عقب المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، على الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي لأحد الدعاة يسخر فيه من "أبو عبيدة"، المتحدث باسم "حماس"، ويقول "يا أبا عبيدة جاهد بالسنن يا أبا عبيدة علم نساء غزة كذا وكذا"، قائلًا: إن الكلام عن هذه الفئة فروعه كثيرة جدا، ولكن باختصار كانت هناك مرحلة من المراحل ظهر فيها توجه يتصادم مع الدولة والحكومات داخل العالم الإسلامي، وهذا التوجه قد انكسر وبعضه قام بمراجعات عمليًا، وبعضه ما زال موجودًا.
وأضاف "الشحات" -خلال حواره مع برنامج "من الحياة" عبر فضائية "الرحمة"- أن الغرب بعد ذلك أعاد إنتاج "داعش" مرة ثانية، وهذا يعني أن اليد الغربية هي الأساس في إعادة صناعة "داعش"؛ فالغرب يهمه وجود النموذج نفسه، ونحن نرى الآن أن كل من يقول كلمة الجهاد يتم إلصاقه بداعش، حتى أن نتنياهو حين أراد سب "حماس" قال عنهم "هؤلاء دواعش غزة"، متابعا "هناك من يهمه استمرارية وجود نموذج "داعش".
وتابع أن هناك فئة من الناس باتت كلمة "الجهاد" أو كلمة "العمل الدعوي" تزعجهم؛ لأنه ترسخ في عقلهم أن كلمة الجهاد تعني ما حدث في مصر من "جماعة الجهاد" في فترة الثمانينات، وهو نوع من التصور المختزل عن الشرع، بل الواجب أن توصّف الواقع تَوصيفًا جيدًا جدا، وبعد ذلك تنظر للأحكام الشرعية وتنظر ماذا قال فيها الله عز وجل.
واستطرد: هناك واقع يقول لك الشرع فيه "قاتل"، وواقع غيره يقول لك "اصبر" كتوصيف الأمر داخل بلاد المسلمين، ولكن عندما يكون لدينا عدو مُحتل غير ساكن فإن التوصيف يختلف. منبهًا إلى أن هذا الداعية أخذ كلام بعض أهل العلم عن واقع ما، ورغم أنه كلام جيد ومطلوب جدًا في النهي عن الفتنة في بلاد المسلمين، ولكن تطبيقه على مقاومة الكفار خلل فادح جدًا ونوع من إسقاط كلام على واقع لا يناسبه.
وأكد "الشحات" أن العدو لم يكن كامنًا والمقاومة قامت بذعرهم وبدأت بالعنف، بل إن هذا العدو لديه مشروع قائم ومعلن وهو التهجير، والتحرش بالمسجد الأقصى، وملء السجون بالأسرى، فلو استطعت عمل خطوة تثنيه وتؤخره عن مخططاته وعن التهام المسجد الأقصى، وأخذت كل الاستعدادات لذلك لكان الأمر بعيد اعما قاله صاحب المقطع المشار إليه.
وأوضح المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية أن الجهاد بالسنن يعني أن نتعلم العقيدة، والعبادات بفرائضها وسننها، والسنن هنا تعني الشريعة ككل، وفيها مواطن جاهد فيها النبي -صلى الله عليه وسلم- ومواطن صبر فيها، ومواطن أذن لهم الله عز وجل بالقتال، فالسنن فيها كتب الفقه التي تحتوي على كتاب "الجهاد" الذي هو ذروة سنام الإسلام، كما أن من السنن عدم السخرية من أخيك المسلم؛ لأن المقطع المشار إليه كان فيه صورة من السخرية.