خطر الفُحش.. وسبيل النجاة!

هبة الشامي

  • 79
صورة أرشيفية

.


إن الفُحش ظاهرة بذيئة، تقشعر منها الأبدان، وتبرأ منها تعاليم ديننا الحنيف، وإنه لمن المؤسف، أن يصبح هذا التلوث السمعي، أو البصري، أو اللفظي ظاهرة!!

إنه لخطر عظيم على أنفسنا وعلى أبنائنا، وعلى مجتمعاتنا إن لم نأخذ بأسباب النجاة منه، قال الله تعالى: {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}، وقال تعالى: {إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}، وقال تعالى: {لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ وكان الله سميعًا عليمًا}.

 

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ تَعَالى مَا يُلقِي لهَا بَالًا يَرْفَعُهُ اللَّه بهَا دَرَجاتٍ، وَإنَّ الْعبْدَ لَيَتَكلَّمُ بالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ تَعالى لا يُلْقي لهَا بَالًا يهِوي بهَا في جَهَنَّم"، فلنحذر..

وقال صلى الله عليه وسلم: "لأعلمنَّ أقوامًا من أمتي يأتون يومَ القيامةِ بحسناتٍ أمثالِ جبالِ تهامةَ بيضًا فيجعلُها اللهُ عزَّ وجلَّ هباءً منثورًا، قال ثوبانُ: يا رسولَ اللهِ صِفْهم لنا جَلِّهم لنا أن لا نكونَ منهم ونحنُ لا نعلمُ، قال: أما إنهم إخوانُكم ومن جِلدتِكم ويأخذون من الليلِ كما تأخذون ولكنَّهم أقوامٌ إذا خَلْوا بمحارمِ اللهِ انتهكُوها"، ما أعظمها من جرأة على الله جلّ وعلا!! ويا لها من حسرة!

وسبيل النجاة، هو اتباع تعاليم إسلامنا، من الكتاب والسنة، واتخاذ النبي -صلى الله عليه وسلم- قدوة، كما قال تعالى: {لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}.

أخرج البخاري عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- قال: "لَمْ يَكُنْ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَاحِشًا ولَا مُتَفَحِّشًا، وإنَّه كانَ يقولُ: إنَّ خِيَارَكُمْ أحَاسِنُكُمْ أخْلَاقًا.

يا من ثقل عليه قيام الليل، وشقّ عليه الصيام، أهدي إليك قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المؤمنَ لَيُدْرِكُ بحُسْنِ خُلُقِه درجةَ الصائمِ القائمِ".

وقال أيضا -صلى الله عليه وسلم-: "ما شيءٌ أثقلَ في ميزانِ المؤمنِ يومَ القيامةِ مِن خُلُقٍ حسنٍ، وإنَّ اللهَ يبغضُ الفاحشَ البذيءَ".

 

إن الأسرة هي النواة الأولى التي يتكون منها أفراد المجتمع، ولذلك يقع على عاتقها العبء الأكبر، في إنتاج مواطن صالح، كذلك يشترك في المسئولية، وسائل الإعلام، والمؤسسات المجتمعية المختلفة من المدارس، والجامعات، فلينطلق كل فرد منّا في مجاله، ولتكن دعوة لترسيخ حسن الخلق، للفوز برضا الله تعالى وبالقرب من النبي -صلى الله عليه وسلم- الذي قال: "إن من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يوم القيامة، أحاسنَكم أخلاقًا".