• الرئيسية
  • الشيخ رجب أبو بسيسة في حواره مع "الفتح": الأيام ستثبت صواب موقف الدعوة السلفية من أحداث 30 يونيو

الشيخ رجب أبو بسيسة في حواره مع "الفتح": الأيام ستثبت صواب موقف الدعوة السلفية من أحداث 30 يونيو

  • 640
محرر الفتح مع الشيخ رجب أبو بسيسة

ردًا على اتهامات الخيانة: هل الناصح خاين أم قاتل أم مشارك؟

نربي أبناءنا على توقير العلماء وليس تقديسهم

قالوا ضافت الأفهام واختلط الحق بالباطل واعتمد الرأي مذهب بين الخلائق، فحين ساد الخلاف أردنا أن نرجع الأمة إلى ما كانت عليه في السابق، إلى منبع الوحى وأم المذاهب، إلى جنة القلوب وطيب الروائح، إلى كتاب الله وسنة نبيه خير الخلائق، ولكن اعتلج في فهم ذلك.. أفهام وتناطحت عقول، ويلزمنا من كل ذلك فهم واحد يهدي الضال من المهالك، وينير الطريق فيلتزمه السالك، فهم من مضى من سلفنا الصالح، ثم تدخلوا في أمور جلبت عليهم مآخذ، فاتهموا وفسقوا وأرجفوا في ميداين السياسية ومدح كذلك مادح، فكان حقًا أن نجلي الأمر ونضع نقاطه على الحروف.
قابلنا أحد دعاتها المشاركين بجهد محمود في الدفع بعجلتها إلى الامام، الشيخ "رجب أبو بسيسة" عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، وأجرينا معه هذا الحوار:

·الدعوة السلفية بعد الخامس والعشرين من يناير شاركت في العمل السياسي بقوة، حتى أصبحت ذات كتلة حيوية تؤثر في الميزان السياسي، هل تجربة المشاركة السياسية للدعوة السلفية وليدة ثورة يناير؟

** لا بد من أن نفرق بين أمرين، أن يكون للدعوة السلفية حزب سياسي وبين مشاركة الدعوة في الحياة السياسية، فقبل الثورة كان للدعوة مواقف من قضايا تهم الشأن السياسي، مثل مسألة غزو العراق وحزب الله وقضية الثورة الخمينية، وغيرها من الأمور السياسية التي ظهر فيها، بفضل الله عز وجل، نفاذ رؤية الدعوة السلفية وتدخلها بقوة في الشأن السياسي سواء، الشأن المصري أو حتى الشأن الخارجي.

أما عدم دخول البرلمانات أو المشاركة في العملية السياسية مثل الاستفتاءات والانتخابات قبل الثورة، فكان هناك، من وجهة نظر الدعوة، عدة موانع أهمها أن المشاركة كانت "ديكورية"، كما أنه كان يغلب على المشاركة في ذاك الوقت التزوير وتغير الإرادة السياسية لرغبات شخصية وحزبية، ونحن لا نرتضي بتلك المشاركة، فكان من السياسية ترك المشاركة في العمل السياسي المنظم الذي يشمل حزب ودخول انتخابات أو برلمانات وغيره.

·من المعروف أنك داعية موجود بين الشباب بقوة، في رأيك هل الدخول في المعترك السياسي أثر فى الداعية، والدعوة إلى الله؟

**هذه القضية ينبغي النظر إليها من عدة زوايا، أولها أنه حينما تغيرت قواعد اللعبة السياسية فشاركنا، حتى لانضيع الفرص، وحينما شاركنا خاطبنا قطاعات كنا لا نستطيع الوصول إليها، وهذه المساحات الجديدة أفادت الدعوة، إلا أنه من الطبيعي أيضًا أن هذا الانفتاح يؤثر فى الكادر الدعوي وفى طلبه للعلم الشرعي، الذي هو وقود دعوته إلى الله عز وجل، ولكن الثقة في قيادات الدعوة، التي تعي جيدًا أن رأس الدعوة هو كوادرها، يجعلنا لا نقلق على مستقبل الدعوة، ويجعلنا نثق بأن سنستدرك هذه الأشياء، لأنه أمامنا طريق طويل وهذا الطريق يستلزم توازنًا في إعدادا الكوادر الدعوية.

·في زخم الالتزام الإداري والعمل الحزبي المنظم، يعتري بعض العاملين في المجال التنظيمى والإداري بالدعوة، بُعد عن الطاعات التي كانوا عليها، بماذا تنصح هؤلاء لتزكية أنفسهم؟

**بداية أنا أثني على هذا السؤال الطيب، لأني ألمس واقعيته كثيرًا، في الحقيقة أن المساحات التي فُتحت للدعوة سواء السياسية أو الإعلامية، أثرت فعلًا في الشق الذاتي لدى المشاركين في هذا الجانب، لذلك أنا أنصح الجميع أن يلتزموا طاعة المولى عز وجل وليعلم الجميع أننا ما خضنا هذا البحر العالى، إلا لجلب رضا الله عز وجل، كما أقول لهم:" لا تهمل نفسك فتندم"، فإهمال النفس قد يؤدي بها الانحراف، والدعوة السلفية كيان مبناه على تزكية النفس وتحقيقي الاتباع والتوحيد.

·الهجوم على الإسلام ليس وليد اليوم، ولكن في الآونة الأخيرة اشتدت تلك الحملات الشعواء، أنجولا بورما سوريا وغيرهن، برأيك ما الواجب على المسلم فعله نصرة لهذا الدين؟

** قضية الهجوم على الإسلام فعلًا قضية قديمة وصدق من قال"قضية الأمس هى قضية اليوم وقضية غدًا، قضية الصراع بين الحق والباطل، بين الوحي والرأي"، فواجب على أهل الإسلام أن ينحازوا للوحي وأن ينحازوا لنصرة الشريعة، وكلنا يعمل وفق آلياته، الكاتب الصحفي يسخر قلمه لنصرة قضية الإسلام، والعالم الكيميائي يسخر علمه وهكذا، الإنسان العامل في أي منصب يسخر منصبه لنصرة الإسلام ولخدمة المسلمين، وإلا فلوانتظر كل منا البطل الذي على شاكلة عمر بن عبدالعزيز ومن قبله من الصالحين الطيبين، فمتى تكون النصرة؟ وكان أحد السلف يقول " إذا أردت أن تعرف قدر الإسلام عند أهل زمان، فلايغرنك تزاحم الناس على أبواب الجوامع ولا وقفهم في عرفة في تلاحم، ولا انظر إلى مواطئتهم لأعداء الشريعة"، ونحن سلفية في المنهج سلفية في التغير والإصلاح، وهذا يستدعى حرقة وهمة في العمل في الحقل السياسي والإعلامي وغيره.

·هناك من يكيل الاتهامات للدعوة السلفية لمجرد وجودها في المشهد السياسي الآن، لماذا ظهرت الدعوة السلفية في يوم3 /7، ألم يكن يكفيها أن تلتزم بموقفها الذي اختارته حيال هذا الحدث دون مشاركة أو ظهور في المشهد؟ وما المكاسب التي جنته الدعوة من وراء ذلك؟

**ظهور الدعوة السلفية وحزب النور كان لتقليل الشرور، ولأننا نرى أنه كان هناك اعتراضات شعبية على حكومة الدكتور هشام قنديل، والبعض كان يسير بالبلاد نحو الهلاك، فكان لابد من تدخل يمنع الكوارث التي قد تقع على الدعوة إلى الله وعلى الملتزمين، وعلى المشروع السياسي، المرتبط بالشريعة الإسلامية، فلو أن الإسلامين كلهم نزلوا ما الذي كانوا سيجنونه، كانوا سيتكلفون دماء وخسائر على أرض الدعوة، فلاشك أن ماقمنا به ساهم في تقليل الخسائر بقدر كبير، وفي الوقت نفسه أين الذي فاتنا مما حققه غيرنا من مكاسب، لاشيء، فإقحام كل من ينافح عن فكرة الإسلام السياسي، في الصدام بلا روية وبلا رؤية، هو نوع من أنواع الغواية، قال لموسى للرجل من شيعته"إنك لغوي مبين"، فهناك فرق بين الغواية والهداية، وكان بين يدينا نموذجا ليبيا وسوريا، ونموذج الجزائر من قبل، فالبعض يريد أن يتناول هذا المشهد من باب العاطفة، وينادي"وا معتصماه"، ولكن المعتصم كان له جيش "عرمرم"، بينما معروف أن البلاد كيف تسير، هناك إعلام وشرطة وجيش وقوى خارجية، فظننا أننا وفقنا في اختيارنا والأيام سوف تثبت ذلك في الأيام المقبلة كما أثبتته من قبل مع قضايا أخرى هوجمت الدعوة السلفية بسببها.

·ما ردك على من يدعى أن الدعوة شاركت في 3/7 نكاية في الإخوان المسلمين وكرهًا لحكمهم مصر؟

** لوكنا حقًا نكره الإخوان المسلمين ونريد زوال حكمهم، ما كنا ننصحهم، الإنسان الكاره والحاقد لاينصح من يكره في ظل توليه الحكم وقبل ذلك وبعده، بالحكمة والموعظة الحسنة، وبذلنا الجهد في ذلك علنًا وسرًا، وقد وقفنا وقفة في جولة الإعادة بالانتخابات الرئاسية يشهد بها القاصي والداني، والدكتور مرسي أكثر من مرة شكرنا على هذا المجهود، وكما كنا ننتقد حكم مرسي كنا نتفق معه أحيانًا وشاركنا في مليونية "الشرعية والشريعة"، ولكن أن يقول البعض كلام عجيب، مثل أنكم خنتم، قفزتم من السفينة قبل غرقها، وهل أنتظر في السفينة إلى أن تغرق وتغرقني معها، أم أحاول الوصول بأي شيء ممكن إلى بر الأمان؟

·على الرغم من أن الدعوة السلفية لها مجلس إدارة يتكون من أكثر من 10 أعضاء يخرج القرار بالشورى فيما بينهم، ولكن يتم توجيه سهام الانتقاد والتشويه على الشيخ ياسر برهامي، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة، على الرغم أنه فرد من مجلس الإدارة؟

**الإعلام وبعض من يدير دفته يوجهون السهام للشيخ ياسر بلا مبرر، فالشيخ ياسر هو عضو مجلس إدارة، وليس رئيس مجلس الإدارة حتى، وعندما يتعللون يقولون إن هذا ناتج عن تسليط الضوء على الشيخ، حفظه الله، مما يجعله محط أنظار وعلى قدر من المسئولية، أو أنه شخص مؤثر، نقول لهؤلاء إن الشيخ حازم أبو إسماعيل حين ظهر قالوا صاحب "كيرزما" وكان محط أنظار الإعلام، وكان لايوجد أحد ينتقده أو يحمله اختيارات غيره، فقط لأنه لم يكن يخالف، لماذا لم توجه السهام لخيرت الشاطر على أنه يتحمل أخطاء جماعة الإخوان المسلمين، فإذا كانوا يريدون أن يأتوا الدعوة السلفية من قبل الشيخ ياسر برهامي، فإنا نقول لهم هيهات هيهات، فالدعوة السلفية عندها جيل ربته على الفهم، جيل لايرتبط بالأشخاص ولايقدسهم وإنما يوقرهؤلاء المشايخ، فهذه الدعوة ستستمربوجود الشيخ ياسر أو رحيله، متعه الله بالصحة والعافية، وكان الشيخ ياسر أحيانًا كان يخالف رأيه رأى أغلب أعضاء مجلس الإدارة وكان ينزل على رأى الشورى.

·هل تركتم إخوانكم في جماعة الإخوان من يتبعهم يُقتلون ويسجنون، هل وضعتم يدكم في يد من عزل الرئيس محمد مرسي وقتل إخوانكم وظلمهم؟

**لقد قلنا كثيرًا ونصحنا أكثر، وأبدينا لجماعة الإخوان مزيدا من الاقتراحات لإزالة الاحتقان السياسي، الناتج عن التحجر في التعامل مع الواقع، والله كان أحب إلينا أن ينجحوا وأن يثبتوا قدرة الفصيل الإسلامي على إدارة البلاد، وإحداث التنمية والتطوير، وأعانهم على الحكم، مبادرات واقتراحات، لقاءات ونصح ودعوة، وسعى في التأليف بينهم وبين غيرهم، ولكن يأبون إلا السير في طريقهم، وأما عما حدث لهم فما باشرنا قتلهم ولا سجنهم ولافرحنا بما حدث لهم، ولا رضينا به، حذرنا كثيرًا ومازلنا نفعل، من الدماء ومن خطورة الدخول في نماذج أخرى ينبغى أن نتعلم منها وألانعيد تكراررها، ولكن ماذنبنا إذا كنا الآخر لا يستجيب ولا يسمع حتى، وكان لنا موقف من الاعتصام من أول يوم، فهل الناصح يقال عنه قاتل، أو شارك في القتل؟، وماحدث في فض اعتصام رابعة أمر يغيظ كل مسلم، ولكن هل كان المطلوب أن ندفع شباب التيار الإسلامي ونضعهم تحت الدبابات حتى يرضى عنا الجميع، هل هذا أمانة للدعوة الإسلامية، لا نحن لدينا ضوابط شرعية، ولدينا فهم السلف في تقديم أقل الشرين ضررًا، فهل من يفعل ذلك يكون خائنا؟، ولكن نقول من يرمينا بالخيانة أو الاتهام بالفسق والنفاق:"عند الله تجتمع الخصوم"، خاصة من يضع الدماء في رقبتنا.

·تفسيق المخالف وتخوينه أصبح كالماء لا يستغنى عنه متعطش للحوار والجدال، هل يصح تخوين المخالف، واذا كان هدي السلف في هذا الأمر؟

** السلف كان لديهم أدب جم في مسألة الخلاف، فلم ينكروا الخلاف، ولكن كانوا يحسنون إدارته فقد قال أحدهم"لو سكت من لم يعلم لسقط الخلاف"، فالعلماء بينهم رحمة في قضية الخلاف، لكن أصبح اليوم خاصة بين الشباب الذين يطلق عليهم البعض "شباب التيار الإسلامي" يقولون "نأخذ من العلماء والدعاة الدين ولانأخذ منهم أمور الدين" وهذه ليبرالية ولكن بلسان إسلامي، فنحن لدينا أن الدين والسياسة شيء واحد، وألف السلف مؤلفات بعنوان "السياسة الشرعية"، فإذا تشبث الإنسان برأيه أفسد رأيه أخلاقه فأساء الأدب وخرج عن حدود الدين، متجاهلًا لأدب الخلاف، وأنا أقول لشباب الصحوة الإسلامية مقولة ثبتت عن شيخ الإسلام ابن تيمية" قال أحمد كلمة لو لم يقل غيرها لصار إمام قال إياك أن تقول قول ليس لك فيه إمام"، فأنا أحذر الشباب من تقديم الهوى والرأى على الوحي والشرع.

·تماشيًا مع واقع نشهده، وهو الدستور، والذي دخل في طوره الأخير، يثير ذلك في أذهان الناس تساؤلًا تنتظر من الدعوة السلفية عنه جوابًا، لماذا شاركتم في تعديل دستور، أنت من كتبه بتمثيل أكبر من التمثيل الحالي في لجنة الخمسين؟

** تعديل مواد الدستور قضية طرحت أيام الرئيس المعزول، محمد مرسي، وبينما وعد مرسي بتعديل الدستور، كانت رؤية الدعوة السلفية هى تعديل الدستور عن طريق مجلس الشعب القادم، الذي يمثل إرادة المصريين، وبعد ما حدث في 3 يوليو شاركنا بإقامة الحجة لله، ويجب على أبناء الدعوة السلفية خاصة وشباب الصحوة الإسلامية عامة أن يعلموا أننا نشارك من هذا الباب وهو إقامة الحجة على عباد الله، فالأمر في لجنة الخمسين موازنات سياسية، وكلما كان تواجدك على الأرض ككيان مؤسسي زدادت قوتك في اللعبة السياسية، فالأمر لم يكن، كما يدعي البعض، واحد في مقابل 49، بل كان الدكتور محمد إبراهيم منصور رجل خلفه كيان بأكمله، ونحن الآن ننتظر قرار الدعوة السلفية، والذي ستصدره بعد إقرار المستشار عدلي منصور، الرئيس المؤقت، للدستور، لأننا اعتدنا على العمل بشكل مؤسسي، وشاركنا من أجل مواد الهوية، ومن أجل مصلحة مصر.