علق الباحث الإسلامي شريف طه، على استطلاع للرأي شارك فيه 23 ألف شخص، خلص إلى زيادة أعداد الشباب المقبلين على طاعة الله والتدين في عدد من الدول العربية، قائلا: إن هذا ملحوظ لكل من يشتغل بالدعوة إلى الله تعالى ويعمل على أرض الواقع، ومهما تعددت الأسباب، فيبقى السر الأعظم هو في إلهام الله لعباده التوبة والرجوع إليه، وما فطر الله تعالى عليه الناس من التوجه للدين والتأله والتعبد لله رب العالمين؛ فهذه حاجات فطرية لا تستقيم حياة الناس دونها، ثم سنة أخرى لابد من فهمها، وهي سنة التداول وما تستتبعه.
وأوضح "طه" - في منشور له عبر "فيسبوك" - أن بعض المهووسين باستشراف المستقبل، يبنون نظرياتهم المستقبلية على ظواهر وقتية ومتغيرة جدا، فمثلا بعد موجات الربيع العربي والإخفاق السياسي الذي صاحبها، وما أنتجه من إحباط ويأس امتد للتدين، بل وللدين نفسه في بعض الأحيان، كان لهذا أثر في انصراف كثير من الشباب عن التدين.
وأضاف الباحث الإسلامي: كذلك استغل أكثر العلمانيين هذا الإخفاق السياسي لبعض التيارات الإسلامية في ضرب ثقة الشباب بالإسلام نفسه، فكثر الطعن في الدين، وعلا صوت النفاق، وجهر بصوته وأعلن عن نفسه ورفع رايته دونما حياء أو خجل أو خوف من تبعة، مشيرًا إلى أنهم ظنوا ظن السوء، وأنه لن تقوم للإسلام قائمة، وأن زمان العلمانية الكاملة التي يطمحون إليها قد أقبل، وولى زمن الدين والتدين بلا رجعة.
كانت شبكة "البارومتر العربي"، قد أجرت استطلاعًا للرأي لصالح "بي بي سي"، عن علاقة الشباب العربي بالتدبن، فوجدت تحول كبير في علاقة الشباب دون الـ30 عاما بالدين وممارسة الشعائر الدينية في العالم العربي؛ إذ يتزايد عدد من يقبلون على التدين قياسا بعددهم في عام 2018، حسب استطلاع جديد
وبحسب الاستطلاع، شهد المغرب انخفاضًا بـ7 في المئة في عدد من وصفوا أنفسهم بأنهم غير متدينين بين كل الفئات العمرية، تليه مصر بانخفاض بنحو 6 في المئة، ثم تونس وفلسطين والأردن والسودان بانخفاض بنسبة 4 في المئة.
واليوم، يصف نحو ثلثي الشباب التونسي المشارك في الاستطلاع أنفسهم بالمتدينين، وهو تراجع كبير مقارنة باستطلاع عام 2018، الذي وصف فيه نحو نصف الشباب التونسيين المشاركين فى الاستطلاع أنفسهم بأنهم غير متدينين.