الأزمة الأوكرانية ... جدل دائم بين موسكو و واشنطن

  • 109
فلادمير بوتين وباراك أوباما

عنونت الأزمة الأوكرانية حرباً كلامية جديدة بين موسكو وواشنطن ، وذلك على خلفية تلويح البيت الأبيض بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، بسبب تدخلاتها شرقي أوكرانيا ودعمها للانفصاليين هناك، فقد حذر نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أثناء زيارته كييف ، روسيا من مواجهة ما أسماه "عزلة إضافية".

وقال بايدن بعد لقائه الرئيس الأوكراني بترو بوروشنكو إنه من غير المقبول في القرن الحادي والعشرين أن تحاول دولة اعادة رسم حدود بالقوة لمجرد أنها تعارض قراراً اتخذته جارتها، وحذر بايدن من انه اذا لم تلتزم روسيا بتعهداتها بموجب اتفاقات مينسك الموقعة في سبتمبر الماضي فإنها ستدفع ثمنا أكبر، وستواجه المزيد من العزلة.

وتنص اتفاقية مينسك الموقعة في العشرين من شهر سبتمبر الماضي بين الحكومة الأوكرانية والانفصاليين الأوكرانيين، على "وقف اطلاق النار واقامة منطقة منزوعة السلاح على عرض 30 كلم، وسحب المدفعية الثقيلة من الجانبين لمسافة 15 كلم من "خط التماس" بينهما.

كما تنص كذلك على منع المقاتلات الجوية والطائرات بدون طيار من التحليق فوق المنطقة المنزوعة السلاح، التي ستكون تحت اشراف منظمة الامن والتعاون في أوروبا ،وعدم دخول كل المجموعات المسلحة والمعدات العسكرية والمقاتلين والمرتزقة الى هذه المنطقة - في اشارة إلى القوات الروسية".

وفي المقابل اتهم وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف الغرب بالسعي إلى "تغيير النظام" في روسيا، وقال لافروف إن الساسة في الغرب يقولون إنه من الضروري فرض عقوبات على موسكو من شأنها تدمير الاقتصاد الروسي، والتسبب في اندلاع احتجاجات شعبية تفضي إلى تغيير النظام.

وأشار لافروف إلى أن هذه العقوبات لا تشبه العقوبات التي طبقت ضد كوريا الشمالية أو إيران بحيث لا تؤذي ولا تصيب إلا النخبة ،ولا تتسبب بأضرار في المجال الاجتماعي والاقتصادي، ونفى لافروف أن تكون روسيا مهددة بالعزلة، كما حذرها نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن لكنه أقر بأن العلاقات مع أوروبا قد تغيرت، وأوضح أنه ليس في نية موسكو وقف التعاون مع أوروبا، لكن كل طرف يدرك أنه لم يعد ممكنا أن تستمر الأمور كما في السابق.

وكانت روسيا قد رفضت تقرير بعثة مراقبة حقوق الإنسان في الأمم المتحدة الخاص بالوضع في أوكرانيا وجاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية ، أن التقرير يشوه الوقائع بشأن الوضع على الحدود الروسية الأوكرانية، ويدعم فكرة وجود عسكريين روس في شرق أوكرانيا، وذلك استناداً إلى مصادر مشكوك فيها- حسب بيان الخارجية .

وعبر بيان الخارجية عن أمل موسكو في ان تحقق الأمم المتحدة في وجود مقابر جماعية لمدنيين بمقاطعة دونيتسك يعتقد أن القوات الأوكرانية قامت بإعدامهم