العربي للمنتدى العربي الصيني: يجب تضافر الجهود الإقليمية والدولية لاستئصال آفة الإرهاب

  • 81
اجتماع المنتدى العربي الصيني اليوم بالجامعة العربية

دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي الى ضرورة تضافر الجهود الإقليمية والدولية من اجل استئصال آفة الاٍرهاب التي تتنافى مع القيم الانسانية والأديان السماوية،موضحا أن هذا يتطلب مقاربة شاملة من أجل معالجة أسباب تفشي هذه الظاهرة السرطانية واقتلاع جذورها ومكافحتها على كافة الاصعدة الأمنية والسياسية والاقتصادية والفكرية.


وقال العربي ، في كلمته أمام اعمال الدورة الثانية عشرة لمنتدي التعاون العربي الصيني التي عقدت اليوم "الأربعاء" بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية على مستوى كبار المسؤولين، إنه لايمكن وصف الاوضاع في سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق وماتواجهه المنطقة بأسرها من إرهاب سوى بالتحديات الخطيرة التي تحدق بالمنطقة وتهدد استقرارها ومستقبل شعوبها،معربا عن تطلعه لمواصلة الدعم من قبل الأصدقاء التقليديين في هذا الوقت الذي تشهد فيه القضايا والازمات العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية حالة من الجمود غير المسبوق.


وأضاف العربي أن هذه الدورة تكتسب أهمية خاصة كونها تعقد بعد مضي عام على انعقاد دورة تاريخية للاجتماع الوزاري للمنتدى والذي افتتحه الرئيس الصيني مما أعطى هذا المنتدى زخما جديدا ودفعة للأمام للارتقاء بمستويات التعاون بين الجانبين الى مرحلة جديدة ويفتح مجالات جديدة لعل ابرزها مجال العلوم والتكنولوجيا والبحث العلمي والطاقة والبنية التحتية وغيرها وصولا لشراكة كاملة تقوم على المصلحة المشتركة للطرفين.


ونوه العربي بالمبادرة الطموحة التي أطلقها الرئيس الصيني شي جين بينج لاحياء طريق الحرير القديم البري والبحري كونه يعد بمثابة قناة لتعزيز التواصل الحضاري والثقافي وتحقيق التنمية المستدامة.


وأكد العربي أن العلاقات العربية الصينية تشكل خيارا استراتيجيا بالنسبة للجانب العربي ومن هنا جاء طرح فكرة الحوار السياسي الاستراتيجي مع الصين الذي استضافت الأمانة العامة دورته الاولى بالامس ،موضحا ان هذه المبادرة جاءت في فترة دقيقة تمر بها منطقة الشرق الأوسط بتحديات بالغة الخطورة على الصعيدين السياسي والامني والاقتصادي وعلى الأمن الإنساني بأكمله، مؤكدا أن هذا الأمر يستدعي المزيد من التنسيق مع الشركاء الصينيين.


وقال العربي:اننا في جامعة الدول العربية نعتبر هذا المنتدى منبرا هاما لمناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك ولتعزيز التعاون والتنسيق على الساحة الدولية بما يعزز الأمن والسلم الدوليين والاستفادة من المكانة السياسية والخبرة الاقتصادية للصين وما حققته من انطلاقة كبرى على الصعيد التنموي من اجل النهوض بالمنطقة التي تشكل جزاء هاما من الدول النامية والتي لاتزال الصين رغم تقدمها المبهر تعتبر نفسها جزءا منها ولاتتوانى عن دعمها والتضامن معها.


وأعرب الأمين العام للجامعة العربية عن تطلعه لعقد الدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى في دولة قطر العام المقبل ،داعيا الأمانة العامة لمواصلة التنسيق مع الجانبين العربي والصيني من اجل الإعداد الجيد للدورة القادمة للاجتماع الوزاري بما في ذلك إعداد البرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2016 و2018 ليشكل خطوة الى الامام في مسيرة هذا المنتدى الناجح.


وجدد العربي دعوته للرئيس الصيني لزيارة مقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية في اقرب الآجال.


ومن جانبه، دعا مدير عام إدارة غرب اسيا وشمال افريقيا بالخارجية الصينية دنج لي في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لأعمال المنتدى ، إلى ضرورة تعزيز التعاون بين الجانبين العربي والصيني خاصة في ظل الأحداث والمتغيرات الإقليمية والدولية المتسارعة.


وقال "لنجلي" إن الدورة الاولى للحوار السياسي الاستراتيجي العربي- الصيني التي عقدت "الثلاثاء" بالجامعة العربية فتحت منبرا جديدا للتعاون والحوار الجماعي بين الجانبين ،مشيرا الى استعداد بلاده لتقديم مساعدات للدول العربية في البنية التحتية وإنشاء منطقة تجارة حرة مع بلدان عربية وذلك لتوفير ظروف مواتية للدول العربية لتحقيق التنمية .


وأشار إلى ارتفاع حجم التبادل التجاري بين الجانبين إلى 251 مليار دولار بزيادة 73 بالمائة خلال السنوات الأربع الاخيرة كما ارتفع حجم الواردات الصينية من النفط من الدول العربي إلى 146 مليار دولار بزيادة 46 بالمائة.


وأضاف أن الدورة الوزارية القادمة للمنتدى ستعقد في قطر العام المقبل وستكون اول اجتماع وزاري بين الجانبين في العشرية الثانية للمنتدى الذي انطلق عام 2004 ،مطالبا بالاعداد الجيد لهذه الدورة الوزارية بالدوحة.


ومن جانبه ، دعا مساعد وزير الخارجية المصري للشؤون الآسيوية السفير ياسر مراد (رئيس الجانب العربي في الاجتماع ) الجانبين العربي والصيني إلى تكثيف الجهود وتنسيق التشاور على جميع المستويات وخاصة حول القضايا الجوهرية التي تستأثر باهتمام الجانبين وعلى رأسها مكافحة الإرهاب .


وأكد السفير مراد أن البلدان العربية والصين تتمتعان بعلاقات تاريخية وعميقة ، مشددا على أن الجانب على استعداد دائما لدفع مختلف أوجه العلاقات مع بكين .


وأشار إلى أهمية تفعيل آليات التعاون الاقتصادي والتجاري بين الجانبين بما في ذلك التعاون في مجال الطاقة وخاصة مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة والبنية التحتية فضلا عن تنفيذ مشروعات مشتركة في مجال الزراعة والأمن الغذائي ومكافحة التصحر .


وأشاد بالتعاون العربي- الصيني وتحقيقه نتائج طيبة عززت العلاقات بين الجانبين وسمحت لنا بتقوية علاقاتنا السياسية وتكثيف مبادلاتنا الاقتصادية والتجارية وتعميق التواصل الثقافي فيما بيننا فضلا عن التشاور بشأن القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك وذلك اسهاما منا في تحقيق السلام العالمي وتعزيز التنمية المستدامة ، معربا عن تطلعه إلى مواصلة الجهود المشتركة بين الجانبين العربي والصيني والمحافظة على آلية الاجتماعات الدورية في إطار المنتدى بما يكفل الاستمرار في تحقيق الأهداف المرجوة .


وأعرب السفير ياسر مراد عن أمله في أن يصبح منتدى التعاون العربي- الصيني نموذجا واعدا للتعاون وأن يواصل هذه المسيرة الناجحة بكل طموحا متطلعا وبخطى ثابتة إلى مستقبل أفضل ، خدمة لمصلحة الشعوب العربية والشعب الصيني الصديق.


وأكد السفير مراد على دعم المبادرة الصينية "الحزام الاقتصادي لطريق الحرير ، وطريق الحرير البحري في القرن الحادي والعشرين" واستعدادنا للتعاون المثمر مع الجانب الصيني في هذا الشأن.


وقال "إننا نتطلع جميعا إلى أن يسهم هذا المقترح في زيادة حجم التجارة البينية والاستثمارات بين الطرفين العربي والصيني ، جنبا إلى جنب مع تعظيم التعاون في مجالات الثقافة والإعلام وحوار الحضارات والبحث العلمي والتكنولوجي ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.


وأضاف "إننا نجتمع اليو من أجل بحث الخطوات القادمة لدفع وتطوير العلاقات والتعاون بين الدول العربية والصين "، مشيرا إلى أن انعقاد الدورة الثانية عشر لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي الصيني يعبر عن الإرادة القوية للجانبين العربي والصيني في مواصلة تطوير العلاقات بينهما في كافة المجالات.


وتابع السفير مراد: إننا على يقين بوجود قاعدة صلبة ومصالح مشتركة بين الدول العربية والصين ، تؤهلنا لتعزيز التعاون في المستقبل خدمة لشعوبنا "، مؤكدا تطلع الجانب العربي للاستفادة من التجربة التنموية الصينية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي والتي تعد تجربة رائدة جديرة بالدراسة والتأمل ونموذجا نتطلع للاستفادة منه في عالمنا العربي.


وأكد على أهمية المنتدى كإطار جماعي لتعزيز العلاقات العربية – الصينية ، لافتا إلى أن دور المنتدى يعد دورا محوريا كإطار فعال للحوار البناء وتبادل وجهات النظر ومواصلة التشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك في ظل ظرف دولي حالي يشهد تحديات جسام وقضايا معقدة مما يتطلب منا مزيدا من التنسيق وتقارب الرؤى بين الجانبين وبما يتفق ومصالح الطرفين ويسهم في تعزيز السلام والاستقرار في العالم.


ونوه السفير مراد بالانجازات التي تم تحقيقها خلال العشر سنوات الماضية حيث أثمرت الاجتماعات السابقة للمنتدى العربي – الصيني عن نتائج إيجابية أسهمت في الارتقاء بمجمل العلاقات العربية – الصينية وساهمت في خلق فضاءات جديدة للتعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية والاستثمارية وغيرها ، ونتطلع إلى مزيد من التعاون بين الدول العربية والصين في المستقبل بما يعود على الجانبين بالمنفعة المتبادلة.


وأشاد بما تشهد العلاقات العربية – الصينية من تطور ملموس خلال السنوات الأخيرة توج بعقد الدورة الأولى للحوار الاستراتيجي بين الجانبين بالقاهرة أمس "الثلاثاء" فضلا عن تنظيم عدد من الفعاليات الهامة خلال العامين الماضيين من بينها اعتماد خطة التنمية العشرية 2014-2024 وعقد الدورة الخامسة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي- الصيني ، وكذلك انعقاد الدورة الخامسة لمؤتمر رجال الأعمال العرب والصينيين ، إضافة إلى الدورة الرابعة لمؤتمر التعاون العربي – الصيني في مجال الطاقة ، مثمنا الجهود الحثيثة للأمانة العامة لجامعة الدول العربية في هذا الصدد.


وأشار إلى أن العلاقات الصينية- العربية تضرب جذورها في أعماق التاريخ مما أرسى أساسا طيبا لعلاقات الشراكة الحالية بيننا وكذلك في المستقبل ، الأمر الذي يتطلب منا مواصلة تعزيز التعاون في مجالات التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومكافحة التطرف والإرهاب ، مؤكدا أن المسؤولية المشتركة والرغبة الصادقة هي سبيلنا لبلوغ تلك الأهداف التي نحددها سويا لرفع مستوى التعاون بين عالمنا العربي والصيني إلى آفاق أرحب بما يخدم مصلحة شعوبنا ومجتمعاتنا ويعزز السلام والأمن في عالمنا اليوم.


ومن ناحيته ، قال الدكتور عبد الله بن صالح السعدي سفير سلطنة عمان لدى الصين عميد السلك الدبلوماسي العربي في الصين إن أمامنا اليوم مهام جسام ومسؤوليات كبيرة ، ونتطلع إلى أن نمضي بثبات في خط سير جديد لعلاقاتنا يبتعد عن تكرار النصوص واجترار الماضي ويركز على الأفعال دون الأقوال.


وأضاف أن الاجتماع يأتي في فترة تاريخية متميزة ودقيقة تقاوم فيها أمتنا العربية رياح الإرهاب الأسود الذي يحاول كبح إرادة الشعوب الحية وتطلعها في الحرية والديمقراطية والكرامة والعيش الرغيد .


وأشار إلى أن مجلس السفراء العرب في بكين كان ومازال يمثل حلقة مهمة في توطيد علاقات الصداقة والتعاون والمنافع المتبادلة مع الصين وشعبها العريق الذي تربطنا به صلاة متينة تركت بصماتها في التاريخ الإنساني قديما وحديثا .


وقال إن منتدى التعاون العربي- الصيني ، الذي تأسس عام 2004 بجهود مقدرة من الجانبين ما هو إلا ثمرة هذا التاريخ الطويل من التعاون والصداقة التقليدية وسنعمل سويا من خلال هذا المنتدى الذي يمثل الإطار المؤسسي الشامل للعلاقات العربية – الصينية لتوطيد وتطوير علاقتنا ليعم الخير على الشعبين الصديقين العربي والصيني"، مشيرا إلى أن مجلس السفراء العرب في بكين كان ومازال يمثل حلقة مهمة في إنشاء وتطور هذا المنتدى .


وتناقش الدورة الثانية عشرة لاجتماع كبار المسؤولين لمنتدى التعاون العربي – الصيني على مدى يوم واحد ، نتائج الدورة الأولى للحوار السياسي الاستراتيجي العربي – الصيني ، والقضايا السياسية ذات الاهتمام المشترك ، إلى جانب تقييم منجزات المنتدى في إطار البرنامج التنفيذي للمنتدى بين عامي 2014-2016 وبحث آفاق التعاون المستقبلي فضلا عن الإعداد للدورة السابعة للاجتماع الوزاري للمنتدى .