تعقيبا على فيديو "عم ربيع الفكهاني": أحمد الشحات: الأخوة الإيمانية ما زالت قوية في قلوب المسلمين

  • 93
الفتح - عم ربيع الفكهاني

حالة من الإعجاب أثارتها لقطة فيديو تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي لبائع فاكهة من محافظة بني سويف يدعى "ربيع أبو الحسن" وهو يقوم بإلقاء حبات من البرتقال بعفوية بالغة على إحدى شاحنات القوافل المحملة بالمواد الغذائية والإنسانية عندما علم أنها متجهة إلى قطاع غزة.

وعقب المهندس أحمد الشحات، الكاتب والمفكر الإسلامي، على هذا الفيديو المتداول لـ "عم ربيع"، قائلًا: هذا الصنيع الجميل من هذا الرجل "الشهم" المسلم، نحسبه والله حسيبه، أنه ينطبق عليه "أن درهم سبق 1000 درهم"، مشيرًا إلى أن هذا الرجل جاد بما عنده، وقدمه بطريقة كاشفة عن الحرقة التي في قلبه، تجاه ما يحدث لإخوانه المسلمين، وقدم ما يملك، والله -عز وجل- لا يضيع أجر المحسنين، موضحًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- علمنا أن الصدقة ليست بالكثرة، ولكنها بما وقر في قلب المتصدق من رغبة الثواب والأجر عند الله -تبارك وتعالى-.

وأضاف "الشحات" -في تصريحات خاصة لـ"الفتح"- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اتَّقوا النَّار ولو بشِقِّ تمرةٍ" [صحيح البخاري]، وربما تساءل البعض "ماذا يغني هذا الجزء اليسير من التمرة -نصف تمرة-؟"، مجيبًا: هي عند الله لها شأن كبير؛ لأن هذا المتصدق بشق تمرة لا يملك غيرها ولا يستطيع إلا أن يقدم هذا الجزء اليسير، والله -عز وجل- إنما يتقبل من المتقين.

وأكد أن هذا الصنيع من "عم ربيع" يكشف عن الأخوة الإيمانية المتجذرة في نفوس المسلمين، وخاصة عند كثير من المصريين الذين تتحرك قلوبهم صوب المقدسات بشكل عام، إما مكة والمدينة، وإما فلسطين والقدس، مشيرًا إلى أن هذا من المبشرات التي تبشرنا أن الأخوة الإيمانية ما زالت قوية في قلوب المسلمين، وأنها لو فتح لها المجال لغيرت كثيرا من مجريات الواقع، فضلا عن أن يُحث الناس عليها ويحفزوا إلى استثمارها وتنميتها.

وقال الكاتب والمفكر الإسلامي: هذه رسالة لكل مسلم غافل لا يهمه شأن أمته، وغارق في شهواته وملذاته وأهوائه، أو على أحسن أحواله غارق في أموره الشخصية، دون أن يعطي أي اهتمام لأمور المسلمين العامة، لافتًا إلى أن الاهتمام بشؤون المسلمين دلالة على توقد الإيمان في القلب، سائلاً الله -عز وجل- أن يتقبل من "عم ربيع" صنيعه، منوهًا بأن الله قد جازاه عليه في الدنيا جزاءً معجلًا بأن فتح عليه ووسع عليه، كما أراد أن يوسع على المسلمين، ووفقه إلى أن ينال هذا الشرف العظيم، شرف زيارة بيت الله الحرام، سائلًا الله -عز وجل- أن يُخلّص قلوبنا من شوائب الدنيا وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم.