دعوة لتدبر أمثال القرآن.. داعية إسلامي: لا يعقلها إلا العالمون ولا يتأملها ويعي مفهومها ومدلولها إلا العقلاء النبهاء

  • 28
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد السواح

قال الداعية الإسلامي سعيد السواح: احذر أن تكون ممن يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فكلمة التوحيد لا تنتفع بها عند ربك إلا إن كنت معتقدًا فيها، واحذر أن تمكر بنفسك أو تخادعها أو تغرر بها، فمكر ذلك وضرره لا يعود إلا عليك فإنك لن تضر الله شيئًا، فلماذا المكر والخداع؟! وما يمكرون إلا بأنفسهم وما يشعرون، قال تعالى: {وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ} [البقرة: 8-9].

وأضاف "السواح" -في مقال له بعنوان "الدروس المستفادة من سورة البقرة"-: تحسس من قلبك واطمئن عليه من خلوه من المعاصي والشركيات حتى لا تُقلب عندك الحقائق وأنت لا تشعر فترى الحلال حرامًا، والحق باطلًا، والضلال هدىً، فتظن أنك على الهدى! قال تعالى: {فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمْ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ (10) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11) أَلا إِنَّهُمْ هُمْ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ (12) وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمْ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} [البقرة: 10-13].

وتابع: المنافق تراه مذبذبًا لا يثبت على طريقة فإذا تقابل مع المؤمن أظهر له أنه على دينه وطريقته، وإذا تقابل مع الكافر أبدى له موافقته على باطله وينتقص عنده من شأن المؤمنين فهو في الحقيقة أقرب للكفر من الإيمان، والله يقابله أن يزيد في حيرته وتردده وطغيانه، قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ (14) اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوْا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ} [البقرة: 14-16].

واستطرد الداعية الإسلامي: انتبه إلى ما ورد من أمثال في القرآن فإنها والله لا يعقلها إلا العالمون ولا يتأملها ويعي مفهومها ومدلولها إلا العقلاء النبهاء، فلا يخفى عليك ما المقصود والمراد من هذا المثل فربك يضرب الأمثال للناس لعلهم يتذكرون فإذا ضُرب المثل قاستمع له، قال تعالى: {مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءَتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لا يَرْجِعُونَ (18) أَوْ كَصَيِّبٍ مِنْ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنْ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ (19) يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 17-20].