حدث في مثل هذا الشهر "جمادى الثاني" (1)

  • 196


1-
موقعة "اليرموك"، عام 13 هـــ، بين المسلمين والروم، وتم كسر الروم فيها، وانتصر المسلمون بقيادة خالد بن الوليد -رضي الله عنه- انتصارا ساحقًا، وتم فتح بلاد الشام التي كانت الطريق إلى فتح بيت المقدس، وفيها قال خالد بن الوليد -رضي الله عنه- مقولته الشهيرة: "لقد أتيتكم بأناس يحبون الموت كما تحبون الحياة، ولو رُفِعتم إلى السماء لرفَعَنا اللهُ إليكم".

2- فتح مِصْر، بقيادة عمرو بن العاص، عام 20 هــ، وعندما تأخر فتح مصر عن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- أرسل إلى عُمَر -رضي الله عنه- يطلب منه المدد، فقال له عُمَر -رضي الله عنه-:  "لأرسلن إليك بأربعة رجال كل واحد منهم بألف، الزبير بن العوام حواري النبي والمقداد بن الأسود وعبادة بن الصامت ومسلمة بن مخلد".

3- سرية "ذات السلاسل"، عام 8 هــ، وسببها أنه بلغ النبي أن جمعًا من قبيلة قُضاعة قد تجمعوا يريدون أن يدنوا إلى أطراف المدينة، فدعا عمرو بن العاص فعَقَد له لواءً أبيض، وجعل معه رايةً سوداء، وبعثه في 300 من سُراة المهاجرين والأنصار، ومعه 30 فَرَسًا، وأمَرَه أن يستعين بمن يمرّ به من قبائل بلى وعذرة وبلقين.. فسار بالليل وكمن النهار، فلما قرب من القوم بلغه أن لهم جمعًا كثيرًا، فبعث رافع بن مكيث الجهني إلى النبي يطلب منه المدد، فبعث إليه أبا عبيدة بن الجراح في 200، وعَقَد له لواءً، وبعث معه سُراة المهاجرين والأنصار وفيهم أبو بكر وعمر بن الخطاب، وأمره أن يلحق بعمرو وأن يكونا جميعًا ولا يختلفا.. ولقي في آخر ذلك جمعًا فحمل عليهم المسلمون، فهربوا في البلاد وتفرقوا، ثم قَفَل، وبعث عوف بن مالك الأشجعي بريدًا إلى النبي فأخبره بقُفولهم وسلامتهم وما كان في غَزَاتهم.

4- غزو هارون الرشيد "الروم"، في عام 165 هــ، وانتصر عليهم، وعقد هدنة لمدة 3 سنوات.. وهارون الرشيد كان يغزو عامًا ويحجّ عامًا، وكان ينظر إلى القبر ويبكي ويقول: "يا من لا يزول ملكه ارحم من قد زال ملكه"، وكان يقول للسحابة "أمطري حيث شئتِ فسوف يأتيني خَراجُك" وذلك من سعة فتوحات الدولة الاسلامية، وقد أرسل رسالة إلى قائد الروم وقال فيها: "من هارون الرشيد أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم، يا ابن الكافرة، إن الأمر ما ترى لا ما تسمع، لأرسلن إليك بجيش أوله عندك وآخره عندي".. نقول ذلك لمن يزور التاريخ ويقول بأن عصر هارون الرشيد كان عصر مُجُونٍ وغِناءٍ ورقص وخمر والعياذ بالله.. وفي مثل هذا الشهر أيضًا تُوفّي هارون الرشيد عام 193 هــ.

@@@@@@@@@@@@@@@@@@

حدث في مثل هذا الشهر "جمادى الثاني" (2)

بقلم- د. أحمد حمدي       

5- غزوة "ذي قرد" عام 6 هــ، وصَلّى النبي ﷺ صلاة الخوف.

6- تمت في مثل هذا الشهر أيضًا: مبايعة عُمَر -رضي الله عنه بالخِلافة عام 13 هــ.

7- حدث أيضًا في مثل هذا الشهر: وفاة أبي بكر الصِدّيق -رضى الله عنه- عام 13 هــ، وأبو بكر هو أول من أسلم من الرجال، وأتى في اليوم الأول بخمسة من العشرة المُبَشّرين بالجَنّة، وهم الزُّبَير بن العَوّام وسعد بن أبي وَقّاص، وعبد الرحمن بن عوف، وأبو عبيدة بن الجَرّاح، وعثمان بن عَفّان، وفي اليوم الثاني أتى بثلاثة، وفي اليوم الثالث أتى باثنين.. وأبو بكر -رضي الله عنه- هو الذي صَدّق النبي في الإسراء والمعراج حين كَذبه الناس، وهو الذي صَحِب النبي في الهجرة، فهو ثاني اثنين في الغار، وهو الذي قال عنه النبي ﷺ: "أرحم أُمّتي بأُمّتي أبو بكر "، وهو الذي أخرج مالَه كُلّه -أكثر من مَرّة- في سبيل الله، وكان أميرًا على الحج في العام التاسع من الهجرة.. أبو بكر -رضي الله عنه- إيمانه يزِن أُمّةً، وقد استخلَفَه النبي في مرض موتِه لإمامَةِ المسلمين في الصلاة، و اختاره الصحابة في سقيفة بني ساعدة لخِلافة المسلمين بعد وفاة النبي ، ووقف -رضي الله عنه- أمام مانعي الزكاة، ومُدّعي النُبُوّة "مسيلمة الكذاب، وسَجَاح، والأسود العنسي، وطليحة الأسدي"، وكذلك في حروب الرِدّة؛ حتى حفظ الله به الدين، وبدأ الفتوحات الإسلامية في العراق.. كل ذلك في سنتين فقط، وفي مرض موته أوصى بترشيح عُمَر -رضي الله عنه- لقيادة الأُمّة بعد وفاته نصيحة لله ورسوله.

فما أحرانا أن نعيش مع سيرة هؤلاء الأفذاذ من الرعيل الأَوّل؛ ليكونوا الأسوة والقُدوة لشبابنا، في وقت أصبح فيه القدوة باللاعبين والمُمَثِّلين والمطربين وأصبحوا هم نجوم المجتمع، وكذلك في زمن يشتد فيه حقد وسب ولعن الشيعة لهؤلاء الأطهار الأتقياء؛ فلابد أن نذبّ وندافع عنهم، فقد ضحّوا بدمائهم وأموالهم حتى وصل هذا الدين إلينا، رضي الله عنهم وأرضاهم.