعنوان "أهمية تزكية النفوس وبيان مناهجها" كما تمنن الله عز وجل على المؤمنين بهذه الزكاة فقال عز وجل: {وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ} [النور:21]، فالله عز وجل يتفضل على من يشاء بالتزكية.


أوضح "فريد" أن تزكية النفس هي تنميتها وتعليتها وتنقيتها وإصلاحها بتوحيد الله عز وجل وطاعته؛ لأن النفس تزكو بذلك وتعظم وتطهر، أما التدسية فهي التحقير والتصغير، فالنفس تصير حقيرة دنيئة لا تكاد ترى من حقارتها ودناءتها، كما قال عز وجل: {أَيُمْسِكُهُ عَلَى هُونٍ أَمْ يَدُسُّهُ فِي التُّرَابِ} [النحل:59]؛ أي: يخفيه في التراب، فالنفس تنمو وتصلح بطاعة الله عز وجل، وتصغر وتصير حقيرة دنيئة بمعصية الله عز وجل.


أشار "مستشار مجلس إدارة الدعوة السلفية" إلى أن العباد يجهلون مواقع السعادة ولا يعلمون أن سعادتهم في صلاح نفوسهم وتزكيتها، والله عز وجل قال: {وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب:72]، والجاهل لا يدري مصلحته، فينبغي أن يجبر على ما فيه صلاحه.


تابع: قال عبد الله بن المبارك رحمه الله: إن الصالحين فيما مضى كانت أنفسهم تواتيهم على الخير عفواً، وإن أنفسنا لا تكاد تواتينا، فينبغي علينا أن نكرهها.


واصل حديثه قائلًا: النفوس الجاهلة لا تعلم أن مصلحتها وسعادتها في طاعة الله عز وجل، وفي الاستجابة لأمر الله عز وجل وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن إذا أجبر العبد نفسه على الطاعة وعلى العبادة وعلى الاستقامة على طريق الله عز وجل، فعند ذلك تذوق النفس حلاوة الطاعة والعبادة، وبعد ذلك تساعد النفس صاحبها وتأتي معه على طاعة الله عز وجل.


وقال بعض السلف: عالجت قيام الليل سنة وتمتعت به عشرين سنة. أي: ثقل على نفسه قيام الليل وعالج قيام الليل.


أرشد "فريد" إلى أن من الناس من يفتح عليه في الدعوة إلى الله عز وجل، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الناس الخير، ومنهم من يفتح له في قضاء حوائج الناس، وتحقيق مآربهم، ومنهم من يفتح له في الجهاد والبذل لإعلاء دين الله عز وجل ورفع رايته.


تابع: وهناك من يوفق لكل هذه الأبواب، فإذا نظرت في الحجاج وجدته وسطهم، وإذا نظرت في المجاهدين وجدته بينهم، وإذا نظرت في العلماء وجدته في صفهم، فلو قيل له: ماذا تريد يقول: طاعة ربي جمعتني أو فرقتني، فهو السابق بالخير والمسارع إلى كل سبيل يرضي ربه عز وجل.


أكد "فريد" على أن هذه مناهج التزكية عند أهل السنة والجماعة: التزكية بالتوحيد، التزكية بأداء الفرائض، التزكية بالإكثار من النوافل.