سبب في جلب الرزق.. داعية إسلامي يوضح أهمية ملازمة الاستغفار وشرط قبوله

  • 62
الفتح - الداعية الإسلامي سعيد محمود

قال الداعية الإسلامي سعيد محمود: إن الله -عز وجل- جعل للرزق أسبابًا مادية وأسبابًا معنوية، والأسباب المادية ثلاثة، يتفرع عنها كل صور الرزق المادية؛ ألا وهي: "التجارة والصناعة والزراعة"، والناس جلهم مشغولون بفنون الرزق في هذه الأسباب بفروعها.

وأشار "محمود" -في مقال له بعنوان "الأسباب الحقيقية للرزق" عبر موقع "أنا السلفي"- إلى أن أكثر الناس يغفُل عن الأسباب المعنوية، والتي هي إن شئتَ قل: "هي الأسباب الحقيقية للرزق"، ومنها "كثرة الاستغفار"، موضحا أن كثرة الاستغفار باب مِن أعظم الأبواب الجالبة للأرزاق، فإذا ضاقتْ بك الأرزاق فأكثر مِن الاستغفار وسيجعل الله -عز وجل- لك مخرجًا، وسيجعل لك الرزق مِن حيث لا تدري، قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ لَزِمَ الِاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللَّهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، وَرَزَقَهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ" (رواه أحمد وأبو داود، وصححه الشيخ أحمد شاكر)، فأكثر مِن الاستغفار يجعل الله لكَ مِن كل همٍّ فرجًا، ومِن كل ضيق مخرجًا، ويرزقك مِن حيث لا تحتسب.

وأضاف أن الاستغفار الذي هو باب مِن أبواب الرزق، ومفتاح لهذا الباب، هو أن يتواطأ القلب واللسان معًا بالاستغفار؛ وإلا فكثير مِن الناس يقول "استغفر الله"، تمر على لسانه فقط دون المرور على القلب، متابعا: والاستغفار هو طلب المغفرة, أنتَ عندما تقول "أستغفر الله"، فأنتَ تعني بذلك: اللهم اغفر لي, اللهم إني تبت فاغفر لي؛ هذا معنى الاستغفار.

وأكد "محمود" أن هذا يستلزم مع هذه الألفاظ توبة، فانظر في نفسك وأنتَ تقول "أستغفر الله"؛ هل رجعت عن ذنوبك؟! هل تبت منها؟! فأنتَ تقول "أنا أتوب إليك يا رب فاغفر لي"، فكن صادقًا؛ فهذا الذي تُفتح به أبواب الأرزاق.

وأوضح أحوال الصالحين مع الاستغفار و طلب الأرزاق كثيرة، فهذا عمر بن الخطاب، أمير المؤمنين، يخرج بالمسلمين يومًا للاستسقاء، وقد امتنع المطر وأجدبت الأرض، فخرج بالمسلمين يستمطر ويستسقي، فلما وقف عمر كما يذكر الراوي: "فما زاد عمر على الاستغفار!"، أي: أن عمر وقف في مقدمة المسلمين ورفع يديه وجعل يقول: "نستغفر الله، نستغفر الله، نستغفر الله"، ويستغفر الله -عز وجل- فنزل المطر، فقالوا: إنك ما زدت شيئًا عن الاستغفار، وما رأيناك استسقيت! فقال: "لقد سألتُ الله -عز وجل- الغيث بمجاديح السماء التي يستنزل بها المطر!" -مجاديح السماء: مفاتيح السماء لنزول الأرزاق-، ثم تلا عليهم: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا) (نوح: 10-11)؛ هذا هو الاستغفار الذي تُجلب به الأرزاق.

وقدم الداعية الإسلامي نصيحة بلزوم الاستغفار، قائلًا: فالاستغفار عبد الله، باب مِن أعظم أبواب الرزق؛ فإياك أن تضيعه، ولابد أن يكون على مع استغفارك بلسانك تواطؤ القلب مع قول اللسان، مع عدم الإصرار على الذنب.