التعامل مع الأسرى والصمود مثار إعجاب واسع.. الحرب على غزة تدفع الغربيين للبحث عن الإسلام والقرآن

  • 87
الفتح - أرشيفية

أبدى الكثيرون في الغرب تأثرهم وتعجبهم من تماسك أهل غزة وصمودهم رغم ما يواجهونه من ويلات الحرب والعدوان الصهيوني الغاشم، إذ تساءلوا عن سر هذا وعلاقته بالإيمان القوي لأهل غزة ومعتقداتهم الدينية.

وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العالم الغربي انتشار حملة تهدف للتعرف إلى الإسلام والقرآن الكريم، والتي نجحت في نشر الوعي بهما بشكل ملحوظ، وجذبت اهتمام العديد من الأشخاص في الغرب بالبحث عن المزيد حول المفاهيم الإسلامية، فيما أعلن بعضهم إسلامهم بالفعل، مما يشير إلى تأثير قوي لتلك الحملة على الاهتمام بالدين الإسلامي في أوساط غير المسلمين.

وفي هذا الصدد، قال الشيخ شريف الهواري، أمين عام الدعوة السلفية، إن إعجاب الغرب بهذا السلوك الرباني لأهل غزة من الصبر والاحتساب والصمود والتصميم والإصرار والبذل العجيب رغم هذه الآلة الحربية المتوحشة الدموية، ورغم هذه المجازر اللاإنسانية من اليهود بتدعيم أمريكا والغرب يؤكد لنا "أن هذا هو الإسلام".

وبيّن "الهواري" في تصريحات لـ "الفتح" أن الإسلام حينما نستسلم له، ونخضع له، ونقاد له، يكون آسرًا مؤثرًا في الآخرين، ويتحول إلى دعوة صامتة للبشرية أجمع؛ فلا شك أن هذه هي رسالة الإسلام، وأضف إلى هذا المعنى الذي يظهره أهل غزة، تلك الطريقة التي عاملوا بها الأسرى، وكيف أحسنوا إليهم لأن هذا هو الإسلام، وكيف أكرموهم لأن هذا هو الإسلام، وكيف بروا بهم لأن هذا هو الإسلام، مؤكدًا أن الإسلام هو رسالة كما هي في السلم كذا هي في الحرب، وأن هذه أخلاقيات الإسلام التي علمنا إياها رسول الله صلى الله عليه وسلم. 

ويرى الأمين العام للدعوة السلفية أن هذه الحملة المتوحشة وهذه المجازر اللاإنسانية هي دعوة مجانية لهذا الدين ولأهل فلسطين، وأنها دعوة مجانية للإسلام حتى بأيدي اليهود أنفسهم لأنهم مكروا وكادوا وظلموا وبغوا، ولا شك أن هذا يحيق بهم، وسيأتي من وراء ذلك نتائج باهرة، وها هم الناس يدخلون في دين الله عز وجل متأثرين بهذا الثبات وبهذا الصبر وبهذا البذل. 

ولفت الهواري إلى أن هذا هو الحال وقت المصائب والحرب، متسائلًا: ماذا لو تمسكنا نحن كمسلمين بديننا؟ مؤكدًا أننا سنكون فعلا مؤثرين وآسرين للدنيا بأسرها، ماذا لو كنا عاملين بديننا في واقعنا؟ لكان والله كفيلًا على ليّ أعناقهم جميعًا ليدخلوا في هذا الدين أفواجًا، لكن مع الأسف فإنه لغياب أهل الإسلام عن إسلامهم وللهثهم بتقليد الغرب؛ جنوا ما جنوا وكانوا دعوة منفرة مع الأسف الشديد، لكن بين الحين والحين فإن هذه المواقف اللاإنسانية التي يقوم بها اليهود وبمعاونة الغرب تعد دعوة صامتة لهذا الدين، حينما نقابلها ونحن في هذا المعترك؛ فإن مثل هذه السلوكيات لا شك تكون دعوة، لافتًا إلى أن صاحب الحق ليس له مقال وحسب بل إن صاحب الحق هو الذي يثبت على الحق الذي يعتقد ولا شك أن هذا الثبات هو دعوة عظيمة لدين الله تبارك وتعالى.

وأكد الهواري أن الأروع من أن نتمسك بعقيدتنا، أن نُفعِّل هذه العقيدة في قلوبنا فتظهر على الجوارح والأركان في صورة عبادات ومعاملات وأخلاقيات وسلوكيات وأحكام وحدود نزعن بها لرب البرية سبحانه وتعالى؛ فتكون دعوة لهذا الدين بفضل الله تبارك وتعالى، مضيفًا: لا تحسبوه شرًا لكم، فهذه دعوة للدين ولربما هؤلاء الذين دخلوا في دين الله عز وجل إعجابًا بهذا السداد وبهذا الصبر والتصميم والإصرار رغم ما يعانون يكون بمشيئة الله في موازين إخواننا جميعًا من أهل غزة. 

من جهته، قال الدكتور علاء رمضان، الكاتب والداعية الإسلامي، إن أعظم نصر يناله المؤمن في الدنيا هو الثبات على دينه حتى الممات؛ فمهما هدم الأعداء البيوت وخربوا البنى التحتية ومهما قتلوا من المسلمين فهذا والله لا يكون نصرًا ما دمنا متمسكين بديننا وهويتنا وثقافتنا. 

ونوه رمضان في تصريحات لـ "الفتح" بأن الهزيمة الحقيقية هي أن نتنازل عن ثوابتنا وهويتنا ومقدساتنا، لكن طالما ظل تمسكنا بكل ذلك ثابتًا فيوشك أن تتحول الهزيمة المادية إلى نصر مبين، مستشهدًا بقصة أصحاب الأخدود الذين قُتلوا عن آخرهم لكنهم قتلوا على الإيمان والتوحيد فكان هذا هو الفوز العظيم كما وصفه رب العالمين .

وأشار الداعية الإسلامي إلى أن هذا الثبات النابع من الإيمان يدهش العدو قبل الصديق، فلو تأملنا مثلًا في حال التتار وكيف دخلوا بعد ذلك في الإسلام؛ لتيقنّا من أن السر في ذلك هو ثبات المسلمين على دينهم وعقيدتهم رغم التضحيات الكبيرة التي تجعل كل مراقب مندهش من حال المسلمين ويسعى للبحث عن أسباب هذه الحالة الفريدة.