الطلاق العاطفي

رحاب حجازي

  • 76

تتزايد حالات الطلاق بمصر بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وانطلقت معها جهات وبرامج في محاولات لإصلاح شأن الأسرة ورفع مستوى وعي الزوجين من جهة وإصدار بعض قوانين الأسرة من جهة أخري للحد من تزايد هدم الأسر.

ولكن هناك نوع آخر من الطلاق لا ينتبه إليه الكثيرون لا يقل خطراً عن الطلاق الحقيقي انتشر مؤخراً وهو الطلاق العاطفي.

 ينفصل الزوجان وهما يعيشان تحت سقف واحد انفصالاً مشاعرياً أو جسدياً أو كليهما وقد تنعدم بينهما كل أشكال التواصل في بعض الحالات.

أسباب الطلاق العاطفي متعددة منها:

- عدم فهم الزوجين لبعضهما وانعدام لغة الحوار.

- التراكمات وعدم حل المشاكل سريعاً فتتآكل العلاقة تدريجياً .

- انشغال كل من الزوجين بحياة واهتمامات منفصلة تماماً عن شريكه، فهو منغمس في العمل أو مع الأصدقاء وهي غارقة في مشاكل الأولاد أو قد تعطي عملها أيضاً أو دراستها أكثر من اللازم.

- اختلاف الزوجين في رؤية أو قناعة كل منهما حول معنى البيت والدفء الأسري.

- عدم قبول اختلافات الطباع بين الزوجين ومحاولة أحدهما أو كلاهما لتغيير الآخر بالقوة.

- تقصير أحد الزوجين في أداء دوره بشكل متكرر وملحوظ يدفع الطرف الآخر للإرهاق الجسدي أو النفسي ثم لليأس من الوصول لحل فيلزم الصمت والانعزال عن شريكه.

وأيضاً تلعب السوشيال ميديا دوراً أساسياً في هشاشة العلاقة بين الزوجين وتؤثر بشكل مباشر على الجو العام لحياتهما.

فانشغال كل شريك بالموبايل والجلوس على الإنترنت بالساعات يتنقل فيها بين منصات التواصل المختلفة يجعله يكتفي بالعالم الافتراضي الذي يراه مصدرًا للترفيه والتسلية ليهرب به من البيت الذي قد يكون معبأ بالمسئوليات والضغوط.

يختار الزوجان الطلاق العاطفي ويلجآن إليه في اتفاق ضمني أو علني بينهما لمجرد الاستمرار بشكل لا يعرضهما لنقد المجتمع

وخاصة الزوجة التي تخشى الاستمرار بلقب مطلقة، ويوافق الزوج ليضمن وجود أم ترعى الأولاد فيستمران بهذا الشكل تحت عنوان "عيشة والسلام" أو "عايشين عشان الأولاد".

لحماية البيوت من هذا النوع الموجع من الانفصال:

- على الزوجين تخصيص وقت كل يوم يتجاذبان فيه أطراف الحديث عن كل ما يخصهما أو حتى مجرد الحديث للأنس ببعضهما.

- التشاور والمشاركة بين الزوجين في أمور التربية وشئون أسرتهما.

- حل الخلافات البسيطة أولاً بأول .

- تذكير الزوجين دائمًا بعضهما بأوقات الود والصفا والذكريات الجميلة بينهما.

- تخلي كل طرف عن كلمة " أنا" واستبدالها بكلمة "نحن" وبذله لأجل أسرته فنحن الآن معاً نجدف سوياً للوصول بحياتنا لبر الأمان.

أما إذا فرضت هذه الآفة نفسها على الحياة الزوجية على الزوجين وقتها أن يطلبا المساعدة من متخصص أو حكيم ذي عقل ورأي رشيد ليساعدهما على إعادة الروح لبيتهما.

بيوتنا هي الحياة وأسرنا هي الملجأ والأمان والداعم لمواجهة مصاعب الخارج تستحق منا العطاء، والمودة والتفاهم هما مصابيح تلك البيوت فأضيؤها ولا تبخلوا عليها.