ارتياح بعد إعلان "السيسي" عدم تعويم الجنيه مجددًا

خبراء: يحافظ على الطبقة المتوسطة.. ومصر بها فرص استثمار واعدة

  • 48
الفتح - أرشيفية

رحب سياسيون واقتصاديون بتصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي خلال مؤتمر الشباب، بعدم تعويم الجنيه مرة أخرى؛ للتخفيف عن كاهل المواطنين وحمايتهم، وعدم السماع لمطالبات الصندوق النقد الدولي مجددًا، وأكدوا أن العودة إلى تحرير سعر الصرف يقضي على ما تبقى من الطبقات المتوسطة وزيادة معاناة الطبقات الفقيرة، مطالبين الحكومة في الوقت نفسه بإصلاحات حقيقية وخلق فرص عمل وتعظيم الإنتاج.

وحسم الرئيس السيسي الجدل بشأن تعويم جديد لسعر الجنيه مقابل الدولار؛ حسب اتفاق مصر مع صندوق النقد الدولي، حيث أكد وقف التعويم، لأنه سيؤثر سلبًا على حياة المواطنين، وحتى لو تعارض ذلك مع مطالب صندوق النقد.

وقال الرئيس السيسي خلال مؤتمر الشباب: إن خطوة التعويم من شأنها أن تضر بالأمن القومي والمواطنين، وتابع: "نحن مرنين فيه، لكن عندما يتعرض الموضوع لأمن مصر القومي وممكن يضيع المصريين، لا نستطيع فعل ذلك".

وكان البنك المركزي خفّض قيمة الجنيه نحو 50% منذ فبراير 2022، بعدما دفعت الحرب الروسية الأوكرانية المستثمرين الأجانب إلى سحب أكثر من 20 مليار دولار من أسواق أدوات الخزانة، ما تسبب في نقص حاد بالعملة الأجنبية.

ويرى الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، أن قرار عدم تعويم الجنيه ينحاز للطبقات المتوسطة والفقيرة التي تعاني جراء ارتفاع كبير للغاية في الأسعار والمحروقات".

وبيَّن "عبده" في تصريحات لـ "الفتح" أن الحكومة انصاعت لشروط قاسية من صندوق النقد الدولي، وما كان لها أن تقبل بمثل هذه الشروط، لاسيما أنه كانت لدينا حلول كثيرة قبل الذهاب للصندوق من الأساس، وبعد ذلك ترفض الحكومة اللعب مع الصندوق".

وأضاف: صندوق النقد وضع شروطًا مبالغًا فيها وتعجيزية، لأنه يبحث عن مصلحته فقط وما يعود عليه بالنفع جراء القروض، ومن هذه الشروط تفعيل سياسة ملكية الدولة وبناءً عليها طرح نحو 32 شركة وبنكًا.

وتابع: "الغريب أن الصندوق اتفق مع مصر بخصوص الدفعة الأخيرة من القرض والتي تبلغ 3 مليارات دولار، أن تحصل عليهم مصر على 8 دفعات، أي حوالي 347 مليونًا في كل دفعة وهي مبالغ غير مجدية، وما كان لنا أن نقبل بشروط مقابل هذه المبالغ الزهيدة".

واستطرد: كما أن مصر عليها أعباء ديون خلال العام المالي الجاري مستحقة السداد بقيمة 17.6 مليار دولار، والحقيقة أن ما ذكره الصندوق أن المجموعة الاقتصادية ضعيفة صحيح، ولا توجد لديها أفكار خارج الصندوق".

وأشار الخبير الاقتصادي إلى أن هناك دولًا كانت ظروفها أصعب من مصر 1000 مرة، وهي: سنغاورة والبرازيل وإندونيسيا، مؤكدًا أن حل الأزمة الاقتصادية لن يكون إلا بسواعد وعقول المصريين، وزيادة العمل وتشجيع المستثمرين وإعطاء مميزات على من يساهم في زيادة الإنتاج.

وفي السياق ذاته، أوضحت راوية مختار، عضو مجلس النواب عن محافظة البحيرة، أن حديث الرئيس السيسي عن التعويم مجددًا يؤكد إحساسه بالبسطاء ومحدودي الدخل جراء غلاء الأسعار.

وأشارت مختار في تصريح خاص، إلى أن الحل يكمن في تشجع الإنتاج وخلق فرص العمل للشباب وزيادة الإنتاج لتقليل حجم الواردات، كما يجب مواجهة الفساد، وتذليل العقبات بشكل حقيقي أمام الصُنّاع، كذلك مواجهة السوق السوداء من الدولار.

وأضافت: كما أن مواجهة السوق السوداء من الدولار يسهم في تدفق العملة الصعبة بالطرق الشرعية والطبيعية لتدخل إلى البنوك ولا تذهب إلى أيادي معدومي الضمير والمتربحين.