ما معنى حديث "تنكاحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"؟ داعية يوضح المعنى الصحيح

  • 95
الفتح - د. محمد سعد الأزهري

استنكر الدكتور محمد سعد الأزهري، الداعية الإسلامي، مزاعم البعض أن المقصود من حديث "تنكاحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة" هي الجودة وليس العدد، موضحا أن المباهاة في الحديث كانت على أصل الإسلام وليست على الجودة كما يقولون.

وأوضح الأزهري في منشور له عبر "فيس بوك" أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: "تنكاحوا تناسلوا فإني مباهٍ بكم الأمم يوم القيامة"، وأن النبي عليه الصلاة والسلام يباهي بالمسلمين بشهادتهم أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وهذا لعِظم هذه الشهادة، وهذه المباهاة ليس لها علاقة بجودة المسلم.

وأضاف الأزهري قائلا: أما الجودة فلها أحاديث أخرى منها حديث سهل بن سعد عن النبي عليه الصلاة والسلام «إِنِّي فَرَطُكُمْ عَلَى الْحَوْضِ مَنْ مَرَّ عَلَيَّ شَرِبَ، وَمَنْ شَرِبَ لَمْ يَظْمَأْ أَبَدًا لَيَرِدَنَّ عَلَيَّ أَقْوَامٌ أَعْرِفُهُمْ وَيَعْرِفُونِي، ثُمَّ يُحَالُ بَيْنِي وَبَيْنَهُمْ فَأَقُولُ: إِنَّهُمْ مِنِّي فَيُقَالُ: إِنَّكَ لَا تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ فَأَقُولُ: سُحْقًا، سُحْقًا، لِمَنْ غَيَّرَ بَعْدِي»

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن المبتدعة مثلاً لن يشربوا من يد النبي عليه الصلاة والسلام لأنهم أحدثوا بعده طرق مخترعة في الدين، فبدلوا وحرّفوا من سنته صلى الله عليه وسلم ، مؤكدا أن المباهاة في الحديث كانت على أصل الإسلام وليست على الجودة كما يقولون.

وأكد الأزهري أن الجودة الحقيقية فهي في اتباع سنته عليه الصلاة والسلام ومنها التوحيد الذي جاء به، والعبادة التي على طريقته، وأخلاقه عليه الصلاة والسلام، وكذلك معاملاته وسلوكه.

وتابع الأزهري قائلا: كذلك هناك أحاديث الصراط وكيفية العبور عليه وهنا تظهر الجودة الحقيقية للمؤمن، لأن من أوصاف الصراط أنه بين ظهرانيّ جهنم، سُمكه أدقّ من الشعر، وأحَدّ من السيف، ولن ينجو من عبور هذا الصراط إلّا من كان من أهل الجودة، فمن كان بلا جودة وقع من على الجسر في النار!

وبين الأزهري أن من كانت جودته ضعيفه في عقيدته وعبادته ومعاملاته وسلوكه وأخلاقه كان مروره حبواً "يزحف على بطنه"فوق هذا الصراط، ومن كانت جودته جيدة أو جيدة جداً أو ممتازة أو ممتازة مع مرتبة الشرف، فإنهم يعبرون من فوق الصراط كالخيل أو كالطير أو كالريح أو كالبرق كلاً بحسب جودة عمله!

واستشهد بما رواه أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي - صلى الله عليه وسلم – : ( فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت بأبي أنت وأمي، أي شيء كمر البرق ؟ قال: ألم تروا إلى البرق كيف يمر، ويرجع في طرفة عين ؟ ثم كمر الريح، ثم كمر الطير، وشد الرجال تجري بهم أعمالهم، ونبيكم قائم على الصراط، يقول: رب سلم سلم، حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زحفا، قال: وفي حافتي الصراط كلاليب - جمع كَلُّوب حديدة معطوفة الرأس – معلقة مأمورة بأخذ من أمرت به فمخدوش ناج، ومكدوس في النار ) رواه مسلم، والمخدوش من تمزق جلده بفعل الكلاليب، والمكدوس من يرمى في النار فيقع فوق سابقه مأخوذ من تكدست الدواب في سيرها إذا ركب بعضها بعضا.