داعية: إحذروا التحول من الإيمان إلى المعاصي وقوموا أنفسكم على طريق الالتزام

  • 26
الفتح - الدكتور عبد العزيز خير الدين الكاتب والداعية الإسلامي

قال الدكتور عبد العزيز خير الدين الكاتب والداعية الإسلامي، إن بعض الناس عامة "والشباب على وجه الخصوص"، يتحول من الاستقامة والالتزام والهداية إلى الميل والانحراف، واتباع طرق الضلال، وأحيانًا يبرر لنفسه أسباب هذا التحول، لكن بداخله إحساس يضيق به صدره، واكتئاب يجعله لا يميِّز بين الحق والباطل.

وأوضح الكاتب في مقال له نشرته الفتح، إلى أن الشباب لا يدري أن سبب هذا التحول وهذا الانتكاس: أنه من البداية لم تكن استقامته على أساس قويم، ومنهج سليم، وضوابط شرعية، وفهم للنصوص من خلال علماء أجلاء، بل عَبَد الله واختار طريق الالتزام على ترددٍ دون معرفة بالسنن الكونية؛ فتجده مِن أول اختبار ينقلب ويخسر.

وأشار الداعية إلى قوله -تعالى-: (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ) (الحج: 11)، موضحًا أن النبي -صلى الله عليه وسلم- استعاذ من الحور بعد الكور كما جاء في صحيح مسلم وسنن الترمذي من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَرْجِسَ -رضي الله عنه- قال: "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سَافَرَ يَتَعَوَّذُ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمُنْقَلَبِ، وَالْحَوْرِ بَعْدَ الْكَوْرِ، وَدَعْوَةِ الْمَظْلُومِ، وَسُوءِ الْمَنْظَرِ فِي الْأَهْلِ، وَالْمَالِ".

وبيَّن أن معنى قول النبي الحور بعد الكور أي: إِنَّمَا هُوَ الرُّجُوعُ مِنَ الْإِيمَانِ إِلَى الْكُفْرِ، أَوْ مِنَ الطَّاعَةِ إِلَى الْمَعْصِيَةِ".

وحذر الداعية من هذا التحول، ناصحًا بالابتعاد عن أسبابه، مثل اتباع الهوى، والنفس الأمَّارة بالسوء، وأن يحرص المرء على التعلم والاستفادة من أهل العلم، ودراسة سيرة الصحابة -رضوان الله عليهم-، وأن يكثروا من طاعة الله، فإن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية، ولاينظر الإنساء لصغر المعصية ولكن ينظر إلى مَن عصى، وأن يتجنَّب أصدقاء السوء الذين يسهِّلون له -حتمًا- فعل المعاصي، وأن يرحل عن المكان والأجواء التي أغرقته بالمعاصي؛ لأن العاقبةَ وخيمة، فإن المرء يُبعَث على ما مات عليه.