بالحلم والأناة تطيب الحياة!

  • 188

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فإن مِن الخصال المحمودة، والشِّيم المْرضِيَّة الكريمة خُلُق "الحلم والأناة".

والحلم: عدم التعجل في العقوبة لمَن عصى، وسعة الصدر وقوة التحمل والصبر.

والأناة: عدم التعجل في الأمور؛ لأن العجلة كما تقول العرب: "أم الندامات!"، فالتأني هو التريث وعدم التعجل، وذلك يحتاج إلى صبرٍ وحلمٍ، وقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- حليمًا في تعاملاته في بيته، ومع أصحابه حتى إن عائشة -رضي الله عنها- تكسر إناءً فيه طعام لإحدى أمهات المؤمنين أرسلته إليه، فما زاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على أن قال لأصحابه: (غَارَتْ أُمُّكُمْ) (رواه البخاري).

ومدح رجلًا مِن أصحابه -رضي الله عنهم- في وفد عبد القيس، وهو أشج عبد القيس، وقال له: (إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ) (رواه مسلم)، وهي لا تكون إلا في مكارم الناس وأكابرهم، ولا حجة لأحدٍ يدعي أنه سريع الغضب، وأنه قد طُبِع على ذلك ولا يستطيع تغيير هذه الصفة؛ لأنه -صلى الله عليه وسلم- قال: (إِنَّمَا الْعِلْمُ بِالتَّعَلُّمِ، وَالْحِلْمُ بِالتَّحَلُّمِ) (رواه الطبراني، وحسنه الألباني).

فإن الحياة لا تطيب مع سريع الغضب، والذي يتعجل في أموره يفسِد أكثر مما يصلح.

ولا تنجح دعوة مِن الدعوات وأفرادها سريعو الغضب متعجلون.

ولا يستقر بيت مسلم ورب الأسرة متعجل غير حليم ولا رفيق، ولا يتصف بالتأني؛ فصفة الحلم والأناة في المسلم سر نجاحه وفلاحه، وسعادته.

فاللهم كملنا وجملنا، بالحلم والأناة.