"الكارت الذهبي" الفساد المقنن لـ "رغيف الخبز" داخل وزارة التموين

  • 194
علي المصيلحي وزير التموين

"الفتح" ترصد..

"الكارت الذهبي" الفساد المقنن داخل وزارة التموين

نور الدين: صاحب المخبز يحصل على 3000 جنيه يوميا والبسطاء يعانون

رئيس جمعيات حماية المستهلك: "حنفي" انتصر للتجار.. والمواطن بيشتري الرغيف بجنيه في السوق الحر"


بالرغم من شرارة فساد الصوامع التي كانت سببا في الإطاحة بالوزير السابق خالد حنفي؛ إلا أن من خلفه في تولي حقيبة الوزارة لم يوقف نزيف الفساد حتى كتابة هذه السطور؛ فوزارة التموين إحدى المؤسسات التي تتربع على قوائم الفساد، "الكارت الذهبي" أحد الأشكال الجديدة وصور الفساد المقنن والذي يعطي الحق لأصحاب المخابز بالحصول على 5000 رغيف يوميا- بواقع 3000 جنيه دون وجه حق- بشكل رسمي دون أن يتحرك أحد لوقف إهدار المال، في حين عدم وصل الدعم إلى مستحقيه وهذا باعتراف الوزير "مصيلحي" نفسه أمام مجلس النواب.


وفي هذا الصدد، قال الدكتور نادر نور الدين، مستشار وزير التموين الأسبق، إن وزارة التموين تحتاج إلى وزير قوي لديه القدرة على مواجهة الفساد ومافيا التجار.


وأشار" نور الدين"، في تصريح خاص لـ "الفتح"، إن أوجه الفساد متعددة وكبيرة داخل الوزارة، مؤكدا أن خالد حنفي- الوزير السابق- قد ساعد في تقنين الفساد وذلك عندما قام بمنح أصحاب المخابز "الكارت الذهبي"، وهو كارت به 5000 رغيف بقيمة تصل إلى 3000 جنيه شهريا من المفترض أنها تباع للمغتربين.

وأوضح مستشار وزير التموين الأسبق، أن صاحب المخبز يقوم كل يوم بضرب هذا الكارت في الماكينة لتسجيل ما بها من دعم على أنه صرف للمغتربين وهذا لن يحدث، وهو ما يعتبر "فساد مقنن" وإهدار للمال العام وبشكل رسمي، بالبرغم من معاناة الفقراء وعدم وصول الدعم إلى مستحقيه.


ولفت الدكتور نادر نور الدين، إلى أن وزارة التموين تنتج نحو 900 ألف طن قمح شهريا من خلال المطاحن العامة والخاصة وهذا رقم كبير للغاية ولابد من المسائلة والمحاسبة.


من جانبها، وصفت الدكتور سعاد الديب، رئيس جمعيات حماية المستهلك، خالد حنفي بـ "وزير التجار والأغنياء"، لافتة إلى أن كل قراراته كانت تصب في صالح التجار ورجال الأعمال، إذ إنه جاء من من اتحاد الغرف التجارية، لذلك كنا نجد في زياراته اصطحاب رؤوساء الشعب التجارية.


وأضافت "الديب"، في تصريح خاص لـ "الفتح"، أن عهد حنفي هو "العصر الذهبي"، كما أن قراراته كانت لإرضاء أحمد الوكيل رئيس اتحاد الغرف التجارية، قائلة "عندما سألت الوكيل..قالي إحنا بنساعده".


وأوضحت رئيس جمعيات حماية المستهلك، أن أصحاب المخابز يقومون ببيع الدعم بالكارت الذهبي في السوق الحر ويتقاضون المقابل من الوزارة أيضا، مؤكدة أن الوزير محمد على مصيلحي لم ينتصر للفقراء ولم يحارب الفساد بشكل فعلي كما وعد من قبل، لافتة إلى أن تصريحاته تكون ضد مصلحة المواطنين.


وتابعت قائلة: إذ إنه يصرح تارة بأن تكلفة الرغيف 50 قرشا وتارة أخرى يقول بأنها 60 قرشا وهو ما تسبب في تعرض المواطنين؛ خاصة ممن لا يملكون بطاقات تموينة للاحتكار وشرائهم الخبز بـ 75 قرشا و1 جنيه في السوق الحر، وبالتالي المواطن محاصر بين الحكومة ومافيا التجار بسبب التضارب في تصريحات الوزير.


"الفتح" من جانبها، استطلعت آراء بعض أصحاب المخابز للوقوف على الحقيقة الكاملة، حيث سألت رفعت محمد السيد، صاحب مخبز "الموزع" رقم 211608، بمنطقة- فيصل- بالجيزة، والذي اعترف بأن هذا الكارت يصرف للمغتربين وأقارب أصحاب المخبز دون أن يعلم من يخاطب.


وقد تم رصد المخبز أكثر من مرة وبعض المخابز الأخرى؛ لكننا لم نجد حقيقة ذلك على أرض الواقع وهو ما يؤكد أن الوزير السابق؛ تسبب في نزيف وإهدار المال العام؛ ولا يجد من يوقف هذا النزيف.


رصدنا أيضا، المخبز رقم 211654 وصاحبه- كمال أحمد محمد في منطقة مجاورة بفيصل، إذ وجدنا ما يحدث في نفس المخبز الأول ولم نجد مبيعا أو أي شكل من أشكال هذا الكارت- المسلط كالسيف لاستنزاف ونهب أموال الدعم من الفقراء والبسطاء، فضلا عن عدم جودة الخبز الذي يتم انتاجه للمواطنين دون وجود أية رقابة أو مسائلة.