• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • محذرًا من الانعزال في مواقع التواصل وجماعات التطرف.. داعية: يريدون أن يفصلوا المجتمع عن دينه وقيمه ووطنه

محذرًا من الانعزال في مواقع التواصل وجماعات التطرف.. داعية: يريدون أن يفصلوا المجتمع عن دينه وقيمه ووطنه

  • 27
الانعزال الاجتماعي

قال غريب أبو الحسن، الكاتب والداعية الإسلامي، إن الإنسان يولد في هذه الدنيا وهو محاط بدوائر من الحماية والرعاية؛ من الأبوين والعائلة والمجتمع والدين والقيم والتراث والرموز، إلَّا أن شعار المرحلة التي نحياها اليوم هو: "تعالَ لنا وحدك!".

وحذر أبو الحسن في مقال له نشرته الفتح بعنوان "تعالَ لنا وحدك"، من خطر مواقع التواصل الاجتماعي على المجتمع، موضحًا أن كلمة "تعال لنا وحدك نسمعها أيضًا من مواقع التواصل الاجتماعي حين توفر منبرا لكل إنسان في بيته، تقول له بم تفكر الآن؟.

ونبَّه أبو الحسن كل فرد إلى ما توفره مواقع التواصل من منابر تستطيع أن تقول فيها كل ما تريد دون رقيب أو حسيب؛ وتوفر لك الجمهور الذي يستمع إليك، وتجعل ذلك الجمهور يتفاعل معك فتغتر بهم ويغتروا بك، فتنعزل بهم عن المجتمع وينعزلوا بك عن أهل الخبرة والاختصاص، تطلب ود جمهورك فتتحدث فيما يطلبه المشاهدون، وإن خالفتَ حالة الجمهور العاطفية العامة انهالت عليك التعليقات السلبية، فلا تمارس إصلاحًا حقيقيًّا، ولكن تكون رأسًا في مواقع التواصل والتي تقود توجهاتها إعجابات جمهور أبهرته الصورة أكثر من المضمون!

وأكد أنه لم ينجُ من ذلك حتى بعض الدعاة الذين لا يتكلمون إلا فيما يرضي عاطفة الجمهور، ويتجنبون تمامًا أن يتكلموا في مواضيع وأمور هي مَن صميم الإصلاح، ولكنها سوف تجلب لهم تعليقات سلبية!

وتابع: "تعالَ لنا وحدك: ستسمعها من بعض جماعات التطرف، التي تريد أن تفصلك عن مجتمعك وعن وطنك؛ ستجدهم دائمي الهجوم على أي سلطة توجد ببلدك، ودائمي المعارضة والتشويه يريدونك أن تقتنع بأن أي سلطة ليسوا فيها، تمثِّل المادة الخام للشر، ولا أمل في انصلاحها، وأنها حكومات توالي الصهيونية، وأنها تريد أن تفسد البلاد والعباد، وأن تلك الحكومات مهما فعلت من خير وصلاح لا أمل فيها، وأنها إن فعلت الصواب؛ فهي ترمي من وراء ذلك لأضعاف مضاعفة من الشر!".

وأردف: "ثم بعد أن تحتقن تجاه سلطات بلدك سيقولون لك: إن الذي أتى بهذه السلطة هو ذلك المجتمع، وأن الذي سكت على جرائم هذه الحكومة هو ذلك المجتمع، وأن الذي رضي بالظلم هو ذلك المجتمع؛ لذلك فهذا مجتمع ظالم ومجرم، بل هو مجتمع جاهلي، ثم يدعوك لأن تنفصل عنه بروحك حتى وإن بقيت فيه بجسدك، فيكون جسمك في مجتمعك، ومشاعرك مع تلك الجماعات المتطرفة، والتي ستطلب منك بعد أن تنعزل عن مجتمعك أن تصطدم معه، وأن تعاديه، ثم ستطلب منك أن تستحل الحرام من دماء وممتلكات".