استنفار بالقطاع الطبي لاستقبال مصابي قصف غزة

مصدر لـ "الفتح": مستشفى ميداني بسعة 300 سرير في الشيخ زويد

  • 37
الفتح - استنفار طبي أرشيفية

مع استمرار تدفق المساعدات الإنسانية العاجلة إلى قطاع غزة، لا تزال الأوضاع على أرض الواقع كارثية، وازدادت النداءات بضرورة دخول المساعدات والأدوية والمستلزمات الطبية والوقود حرصًا على صحة وحياة الفلسطينيين، إذ يمثل ما تم إدخاله من مساعدات أدوية "نقطة في بحر" من احتياجات القطاع، في ظل تصاعد لوتيرة العنف والقصف الوحشي المستمر للمدنيين والبنية التحتية وكذلك المستشفيات التي لم يشفع لها وجود مرضى بها أو نازحين مدنيين. 

من جهتها، استنفرت وزارة الصحة المصرية جهودها، وجهزت مستشفياتها لاستقبال الجرحى والمصابين من الفلسطينيين، فور السماح بخروجهم ونقلهم للأراضي المصرية لتلقي العلاج والرعاية الصحية.

وكشف مصدر مطلع لـ "الفتح" عن أنه تم الانتهاء من تجهيز مستشفى ميداني بسعة 300 سرير، بالإضافة للاستعدادات السابقة لأكثر من 30 مستشفى تستعد لتقديم الرعاية الصحية والعمليات الجراحية لأهالي غزة، فضلًا عن توفير أكياس الدم بشكل مستمر.

وكشف الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة والسكان، لـ "الفتح" عن تعاون مصري تركي وتنسيق من أجل إيصال المساعدات الطبية والإغاثية إلى غزة، مشيرًا إلى لقاء وزير الصحة الدكتور خالد عبدالغفار، بالسفير التركي، ومساعد وزير الصحة التركي، وخلال اجتماع لهم أعربا عن استعداد الصحة التركية لإرسال 10 سيارات إسعاف مجهزة بوحدة رعاية مركزة، يمكن زيادة قوامها إلى 30 سيارة حال الاحتياج، كما يمكن تعزيز المنظومة الصحية بمحافظة شمال سيناء من خلال إرسال فريق مكون من 20 طبيبًا تركيًا من التخصصات الطبية المختلفة في حال الاحتياج للعمل مع زملائهم المصريين، بالإضافة لإرسال 3 طائرات محملة بالمساعدات الإسعافية والمستلزمات الطبية والأدوية بالتنسيق مع الصحة المصرية.

كما التقى الوزير في غرفة أزمات وطوارئ وزارة الصحة بفريق من الأطباء الأتراك، الراغبين في المشاركة مع زملائهم المصريين، للعمل في مستشفيات شمال سيناء.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور أحمد المنظري، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بشرق المتوسط، أن المنظمة لا تزال عاجزة عن توزيع الوقود والإمدادات الصحية الأساسية اللازمة لإنقاذ الأرواح على المستشفيات الكبرى في شمال غزة بسبب عدم توافر الضمانات الأمنية اللازمة، داعيًا إلى وقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية حتى يمكن إيصال الإمدادات الصحية والوقود بأمان إلى جميع أنحاء "غزة".

وأشار إلى أنه من بين المرافق التي تنتظر إمدادات المنظمة والوقود في شمال غزة مستشفى الشفاء، إذ اقتربت نسبة إشغال الأسِرَّة فيه من 150%، أما المستشفى الإندونيسي، فقد اضطر يوم الاثنين الماضي إلى إيقاف بعض الخدمات الحيوية بسبب نقص الوقود، وهو الآن يعمل بقدرات محدودة، وهناك أيضًا مستشفى الصداقة التركي، وهو المستشفى الوحيد لعلاج الأورام في قطاع غزة، الذي لم يعد يعمل بالكامل بسبب نقص الوقود، مما يعرض نحو 2000 مريض بالسرطان للخطر.

وأكد توقف ستة مستشفيات عن العمل بمختلف أنحاء القطاع، اضطرت إلى الإغلاق بسبب التلفيات والهجمات، ونقص الوقود.

وأوضح "المنظري" لـ "الفتح" أنه جرى تسليم 34 ألف لتر من الوقود إلى أربعة مستشفيات رئيسية في جنوب غزة وإلى جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني لدعم خدمات الإسعاف التي تقدمها، بدعم من الأونروا، ولكن هذه الكمية لا تكفي إلا لاستمرار عمل سيارات الإسعاف والوظائف الحيوية في المستشفيات لمدة 24 ساعة أو أكثر بقليل.

وعلى صعيد آخر، أعلنت نقابة أطباء مصر، عن فتح باب تسجيل الأطباء الراغبين التطوع في دعم الجرحى والمصابين الفلسطينيين، على أن يتم تدريبهم بالهلال الأحمر المصري.

وأكد الدكتور خالد أمين، مقرر لجنة مصر العطاء بالنقابة تدريب الدفعة الأولى (40 طبيبًا) على كيفية العمل في الكوارث، فيما دعا الدكتور أسامة عبدالحي نقيب أطباء مصر الأعضاء من تخصصات العظام والأطفال والجراحة العامة وجراحة الأوعية الدموية وجراحة المخ والأعصاب والطوارئ والتخدير والنفسية والعصبية للتسجيل في الفريق الطبي الذي يتم إعداده للمشاركة في الدعم الطبي للشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن نحو 520 طبيبًا في تخصصات مختلفة مستعدون للمشاركة في علاج الجرحى الفلسطينيين، وهناك مئات من الأطباء في التخصصات الأخرى مستعدون للتطوع.