• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • من الذي فرض توقيت المعركة؟.. "الشحات": اليهود كانوا على وشك الاستيلاء على المسجد الأقصى وهم عدو توسعي غير كامن

من الذي فرض توقيت المعركة؟.. "الشحات": اليهود كانوا على وشك الاستيلاء على المسجد الأقصى وهم عدو توسعي غير كامن

اليهود عدو توسعي استيطاني غاصب يسعى للاستيلاء على كل شيء وهذا مكتوب في كتبهم

  • 483
الفتح - المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية

علق المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية، على ما يدور في بعض وسائل الإعلام ذات التوجه الليبرالي والعلماني، من محاولة اتهام المقاومة أنهم السبب فيما يحدث في غزة، قائلًا: من مهم جدًا أن نتناول هذا الأمر بطريقة شرعية. فلو أن أمامي عدو كامن وأنا غير مستعد له، فالسياسة الشرعية تقول "لا تذعر هذا العدو". والنبي -صلى الله عليه وسلم- نصح الأمة بعده، فقال: "اتركوا الترك ما تركوكم". فلما خالفوا هذا كان الغزو التتري، والنبي ﷺ في حياته لما وصل الحديبية، وبين القرآن أن القوة كانت حينها في صالح المسلمين، ولكن لو اجتاحوا مكة سيحدث قتل لعدد من المسلمين المستضعفين؛ فترك القتال وقتها. فتركوا دخول المسجد الحرام من أجل الدماء، وتم تأجيل فتح مكة من أجل الاستعداد طالما أن هذا العام ستكون فيه دماء المستضعفين، ولكن هناك فرصة في الأفق لإعادة الكرة دون هذه الخسائر.

وأضاف "الشحات" -في حوارٍ له عبر فضائية "الرحمة"-: فإذا كان وضع المسلمين أن السنة التي بعدها ستكون قوتهم أعلى ومن دون دماء المستضعفين فإننا نؤجل العمل سنة واثنتين وثلاثة. وهذا قال به العلماء في مسألة التروس أو الدروع البشرية. فقالوا: لو أن العدو أخذ من المسلمين أسرى، ثم وضعهم كترسٍ بشري، أي دروع بشرية بالمصطلح المعاصر، وهم متحصنون داخل حصن ونحتاج أن نهجم على الحصن، فحينها قال العلماء: لا نرمي الحصن بالمنجنيق، "آلة المدفعية"؛ لأننا لا ندري ستصيب من، حتى وإن ظل الحصار سنوات؛ وذلك حفاظًا على النفوس المعصومة.

وتابع: أما لو وضعوا أسرى المسلمين في مقدمة الجيش وجاؤوا لقتالنا؛ وقتها نقول للجيش اضرب، واتقِ المسلمين ما استطعت، ولو قُتلوا يكونون شهداء عند الله.

والفرق بين الحالتين، أن هنا تركن حصنا وأجلناه بعض الوقت، سنة أو اثنتين أو ثلاثة، لكن لا نقتل المسلمين بأيدينا. أما في الحالة الأخرى فلو تركتهم سيأخذون غيرهم ويأخذون أرضاً ويكملون توسعهم. واليهود عدو توسعي استيطاني لا يُخفي هذه النوايا.

وأكد "الشحات" أنه لابد من وجود حسابات لدخول أي معركة، ولكنّ هذه الحسابات لا يمكن أن تفترض أن اليهود سوف يكمنون. وهنا بالنسبة لعملية "طوفان الأقصى" من الذي فرض توقيت المعركة؟ الذي فرض توقيت المعركة "إسرائيل"، لأنها كان يتبقى لها خطوة وتستولي على المسجد الأقصى. فهم من منعوا دخول المسجد لمن تحت السبعين عاما، إذًا لن يدخل أحد. في نفس الوقت يدخل اليهود ويدنسونه باحتفالاتهم، فهنا ليس الوضع مثل حالة صلح الحديبية، التي تم فيها تأجيل فتح مكة، بل القضية هنا أنهم سيأخذون المسجد الأقصى، فهل نتركه لهم لعدم إراقة الدماء؟

وأوضح "الشحات" أنه لو تم ذلك لليهود سيستولون بعده على غيره، ثم يهجّرون المسلمين من غزة، وبعدها يُهَجِّرون الفلسطينيين من الضفة، وعندما ينتهون يذهبون بعدها لعرب 48، الذين ارتضوا بأخذ الجنسية الإسرائيلية، وهم ليسوا يهودا.

وهنا نطرح سؤالاً سياسياً: لو افترضنا أن اليهود أصبح عندهم قائد سياسي محنك، وقال لهم أوقفوا الحرب وليصبحوا دولة مثلهم مثل غيرهم، متى ستشعر الدولة اليهودية بالأمان؟

واستطرد "متحدث الدعوة السلفية": ولو أعطينا لهم فلسطين التاريخية بكامل حدودها، وهجّرنا أهل غزة، وأهل الضفة، وأعطينا لهم الأمان، بإقامة معاهدات سلام مع كل الدول، في الحقيقة هو لن يشعر بالأمان؛ لأنه غاصب. اليهود عدو دينك الأول، يقول لك "أنا سآخذ معاهدة مثل وثيقة المدينة"، هم عندما أخذوها في المدينة، مع أنهم يتعاملون مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ولم يجدوا أوفى منه عهدًا، لكن ما الذي جعلهم ينقضون العهد؟ خبثُهم ورعبُهم في نفس الوقت، يقول: "هل سأظل منتظراً من يغدر أو لا يغدر؟"، فيغدر هو الأول، هذه طبيعة اليهود. فأنت لو أعطيتهم دولة، وأخذوا فلسطين كلها، لن يتوقفوا؛ لأنهم يعلمون في الأصل أنهم مغتصبون، وسيظلون دائمًا خائفين أن تأتي إليهم. لو أعطيتهم فلسطين يقولون لك: نريد كذا لكي نضمن، بل لو تُرِك لهم الأمر فلن يتوقفوا حتى يستولوا على أمريكا وروسيا!، بل هذا مكتوب في كتبهم.