بعد نسب الرسوب العالية في كليات الطب.. مخاوف من مستقبل التعليم الطبي في مصر

  • 21
الفتح - أرشيفية

أثارت نسب الرسوب العالية في بعض كليات الطب –خاصة أسيوط وسوهاج– مخاوف البعض على مستقبل التعليم الطبي في مصر، وعلى الخدمة الطبية المقدمة للمرضى، متسائلين عن السبب الحقيقي وراء تلك النتائج المتردية، ومدى تأثيرها على العلاقة بين الطبيب وبين مرضاه، لاسيما أن نسب الرسوب وصلت إلى 70% ببعض الكليات.

ويرى الدكتور علاء رمضان، أخصائي ‏أمراض القلب والأوعية الدموية‏، أن هذه النتائج تحتاج إلى دراسة متأنية قبل إصدار أحكام معينة، خاصة أنها ليست نتائج جميع الكليات.

وطالب رمضان في تصريحات لـ "الفتح" بإجراء بحث جدي حول هذه النتائج واستخلاص النتائج الصحيحة ونشرها للإفادة، ولمعرفة هل هذا الأمر وقع بسبب صعوبة الاختبارات؟ أم بسبب مستوى الطلاب أم غير ذلك؟

فيما أوضح الدكتور أحمد رشوان، مسؤول الرعاية المركزة بمستشفى الفيوم، أنه لا يمكن حصر تفسير ما حدث من نتائج في مسألة الغش وحدها، رغم أنها السبب الرئيس حتى الآن، إذ يمكن ألا يكون له علاقة بالغش كما يروج البعض، لافتًا إلى أن السنة الدراسية الأولى في كليات الطب لا تكون واضحة أمام كثير من الطلاب، وكثير منهم لا يزال غير مستوعب أو مدرك لما هو عليه وكيف يكون العمل داخل الكلية.

وبيّن رشوان في تصريحات لـ "الفتح" أن ما حدث في هذه الكليات يجب استغلاله في تسليط الضوء على مشكلة أكبر وهي أن الأمر لا يتعلق بدخول كلية قمة كالطب أو الهندسة، بل يجب أن يكون الأمر متعلقًا برغبة الطالب لا برغبة ولي أمره، وأن يختار الطالب الكلية التي يرى أنه قادر على أن ينتج فيها وأن يستكملها، موضحًا أن هذه النقطة أكبر من إشكالية الغش، بل هي في كثير من الأحيان تكون سببًا في حدوث الغش.

وأشار إلى أن ثقافة كلية القمة الحقيقية هي التي سوف ينتج فيها الطالب ويستطيع فيها أن يصعد نحو القمة، مستشهدًا بما يحدث في كثير من الدول حيث يتم السماح لأي طالب أن يدرس أي شيء طالما أنه يحبه ويرى أنه قادر على أن ينتج فيه.

وعن مستقبل التعليم الطبي وتأثير تلك النتيجة على الخدمات المقدمة للمرضى، قال رشوان إنه لا داعي للقلق من ذلك الأمر، مشيرًا إلى وجود مراحل عدة يمر بها الطالب قبل أن يحصل على التصاريح اللازمة لممارسة مهنة الطب، ولا يقتصر على الكلية وحدها، مشيرًا إلى الشق العملي، وضرورة الحصول على الماجستير من أجل التخصص.

وأكد أنه لن يتم السماح لأحد أن يكمل مهنة الطب سوى لأولئك القادرين على تقديم العلاج للمرضى بمشيئة الله، موضحًا أن الآليات الموجودة في هذا الصدد تجعل المرضى مطمئنين غير قلقين، مؤكدًا أن التعليم الطبي ليس بالمال وحده، بل لابد من عوامل أخرى وعلى رأسها حب الطالب للدراسة وأن يكون منتجًا أثناء أدائه ودراسته في الكلية.

وهو ما أيده، الدكتور محمد عز العرب، استشاري الكبد والجهاز الهضمي ورئيس وحدة أورام الكبد بالمعهد القومي للكبد، إذ يرى أن التعليم الطبي في أمان وأن مثل هذه النتائج لن تؤثر على مستقبل التعليم الطبي في مصر، مشيرًا إلى أن نظام الدراسة في هذه الكليات يختلف تمامًا عن الثانوية العامة، وأن التقييم لا يكون على الشق الشفهي أو الورقي فقط.

وحذر عز العرب في تصريحات لـ "الفتح" من الترويج لهذه الأفكار والمخاوف، لما لها من تأثير سلبي على الأطباء المصريين بالخارج، مشددًا على ضرورة إبراز الصورة الإيجابية للطبيب سواء أمام المرضى المصريين في الداخل أو أمام دول الخارج، خاصة أن مصر تمتلك كوادر طبية مشهودًا لها بالكفاءة في الداخل والخارج على حد سواء.