إيران تغذي المنطقة بالطائفية.. ومطالبات بضرورة مواجهة أطماع الدولة الفارسية

  • 116
أرشيفية

قديما كان للعرب والمسلمين سيادتهم وقوتهم وهيبتهم بين دول العالم الخارجي، وكان الغرب يخشى غضبة بلاد المسلمين، فلم يقوى وقتها أن يقتحم أحدهم بلاد المسلمين، أو يلحق الأذى بقرية صغيرة تتبع الأرضي العربية، وعندما هان العرب وانتشرت بينهم روح الفرقة والانقسام وسعو نحو أهدافهم الشخصية وسار لكل منهم أطماعه؛ ضعفت قوتهم وضاعت هيبتهم ولحق العجز والمرض بدولة المسلمين وتشتتت أمة "إقرأ" ومن يومها وحتى اليوم يذوق العرب والمسلمين أقسى أنواع الظلم والاستهانة، ويلهو الجميع في بلادنا.


بدء الأمر بفلسطين التي احتلها اليهود عنوة أمام الجميع، ودمر الأمريكان العراق، واليوم يسيطر فرس إيران على سوريا واليمن ولبنان والعراق أيضا ويبحثون عن باقي الدول، ومع كل هذا لازال العرب صامتين، عاكفين عن التحرك والهمة لإنقاذ أوطانهم، فلم يعد الأمر يتوقف فقط على الوحدة والشراكة بين الدول العربية، بل ساءت كل الأوضاع الداخلية للدول، وقبل الحديث عن توحيد الصف والبحث عن المصالح المشتركة؛ وجب عليهم أولًا إصلاح أحوالهم الداخلية وتضميد جروح مجتمعاتهم.


وتعليقًأ على تلك الأوضاع، قال اللواء عبد الرافع درويش، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الأوضاع داخل الدول العربية تؤكد ضرورة إنشاء جيش عربي موحد قوي قادر على ردع أي عدوان، مشيرا إلى توافر القدرات العسكرية والقتالية والمالية لدى الدول العربية يشير لسهولة تكوين جيش واحد يدافع عن الأمة بأسرها ولا يتبقى سوى إزالة الخلافات "العربية- العربية" وتوحيد الجهود والبحث عن الأهداف والمصالح المشتركة.


وأضاف الخبير العسكري في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن الغرب الذي لا تربطه أعراق ولا أصول واحدة يفعل ذلك، متسائلًأ: "لماذا لا تتم تنحية الخلافات العربية، من أجل الارتقاء بمصالح الشعوب العربية؟".


وندد درويش بسيطرة إيران على 4 دول عربية وهي لبنان واليمن وسوريا والعراق ولازالت الدول العربية متغافلة وكأنها لا ترى ما يحدث، مطالبًا الدول العربية بالنظر إلى السياسة الإيرانية والتركية فرغم كل ما يحملونه لبعضهم من عداء تجمعهم المصالح، وكذلك التعاون التركي الإسرائيلي.


ودعا الخبير الاستراتيجي المسئولين والقادة العرب لضرورة مواجهة طهران مواجهة سياسية وثقافية ودبلوماسية لإنقاذ الشرق الأوسط من الأيادي الفارسية.


أكدت المملكة العربية السعودية، أن إيران لا تزال مستمرة في نهجها العدواني تجاه المنطقة، وأن استمرار تدخلها فـي الشؤون الداخلية للدول العربية خلق حالة من التوتر وعدم الاستقرار.


وأوضحت المملكة العربية السعودية، في بيان لها أن الاعتداءات على حدود المملكة وإطلاق الصواريخ على مُدنها من قِبَل الإنقلابيين، ما كانت لتحدث لولا الدعم والتشجيع لهم من قِبَل النظام الإيراني، الأمر الذي وصل إلى تحريضهم لتهديد الملاحة الدولية في المنطقة، وإطلاقهم لصاروخ "باليستي" من محافظة "صعده" مستهدفاً منطقة "مكة المكرمة"، والذي نجحت قوات التحالف في اعتراضه على بُعد 65كم من "مكة المكرمة".


قال الدكتور علي الحبيبي، أستاذ العلوم السياسية، إن المنطقة العربية تمر بمرحلة تشدد طائفي تغذيه العناصرالإيرانية الموجود في الأراضي العربي، مؤكدًا أن الدعم الإيراني لا ينقطع عن حزب الله والحوثيين والحشد الشعبي في العراق وجنود طهران في سوريا، وأن إيران ستصل لمرحلة الحصول على أهدافها قريبًأ إن لم تتحرك الدول العربية.


وتابع الحبيبي في تصريح خاص لـ"الفتح"، أن إيران تعمل على تصدير الثورة داخل الدول العربية، وتسعى لمحو الهوية العربية داخل مجتمعاتنا لتحل بدلًا منها الثقافة الإيرانية، محذرًا من سياسات طهران العنصرية داخل المنطقة.


وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن الدول العربية إن لم تتحرك فستضيع اليمن وسوريا نهائيًا، متعجبًا من الاعتماد العربي على روسيا وأمريكا وهم من يدعمان طهران في مواجهة الدول العربية، قائلًأ، "كيف أنتظر المساعدة ممن

يساعد عدوي"، موجهًا الأنظار ناحية الأوضاع في الموصل وعدوان الإيرانيين على المدنيين.


وأضاف الحبيبي أن السيطرة الإيرانية حاليًا في أشد قوتها ولابد من إيقاف ذلك التمدد الاستراتيجي لإيران، وأن يكون التحرك السياسي العربي على مستوى الحدث، وإن لم يتم إنقاذ سوريا واليمن فعلينا أن ننتظر الدور ونتسائل من الدولة القادمة.