منها النهي عن النجوى.. "داعية" يوضح بعض التشريعات التي وردت في مراعاة المشاعر

  • 13
الفتح - أرشيفية

قال الدكتور أحمد شكري، الداعية الإسلامي: إن لحُسْنِ الخُلُق مكانة عظيمة في دين الإسلام، ومِن مظاهر حُسن مراعاة مشاعر الناس حال التعامل معهم؛ فلا يقتصر حُسْنُ الخُلُق على تَجَنُّبِ الإيذاء المادي، بل الحرص على تجنب جرح المشاعر -ولو بكلمة أو إشارة- هو أولى وأحرى،


 وأضاف "شكري" -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"-: وكذلك إيصال النفع المعنوي المتعلق بالمشاعر والأحاسيس أولى؛ فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (وأحَبُّ الأعْمَالِ إِلَى الله -عَزَّ وجَلَّ- سُرُورٌ تُدْخِلُهُ على مُسْلِمٍ أوْ تَكْشِفُ عنهُ كُرْبَةً أوْ تَقْضِي عَنْهُ دَيْنًا أوْ تَطْرُدُ عنهُ جُوعًا) [رواه الطبراني في المعجم الأوسط، وحسنه الألباني]، مشيراً إلى أن النبي -صلى الله عليه وسلم- جعل إدخال السرور على المسلم أحب الأعمال إلى الله، وذَكَرَه قبْل النفع المادي بقضاء الدين وطرد الجوع؛ مما يدل على أن النفع المعنوي أفضل مِن النفع المادي.


تشريعات لمراعاة المشاعر


وأشار الداعية الإسلامي، إلى أن هناك تشريعات كثيرة لمراعاة المشاعر، منها:


- تفضيل صدقة السِّر، قال الله -تعالى-: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِي وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) [البقرة:271]، لافتاً إلى أن صدقة السر ليست أفضل فقط لتحصيل الإخلاص، بل زيادةً على ذلك مُراعاةُ مشاعِرِ الفقراء.


- وقد جعل الله -تعالى- المَنَّ والأذى الذي يجرح مشاعر الفقير مما يُحبِط أجر الصدقة كما قال -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى) [البقرة:264].


- ومِن التشريعات كذلك: النهي عن النَّجوى، كما في الحديث عَنْ عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: قَالَ رَسُولُ اللّهِ -صلى الله عليه وسلم-: (إِذَا كُنْتُمْ ثَلاَثَةً فَلاَ يَتَنَاجَى اثْنَانِ دُونَ الآخَرِ، حَتّىَ تَخْتَلِطُوا بِالنّاسِ، مِنْ أَجْلِ أَنْ يحْزِنَهُ) [متفق عليه]


- وقد نبَّه العلماء على مراعاة مشاعر أصحاب البلاء؛ كما في شرحهم لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: (مَنْ رَأَى مُبْتَلًى فَقَالَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَافَانِي مِمَّا ابْتَلَاكَ بِهِ وَفَضَّلَنِي عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقَ تَفْضِيلًا لَمْ يُصِبْهُ ذَلِكَ الْبَلَاءُ) [رواه الترمذي، وصححه الألباني]. قال السندي: "يَنْبَغِي أَنْ يُخْفِي بِهِ صَوْتَهُ لِئَلَّا يَنْكَسِرَ بِهِ خَاطِرُ الْمُبْتَلَى" [حاشية السندي على سنن ابن ماجه].