شاي مر

  • 107


 ربما ننسى يومًا أن نضع بعض السكر في كوب الشاي المحبوب،  وحين شوق تشرب بعمق فتفر منه، وتجزع نفسك!! كيف يستساغ هذا المرار، ويسرح بك الفكر فينتقل بك لحال الحياة، لو خالطها مثل هذا المرار وكيف تصبح بعض العلاقات أمرّ من هذا الشاي لو لم تُمْزَج بكلمات حلوة، فلا أمرَّ من كلمة قيلت بلا اكتراثٍ لأثرها، فبعضنا قد تخونه ألفاظه أو ربما ينسى تحلية حديثه بكلمة طيبة فتذوق من مُرَ حديثه الحنظل.

 لقد جُعِل الحلو ليستطب به الشراب والطعام الذي تحيا به الأجسام كما جُعِل طيب الكلام وحُلاه؛ ليستطب به السماع في الأنسِ، والأمرِ والنهي والنصحِ،  فربما تحيا القلوب بكلمة حلوة،  لذا أُمرنا بحسن الموعظة وطيب الكلام، ورُفع مقام الكلمة الطيبة عاليًا؛ لتكون صدقة فربما تنجو بها يوم القيامة؛ كما نجا بها من تلقاها منك يومًا في الدنيا فعدَّل بحلوِ كلامك مسارَه، احبس علقمك على فمك، ولا تكن كريمًا فيه فهذا كرم مذموم، يَحْسُن  البخل فيه، ومن عجيب ما تجد أن العلم والوجدان يشيران   لحقيقة عجيبة أن الحلو موضع مذاقه طرفُ اللسان، فليكن كذلك نطقه والطرف سريع الحركة سهلها، وأيضا ما أسرع أثرها،  أما المرارة مذاقها أقصى اللسان فلا يمكنك التخلص منها بيسر وما أشقاه من عناء حينها تكاد تلفظ قلبك.

فاحفظوا حنظلكم رحمة بالقلوب فإنها تُذاق بالأعماق حيث لا سبيل للفظها دون أن تتشتت النفس ألمًا.