انتهكت ميليشيات الحوثي الهدنة كعادتها ووجهت صواريخها فجر أول أمس السبت نحو الأراضي اليمنية التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، كما أطلقت قاذفاتها نحو المملكة العربية السعودية، وقال المتحدث باسم قوات التحالف العربي اللواء أحمد عسيري إن جماعة الحوثي وحلفاءهم ارتكبوا أكثر من 180 خرقا للهدنة.
وأكد "عسيري"، في تصريحات متلفزة، أن الحوثيين والموالين لهم من قوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح ارتكبوا في الساعات العشر الأولى من الهدنة المعلنة لمدة 48 ساعة، نحو 150 خرقا داخل اليمن وأكثر من ثلاثين على الحدود اليمنية السعودية.
وقالت رئاسة هيئة الأركان العامة للجيش اليمني إنها رصدت ثلاثمئة وثمانية وعشرين خرقاً للهدنة من مليشيا الحوثي وصالح في عدد من المحافظات، خلال الثماني عشرة ساعة الماضية، وأكثر الخروقات كانت في مدينة تعز التي سجلت مئة وستة وستين خرقاً، ومحافظة الجوف بتسعة وستين خرقا.
وتعليقًا على ذلك، قال الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، إن الحوثيين يطبقون خطة إيران المُحكمة داخل الأراضي اليمنية، والتي على رأسها استنزاف القدرات السعودية المادية والعسكرية والبشرية، مما يؤكد أن الحوثيين ومن خلفم طهران لن يريدو أي هدنة بل إنهم سيعملو على فشل أي هدنة دولية أو أممية.
وأكد أستاذ علم الاجتماع السياسي في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أن ما يحدث في اليمن مرتبط بوقف المساعدات السعودية للمعارضة السورية لإرغام السعودية على إرسال كل الأموال للمعركة في اليمن، حيث تعتبر إيران أن ذلك نصرًا على المملكة، وتستهدف زيادة إرباك الرياض وتضيق الخناق عليها ولهذا لم يضع الحوثيين بالـ"لا للهدنة".
وأضاف "صادق" أن إيران لا تريد الوصول لأي نقاط اتفاقية خلال مفاوضات اليمن، بل تريد أن تزيد بؤر الصراع، وتحتدم المعارك بشكل أكبر، ظنًا منها أن المملكة سوف تستسلم وقتها.
كما قالت الدكتورة درية شفيق، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان، إن النظام الإيراني هو المسئول الأول عن كل الجرائم والانتهاكات الإنسانية التي تحدث في المدن والقرى اليمنية، مضيفة أن تمويل الحوثيين ودعمهم الكامل ليس إلا للنيل من المملكة العربية السعودية، أقوى دول الخليج، لأن إيران تعلم أن السيطرة على السعودية تعني السيطرة على الخليج العربي بأكمله.
وحذرت "شفيق" من سوء الأوضاع الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن، وتردي الأوضاع الصحية وانتشار الأمراض الخطيرة مثل الكوليرا في ظل انعدام الدواء والغذاء، مطالبة الإعلام العربي والدولي بإلقاء الضوء على المعاناة اليمينة.
وأكدت أستاذ العلوم السياسية، في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، أنَّ هاجس الدولة الفارسية يسيطر على الإيرانيين وهو ما يدعوهم لدعم الإرهاب في كل الدول العربية، مشددة على أنه بالرغم من تأثير المخططات الإيرانية على الأوضاع الاقتصادية الداخلية في طهران إلا أن أحلامهم التي لن تتحقق تدفعه لفعل أي شيء حتى ولو على حساب المواطن الإيراني.
وقال الخبير اليمني محمود الطاهر، إنَّ خرق الحوثيين للهدنة أمر طبيعي حيث أنهم لا يسعون نحو السلام أو وقف استخدام السلاح، مشيرًا إلى أن جماعة الحوثي تسعى لتدمير المدن اليمنية ليسهل عليهم السيطرة على الدولة اليمنية لاحقًا، كما أن الهدنة لا تتناسب مع الأهداف الحوثية التى ترغب في إشعال نار الحرب حتى تصل للحكم، والهدنة لا تساعد على ذلك.
وأضاف الخبير اليمني في تصريحات خاصة لـ"الفتح"، كل كبيرة وصغيرة تحدث في اليمن أو بمعنى أدق أي فعل يصدر من الحوثيين هو أمر إيراني مباشر للحوثيين لتنفيذه، وأن إيران لن توقف الحرب في اليمن حتى تسيطر عليها بميليشيات الحوثي.
وأكد "الطاهر" أن الحوثيين دون دعم إيران لا يمثلون شيئًا، ويستطيع اليمنيون وحدهم القضاء عليهم وقتها.