• الرئيسية
  • الشارع السياسي
  • خلال ندوة "القدس بين الثوابت والمؤامرات".. "الدعوة السلفية" تؤكد على عدم أحقية اليهود في فلسطين.. وتحذر من التطبيع

خلال ندوة "القدس بين الثوابت والمؤامرات".. "الدعوة السلفية" تؤكد على عدم أحقية اليهود في فلسطين.. وتحذر من التطبيع

  • 43
الفتح - محاضرو ندوة "القدس بين الثوابت والمؤامرات"

"برهامي": المؤامرات تهدف إلى هدم الثوابت.. و "الدين الإبراهيمي" يناقض أصل الإسلام

أحمد الشحات: التطبيع الثقافي هو الأخطر.. والواجب إحياء الممانعة المجتمعية ونشر عقيدة الولاء والبراء

نظمت الدعوة السلفية بمصر ندوة بعنوان "القدس بين الثوابت والمؤامرات"، شارك فيها الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، بمحاضرة بعنوان "مؤامرة مستمرة ومكر دائم"، والمهندس أحمد الشحات، مساعد رئيس حزب النور للشئون السياسية، بمحاضرة بعنوان "التطبيع.. صيحة نذير وجواب مهم"، والدكتور زين العابدين كامل، الباحث في التاريخ الإسلامي، بمحاضرة بعنوان "صفحة من التاريخ.. من القدس خطاب.. سؤال يريد الجواب".

وقال الدكتور ياسر برهامي، خلال محاضرته، إن المؤامرات كلها تهدف إلى هدم ثوابت الأمة، والثابت عندنا هو ما ثبت بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأجمعت عليه الأمة، مشددًا على أن قضية الدين الإبراهيمي الجديد ليس هو دين إبراهيم عليه الصلاة والسلام؛ فاليقين الثابت عندنا بالكتاب قول الله عز وجل: {مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلَا نَصْرَانِيًّا وَلَٰكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ * إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ} [آل عمران: 67/68]، موضحًا أنه قضية مخترعة من باحثين في مراكز بحثية أمريكية، ضمن ما أعدوا له من الشرق الأوسط الجديد، والفوضى الخلاقة، وثورات الربيع العربي.

وأضاف "برهامي" أنها خطوات متتابعة تكون نهايتها انتشار ما يسمى بـ "الدين الإبراهيمي" وتخريب الدول الإسلامية كلها، مشيرًا إلى أن الفوضى التي صرحوا بها نراها اليوم في السودان واليمن وسوريا وليبيا، ولم يبق سوى مصر التي تتعرض لضغوطات اقتصادية شديدة جدًا؛ لأن هذا الأمر هو الذي يجعل الناس تنفجر، ولذلك لابد أن يعلم الجميع "لماذا نأخذ قراراتنا؟"، قائلًا: نحن ندرس الأمور، فلو حدث في مصر فوضى فإنها ستقبل كل ما يُملى عليها. منوهًا بأن ممن شارك في وضع خطط ثورات الربيع العربي "إلياس عميدون" وهو يهودي درس الإسلام في المغرب والنصرانية في فرنسا، وهو الذي يقود الطريقة الصوفية العالمية، والدين الإبراهيمي عندهم هو الخطوة الأخيرة بعد معاهدات السلام ثم التطبيع بصوره المختلفة ثم الولايات المتحدة الإبراهيمية.

وأكد برهامي أن اعتقاد مساواة الأديان يناقض أصل دين الإسلام، لقول الله -عز وجل-: {إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ۗ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِن بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ ۗ} [آل عمران: 19]؛ فأصل دين الرُسل جميعًا هو الإسلام، وليس ما عليه اليهود اليوم هو دين موسى، وليس ما عليه النصارى اليوم هو دين عيسى، ولكن المسلمين هم الذين على دين موسى وعيسى؛ ولذلك قال الله -عز وجل-: {وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۖ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} [آل عمران: 55]، أي: جاعل المسلمين فوق الكافرين من اليهود ومن النصارى؛ فهذه القضية مفروغ منها بلا تردد.

وأشار "برهامي" إلى أن أحداث غزة هدمت في نفوس عموم المسلمين فكرة قبول أو تصديق دعوة الصداقة والمودة والحب والمساواة مع اليهود خاصة، وكذلك والنصارى؛ لذلك هذه المسألة تخالف الثوابت، والقدس من الثوابت في الكتاب والسنة، قال الله -عز وجل-: {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا ۚ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]، وفي السنة أن الرسول -صلى الله عليه وسلم- صلى إمامًا بالأنبياء في بيت المقدس.

وشدد نائب رئيس الدعوة السلفية على أن اليهود لا حق لهم في فلسطين، قائلًا: إنما أهلك الله -عز وجل- فرعون ونجى بني إسرائيل منه؛ لأنه أبى أن يكون من المسلمين؛ إذ قال عند موته كما حكى عنه الله -عز وجل-: {قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [يونس: 90]؛ إذًا سيدنا موسى ومن معه من بني إسرائيل كانوا من المسلمين، قال تعالى: {وَقَالَ مُوسَىٰ يَا قَوْمِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّسْلِمِينَ} [يونس: 84]؛ فبنو إسرائيل استحقوا بيت المقدس بصفة الإيمان والإسلام، وحرموا منها بالفسق فقط، متسائلًا "فما بالكم بالكفر بعيسى ومحمد -صلى الله عليهم وسلم أجمعين-؟!". 

فيما قال المهندس أحمد الشحات إن أحداث غزة كاشفة جدًا لخطورة التطبيع؛ فمن وقع في التطبيع متحامل جدًا على الجانب الفلسطيني ومتعاطف مع الجانب الصهيوني، ويريد أن ينتهي الصراع في أقرب وقت حتى يحافظ على مكتسبات التطبيع المزعومة، بينما من لم يتورط في التطبيع ستجد موقفه إيجابيًا في الجملة، وعنده مرونة وتصريحاته وأداؤه مختلفا.

وأكد "الشحات" أن التطبيع قضية عقدية في المقام الأول، وإذا أُطلق فالمقصود به التطبيع مع الكيان الصهيوني، والمخطط أن تسير العلاقات بين الكيان المحتل والدول العربية الإسلامية كعلاقات طبيعية ومنفتحة في كل الجوانب؛ فهم يريدون تطبيعًا في الجوانب الثقافية والفكرية والسياسية والاقتصادية والسياحية والتعليمية والإعلامية والفنية والرياضية؛ مشيرًا إلى أن صور التطبيع كثيرة، لكن منها ما هو أشد خطورة؛ إذ يعد أخطرها التطبيع الثقافي؛ وذلك لأنه يؤدي إلى القبول بالكيان الصهيوني، والاعتراف بأن لهم حقًا دينيًا وتاريخيًا في فلسطين، كما نصوا في اتفاقية "أبراهام".

واستطرد: ويترتب على التطبيع أيضا وقف حملة التحريض والكراهية تجاه "إسرائيل"؛ فيُجرم الحديث عنها في الإعلام بـ "الكيان الصهيوني المحتل"، ويُمكن أن يصل الأمر إلى تجريم قراءة الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي تتكلم عن كفر اليهود؛ بحجة أن ذلك سيؤدي إلى تعكير العلاقة بين الدول العربية الإسلامية والكيان الصهيوني! مؤكدًا أنه خلال السنوات الماضية لم يصل الأمر للتطبيع الشعبي، بفضل الله تبارك وتعالى، وإنما التطبيع الذي حدث على مستوى العلاقات مع بعض الدول، لكن الواقع يشهد أن معظم الشعوب تكره هذه الدولة اللقيطة. 

وأوضح مساعد رئيس حزب النور أن واجب الشعوب المسلمة نحو التطبيع يتمثل في: أولًا: إحياء الممانعة المجتمعية من خلال الدعوة ونشر الوعي بالقضية بين الناس. وثانيًا: نشر عقيدة الولاء والبراء بين المسلمين؛ لأنها الحس الذي يجعل المسلم عنده التمايز عن غيره ويجعله يعرف حقيقة العدو وصفات الكافرين. وثالثًا: إحياء قضية القدس في نفوس المسلمين من خلال تدريس تاريخ الصراع ورد الشبهات حول القضية. ورابعًا: نشر الوعي بالفرق بين المداهنة والمهادنة والفرق بين صور التطبيع والصلح بشروطه الشرعية الجائزة وأن يكون خطوة نحو تحرير القدس، وليس مزيدًا من الاحتلال، وخامسًا: التأكيد على أن التطبيع لن يحقق السلام الموهوم.

ومن جهته، استعرض الدكتور زين العابدين كامل، صفحة من التاريخ بين من حافظوا على القدس واستردوه وبين من فرطوا فيه وباعوه، قائلًا: إن الأحداث والوقائع التي حدثت عبر التاريخ، لاسيما في عصر النبي -صلى الله عليه وسلم- قسَّمت الناس إلى ثلاثة أقسام، الأول: الصادقون القادرون، الذين يحملون هم قضايا ومقدسات الأمة، وهؤلاء الذين إذا أُمروا بالجهاد جاهدوا في سبيل الله تبارك وتعالى بأموالهم وأنفسهم، والثاني: الصادقون العاجزون، الذين تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنًا، والثالث: المنافقون، الذين لا يحملون هم قضايا ولا مقدسات الأمة، بل ربما يتحولون إلى خنجرٍ مسمومٍ في ظهر الأمة بالتعاون مع الأعداء، وحدث ذلك كثيرًا في حياة الرسول في المرحلة المدنية، وهذه صور متكررة في التاريخ الإسلامي، ونشاهدها الآن في حرب غزة مع اليهود.