• الرئيسية
  • مواد مميزة
  • متحدث الدعوة السلفية: من صمد من الفلسطينيين وبقي هناك أدى دورا عظيما جدًا في حماية الأقصى وحماية فلسطين ذاتها

متحدث الدعوة السلفية: من صمد من الفلسطينيين وبقي هناك أدى دورا عظيما جدًا في حماية الأقصى وحماية فلسطين ذاتها

"الشحات": لن تنجح إسرائيل في إقامة دولة حاجزة مستقرة إلا بتهجير الفلسطينيين وخاصة الغزاويين

  • 275
الفتح - المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية

قال المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: عندما سيطر الصليبيون على الأندلس، قرر المسلمون أن يهاجروا إلى المغرب ليلتقطوا الأنفاس، فهاجروا ولم يعودوا وتغيرت الأندلس تمامًا، إذًا يفهم من هذا أن الشعوب الغازية لو استطاعت تهجير السكان وتوجد مكانهم سكانا آخرين، فبهذا ينتهي الصراع، وتستحوذ على الأرض، وإذا لم تنجح، فالشعوب الغازية ستأتي في يوم وتنهار.

وضرب "الشحات" مثالًا على ذلك بالحملة الفرنسية عندما جاءت إلى مصر وظلت ثلاث سنوات، وقبلها حملة فريزر، من 1807 إلى 1809، جاءت وفشلت ورجعت. وبعدها الاحتلال الإنجليزي من 1882 إلى 1954، يشعرك أنه أخذ قرار انسحاب اختياري، ولكنه ليس اختياريا، بل كان هناك ضغط تراكمي. وكذلك انسحاب أمريكا من أفغانستان، كل هذه النماذج، تجد المحتل يدفع فاتورة باهظة لبقائه، طالما هو جالس بجوار الشعب صاحب الأرض، وبالتالي من صمد من الفلسطينيين وبقي في فلسطين فبلا شك قد أدى دورا عظيما جدًا في حماية المسجد الأقصى، وحماية فلسطين ذاتها، وما تحاول إسرائيل فعله باللين أو بالشدة هو أن تأخذ قطعة من الأرض تصلح أن يقام عليها دولة.

وأكد -خلال كلمته بالندوة الكبرى للدعوة السلفية بعنوان "نحن والأقصى واليهود"، مساء الثلاثاء- أن الأحداث الأخيرة تؤكد لنا أن إسرائيل ليست دولة، وإلا هل يصلح أن تكون هناك دولة تفيق على عدوها يلقي عليها حجارة؟ بمعنى أن أسلحة بدائية جدًا يمكن أن تُهدد بها؟ موضحا أن أي دولة لابد أن يكون لها ظهير صحراوي، وظهير زراعي، وعمق دولة يحيط بها؛ فإسرائيل توقن أنها لا تعيش في دولة، ولا يصح أن تكون دولة بينها وبين عدوها سور. وبالتالي كان الضغط الشديد جدًا في عمليات الإرهاب الإسرائيلي المتتالية حتى يهاجر الفلسطينيون، فوجدوا أن الأمر صعب وفاتورته باهظة للغاية، فبدأوا بتهدئة الأوضاع، واتجهوا إلى أن يقيموا اتفاقيات اقتصادية مع الدول يكون مفادها أن يجعلوا هناك مكانا آخر للفلسطينيين، أو على الأقل غزة، وغزة أكثر من الضفة؛ لأن الضفة فيها حواجز طبيعية يمكن أن يقبلوا وجودهم، فلو أن غزة حُذفت ستكون إسرائيل دويلة لها حكم ذاتي، لكن غزة تمثل المشكلة الأكبر في هذا الهدف.

وتابع "الشحات": أن الهجرات اليهودية المنظمة إلى أرض فلسطين بدأت عام 1881 ومن بعدها تصاعد الإجرام اليهودي، من أول دخول اللنبي فلسطين في الحرب العالمية الأولى، وقيام الحرب بين القوات الإنجليزية والقوات العثمانية، وقد ذهب لحاكم الحجاز واسمه الشريف حسين، وأقنعه أن إنجلترا والتاج البريطاني ينصر العدل، وأنه يعلم أن رسولكم قد قال: إن الأئمة من قريش، وبالتالي هو يرى أن الدولة العثمانية ظالمة للقرشيين؛ فإنجلترا تعرض عليهم أن يتولوا هم الحكم، لتكون خلافة عربية! وقبلها على الجانب الآخر كان أتاتورك أحد أفراد الجمعية التي كانت تقول "تركيا للأتراك"، فكان هذا الجزء المخابراتي الذي تم، وكان أساسه جيوش الشريف الحسين، والتي قاتلت جنبًا إلى جنب مع الجيوش البريطانية ضد الجيوش العثمانية إلى أن دخل اللنبي إلى أرض فلسطين وذهب إلى قبر صلاح الدين، وقال "الآن انتهت الحروب الصليبية".


ومنذ ذلك التاريخ 1916 ازدادت الموجة الشديدة جدًا، موجة الهجرات المنظمة مع السلاح إلى التاريخ الذي نتحدث عنه الآن، ولم يتحقق الغرض الكامل من إيجاد دولة إسرائيل كدولة حاجزة؛ لأنها لم تصر دولة مستقلة آمنة داخل حدود مستقرة؛ فهي دولة بلا ظهير صحراوي، دولة يحيطها أعداؤها من كل جانب.

وأوضح أن الذي يجعل إسرائيل تصل إلى هدفها في إقامة دولة مستقرة حتى ولو بأي مساحة وتكون آمنة هو أن تهجر الفلسطينيين، وبالذات إذا استطاعت تهجير الغزاويين. وعليه فإن ثبات الإخوة في فلسطين بكل فصائلهم، عبر هذا التاريخ الطويل جدًا، ثبات بلا شك يفرح به كل مسلم، ويحبه ويدعمه.

وأكد "الشحات" أن إسرائيل لم تصل إلى هدفها في تهجير الفلسطينيين، ولا الغرب وصل، وسيظل يدفع كل ما عنده حتى يصل إلى هذا الغرض، والمطلوب أن يظل الفلسطينيون على ثباتهم، والدول الإسلامية، وإن كنا لا نملك مساحة كبيرة للاختيارات؛ فالواجب على الدول التي أيدت الدين الإبراهيمي أن تغلق هذا الملف تمامًا حتى ما يسمى باتفاقات سلام جديدة كان يعد لها. حتى لو أن مصر أبرمت سابقا اتفاقية سلام وكنا معترضين عليها، ومعظم العرب اعترض في حينها، مع أنه كان هناك أرض محتلة، وكانت هناك حرب استنزاف، ولكن الآن ما الذي يجعل أي دولة عربية تبرم أي اتفاق جديد مع إسرائيل؟ الأفضل أن تتركها مرعوبة. فإن كانت هناك دولة تملك ثروة، وهي ليس بينها وبين اليهود اتفاقيات سلام فهذه ورقة ضغط، لا نحارب، ولكن احتفظ بهذه الورقة.


وأضاف المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية: لهذا وجب على كل الدول العربية أن توقف أي اتفاقيات جديدة باسم السلام أو التطبيع، ويستمر الجميع في الدعم، وأهمه الدعاء، والدعم المعنوي للمجاهدين. وليس منه ألا تنبههم لأي خطأ، وهذا إذا تجاوز أحد منهم مع الأسرى مثلًا، لكن بالنسبة لكل من اغتصب أرضي فأحاربه وأقاتله، فهذا هو المحارب، حتى لو كان بزي مدني، هذا هو الغاصب نفسه. أما المقدور عليه عسكريا كان أو مدنيا فأعامله بما يليق بمعاملة الأسرى. فلو كانت هناك نصيحة في هذا الأمر ستكون بقدرها، لكن أن يأتي أحدهم فيقول "أين تعاليم دينكم؟، وأفيخاي يقول: سنشكوكم إلى رسول الله"، وهو لا يحق له أن يقول ذلك، ولكن نحن إن نصحناهم سيكون من باب أن يكون جهادهم شرعيًا، ليس فيه مأخذ. والنبي -عليه الصلاة والسلام- عندما وجد امرأة مقتولة، قال: "ما كانت هذه لتقاتل"، فالرسول نصح المجاهدين الذين كانوا معه، وظل يكررها، ما كانت هذه لتقاتل، ما كانت هذه لتقاتل، وهنا حتى يبيّن العلة أنها لم تكن تقاتل، وإلا لو حاربت فتُقاتل.


وشدد المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية على ضرورة وأهمية أن ندعم قرار أهل فلسطين بالقتال حتى لا تقوم دولة لإسرائيل، نعم نحن ننصحهم أن لهم رخصة في عدم القتال إن لم يستطيعوا، ولكن إذا هم قالوا "نحن نتحمل ونستطيع"؛ فطالما هم قادرون على دفع الثمن، نسأل الله أن يوفقهم، وأن ينصرهم وأن يثبتهم، سواء المطيع أو العاصي أيضًا. حتى الشيعة وحزب الله وإيران، مع أن التاريخ يقول "إن الشيعة يكرهون أهل السنة أكثر من كرههم للكفار وأنهم يتحالفون مع الكفار ضد أهل السنة"، وهذا ما شاهدناه في القديم وفي الغزو التتري وشاهدناه في العراق، وفي أفغانستان، ومع هذا يبقى أنهم مسلمون.

وأشار "الشحات" إلى أن إيران وإن لم يكرهوا الكفار فإن الكفار يكرهونهم، بمعنى لو حذفت أهل السنة من المعادلة سيبقى الشيعة والغرب يكرهون بعضهم، حتى ولو لم يكرهوا بعضهم من باب البراء الديني، فالشيعة الآن عندهم مشروع إعادة الإمبراطورية الفارسية، وبالتالي بينهم وبين أمريكا خلاف ضخم جدًا، والخلاف بين إيران وأمريكا على الملف النووي خلاف حقيقي، لكن هذا لم يمنعهم أن يتعاونوا ضد أهل السنة، وحزب الله تابع لإيران، سيتحرك إذا قالت له إيران تحرك، ومع هذا في النهاية هو قد يتحرك أحيانًا، إيران تتحرك دفاعًا عن مشروعها الفارسي أو دفاعًا عن أنها دولة مسلمة أمام دولة كافرة.

.