قال السفير صلاح حليمة، مساعد وزير الخارجية الأسبق للشؤون الأفريقية، وممثل الجامعة العربية الأسبق بالسودان، ونائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، إن من ضمن أسباب الصراع السوداني الحالي بين القوات المسلحة ومليشيا "الدعم السريع" يتمثل في أن كلا منهما يسعى لأن يكون له البقاء كمؤسسة عسكرية؛ فـ"الدعم السريع" تطمع لأن تكون هي المؤسسة العسكرية خلال الفترة المقبلة، أو على الأقل يكون لها دور موازٍ لا يقل عن دور القوات المسلحة.
وأضاف حليمة في تصريح خاص لـ"الفتح" أن هناك سببًا آخر وهو أن القوات المسلحة في ظل هذا الصراع كانت حريصة على تثبيت مكانتها خاصة أنها المؤسسة العسكرية الرسمية، ولا سيما في ظل ما ارتكبته مليشيا "الدعم السريع" من مخالفات وانتهاكات سواء في الخرطوم أو في غيرها من المناطق، وصار هناك نوع من العداء الشعبي ضد "الدعم السريع" في حين زاد مستوى التأييد الشعبي للقوات المسلحة؛ وهذه نقطة جوهرية لأن "الدعم السريع" في الأصل مليشيات مرتزقة، وتوجد علاقة بينها وبين بعض الدول المجاورة، وهناك دعم لها من جانب بعض هذه الدول وبعض الدول العربية، علاوة على أن "الدعم السريع" عندما أنشئت أُعطيت الكثير من المزايا سواء على المستوى الفني أو المستوى العسكري، وأقامت علاقات مع قوى إقليمية ودولية، ومن الممكن أن يكون هناك نوع من التعاطف معها أو الدعم الإقليمي والدولي؛ هذا بالطبع في مواجهة القوات المسلحة التي ترى أن الرئيس البرهان هو رئيس الدولة الشرعي، والمؤسسات الرسمية هي مؤسسات مجلس السيادة وغيرها من المؤسسات السيادية.