منها أنهن غراس الجنة ومكفرات للذنوب.. "داعية" يذكر فضل "سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر"

  • 13
الفتح - أرشيفية

إن اطمئنان القلب يرتبط بذكر الله تعالى؛ لأنَّ الذِّكر مفتاح الأمان والاطمئنان، وهو سرٌ بين العبد وربِّه، وفيه يستشعر العبد قربه من الله ويزيد من روحانيته ورقَّة قلبه، وشغل العبد لسانه بذكر الله خيرٌ له من أن يشغله في الكلام العادي الذي قد يكون من الغيبة والنَّميمة، قال تعالى: {الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28].

وأشار الداعية الإسلامي سعيد محمود، إلى معنى قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. لاَ يَضُرُّكَ بَأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ" [رواه مسلم]، موضحًا أن:
- سبحان الله: تنزيه الله عن كل ما لا يليق به، مما ادعاه الكافرون، أو ظنه المبطلون، من (الولد، الفقر، الشريك، صفات المخلوقين).
- الحمد لله: إثبات لأنواع الكمال لله في أسمائه وصفاته وأفعاله، وهو الثناء بالكلام على وجه التعظيم، ومورده اللسان والقلب.
- لا إله إلا الله: الإله: المعبود المطاع، والمقصود: نفي الإلهية عن كل ما سوى الله، وهي دعوة الرسل، وقامت عليها الخصومة "خَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].
- الله أكبر: إثبات لعظمة الله تعالى وأنه لا شيء أكبر منه (المال - الولد - النساء - السلطان - السماء والأرض).

وذكر الداعية الإسلامي -في مقال له عبر موقع "صوت السلف"- أن من من فضائل هذا الذكر ما يلي:

1- أنهن أحب الكلام إلى الله ورسوله:
عن سمرة بن جندب -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "أَحَبُّ الْكَلاَمِ إِلَى اللَّهِ أَرْبَعٌ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ. لاَ يَضُرُّكَ بَأَيِّهِنَّ بَدَأْتَ" [رواه مسلم]، وعن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ أَحَبُّ إِلَىَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ" [رواه مسلم].

2- الثواب العظيم ولاسيما مع العجز والكبر:
عن أم هانئ -رضي الله عنها- قالت للنبي -صلى الله عليه وسلم-: "إني قَدْ كَبِرْتُ وَضَعُفْتُ، فمرني بِعَمَلٍ أَعْمَلُهُ وَأَنَا جَالِسَةٌ. قَالَ: سبحي اللَّهَ مِائَةَ تَسْبِيحَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ رَقَبَةٍ تُعْتِقِينَهَا مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ واحمدي اللَّهَ مِائَةَ تَحْمِيدَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ فَرَسٍ مُسْرَجَةٍ مُلْجَمَةٍ تَحْمِلِينَ عَلَيْهَا في سَبِيلِ اللَّهِ وَكَبِّرِي اللَّهَ مِائَةَ تَكْبِيرَةٍ فَإِنَّهَا تَعْدِلُ لَكِ مِائَةَ بَدَنَةٍ مُقَلَّدَةٍ مُتَقَبَّلَةٍ وهللي اللَّهَ مِائَةَ تَهْلِيلَةٍ، تَمْلأُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلاَ يُرْفَعُ يَوْمَئِذٍ لأَحَدٍ عَمَلٌ إِلاَّ أَنْ يأتي بِمِثْلِ مَا أَتَيْتِ بِهِ" [رواه أحمد، وحسنه الألباني].

3- مكفرات للذنوب:
عن أنس -رضي الله عنه-: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَرَّ بِشَجَرَةٍ يَابِسَةِ الْوَرَقِ فَضَرَبَهَا بِعَصَاهُ فَتَنَاثَرَ الْوَرَقُ فَقَالَ: إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ لَتُسَاقِطُ مِنْ ذُنُوبِ الْعَبْدِ كَمَا تَسَاقَطَ وَرَقُ هَذِهِ الشَّجَرَةِ" [رواه الترمذي، وحسنه الألباني].

4- أنهن غراس الجنة:
عن عبد الله مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "لَقِيتُ إِبْرَاهِيمَ لَيْلَةَ أُسْرِىَ بِي فَقَالَ يَا مُحَمَّدُ أَقْرِئْ أُمَّتَكَ مِنِّى السَّلاَمَ وَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ الْجَنَّةَ طَيِّبَةُ التُّرْبَةِ عَذْبَةُ الْمَاءِ وَأَنَّهَا قِيعَانٌ -الأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ الْخَالِيَةُ مِنْ الشَّجَرِ- وَأَنَّ غِرَاسَهَا سُبْحَانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ" رواه الترمذي، وحسنه الألباني.

5- ليس أحد أفضل عند الله من مؤمن يعمر في الإسلام يكثر منهن:
عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَدَّادٍ -رضي الله عنه-: "أَنَّ نَفَراً مِنْ بني عُذْرَةَ ثَلاَثَةً أَتَوُا النبي -صلى الله عليه وسلم- فَأَسْلَمُوا، فَقَالَ النبي -صلى الله عليه وسلم-: مَنْ يَكْفِنِيهِمْ؟ قَالَ طَلْحَةُ: أَنَا، قَالَ: فَكَانُوا عِنْدَ طَلْحَةَ، فَبَعَثَ النبي -صلى الله عليه وسلم- بَعْثاً فَخَرَجَ فِيهِ أَحَدُهُمْ فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ بَعَثَ بَعْثاً فَخَرَجَ فِيهِ آخَرُ فَاسْتُشْهِدَ، ثُمَّ مَاتَ الثَّالِثُ عَلَى فِرَاشِهِ، قَالَ طَلْحَةُ: فَرَأَيْتُ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ الَّذِينَ كَانُوا عِنْدِي فِي الْجَنَّةِ فَرَأَيْتُ الْمَيِّتَ عَلَى فِرَاشِهِ أَمَامَهُمْ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَخِيراً يَلِيهِ، وَرَأَيْتُ الَّذِي اسْتُشْهِدَ أَوَّلَهُمْ آخِرَهُمْ، فَدَخَلَنِي مِنْ ذَلِكَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ -صلى الله عليه وسلم- فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم-: وَمَا أَنْكَرْتَ مِنْ ذَلِكَ لَيْسَ أَحَدٌ أَفْضَلَ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ مُؤْمِنٍ يُعَمِّرُ فِي الإِسْلاَمِ لِتَسْبِيحِهِ وَتَكْبِيرِهِ وَتَهْلِيلِهِ" [رواه أحمد، وحسنه الألباني].

6- أنهن جُنة لصاحبهن من النار.. وهن الباقيات الصالحات:
عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "خذوا جنتكم قالوا يا رسول الله، أَمِنْ عدوٍ قد حضر؟ قال: لا، ولكن جنتكم من النار قولُ سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر؛ فإنهن يأتين يوم القيامة مجنبات ومعقبات، وهن الباقيات الصالحات" [رواه النسائي في السنن الكبرى، وحسنه الألباني].

7- أنهن ينعطفن حول العرش يذكرن بصاحبهن:
عن النعمان بن بشير قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ مِمَّا تَذْكُرُونَ مِنْ جَلاَلِ اللَّهِ التَّسْبِيحَ وَالتَّهْلِيلَ وَالتَّحْمِيدَ يَنْعَطِفْنَ حَوْلَ الْعَرْشِ لَهُنَّ دَوِيٌّ كَدَوِىِّ النَّحْلِ تُذَكِّرُ بِصَاحِبِهَا أَمَا يُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَكُونَ لَهُ -أَوْ لاَ يَزَالَ لَهُ- مَنْ يُذَكِّرُ بِهِ" [رواه ابن ماجه، وصححه الألباني].

8- أنهن من المثقلات في الميزان:
عن أبي سلمى قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: "بخ بخ، وأشار بيده لخمس، ما أثقلهن في الميزان، سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، والولد الصالح يتوفى للمرء المسلم فيحتسبه" [رواه ابن حبان، وصححه الألباني].

9- صدقة الفقراء:
عن أبي ذر -رضي الله عنه-: "أَنَّ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالُوا للنبي -صلى الله عليه وسلم-: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّى وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْ، قَالَ: أَوَلَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ" [رواه مسلم].

10- أنهن يُجْزئن عن القرآن الكريم في حق من لا يحسنه:
عَنِ ابْنِ أَبِي أَوْفَى -رضي الله عنه- قَالَ: "جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ: إني لاَ أَسْتَطِيعُ أَنْ آخُذَ شَيْئًا مِنَ الْقُرْآنِ، فعلمني شَيْئًا يُجْزِئْنِي مِنَ الْقُرْآنِ، فَقَالَ: قُلْ: سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ" [رواه أبو داود والنسائي، وحسنه الألباني].